هل ينتظر سوق النفط حربا جديدة في الشرق الأوسط؟
كتبت- هدى الشيمي:
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية إن أسعار النفط ارتفعت بنسبة وصلت 20 بالمئة تقريبا خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة. وتساءلت عما إذا كان هناك أي تبرير لذلك؟ أو أنه يرجع فقط إلى الخوف من مخاطر الصراع المباشر بين السعودية وإيران؟.
وأشارت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني، إلى أن السؤال الأول الذي يجب أن يُطرح عند ارتفاع سعر النفط، هو هل تغيرت الأساسيات؟ وهل ارتفع مُعدل طلب النفط أو توريده في منتصف نوفمبر عما كان عليه في منتصف أكتوبر؟، والإجابة "لا".
وأوضحت الصحيفة أن معدل الطلب ثابت ومستقر، مُشيرة إلى انخفاض نسبة واردات الصين من النفط في أكتوبر إلى 7.3 مليون برميل يوميا، وأظهرت أحدث بيانات أن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة تجاوز التوقعات السابقة، إلا أن ذلك لا يُبرر ارتفاع الأسعار بنسبة 20 بالمئة.
وفيما يتعلق بالتوريد، تقول الصحيفة إن منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) حصلت على حصصها، إلا أن جهودها ما تزال محدودة في ليبيا والتي رفعت معدل انتاجها للنفط خلال السنوات الأخيرة الماضية. وما يزال إنتاج النفط في ليبيا مُتقلبًا بسبب الحرب الأهلية التي تعيشها البلاد، ولكنه يبلع حوالي 850 ألف برميل يوميا.
وقفز انتاج النفط الأمريكي بنسبة 13 بالمئة منذ منتصف عام 2016، وتُصدّر أمريكا الآن أكثر من 2 مليون برميلا يوميا.
وبالنظر إلى حجم التوريد والإمداد، تشير الصحيفة إلى أن الأوضاع لم تشهد أي تغيير دراماتيكي خلال الأسابيع الأخيرة الماضية، يتسبب في ارتفاع الأسعار إلى هذا الحد.
وعادت تتساءل مُجددا عما إذا كانت الأوضاع في العراق هي السبب وراء ارتفاع الأسعار، مُشيرة إلى أن توقف الإمدادات التي تم شحنها من خلال أنابيب تأخذ الخام من منطقة كركوك إلى تركيا والسوق العالمية. وعاد العمل بشكل جزئي في الشمال مؤخرا، بينما زادت اصدارات النفط عبر الموانئ الجنوبية العراقية بمقدار 200 ألف برميل يوميا.
وتتوقع الصحيفة أن يتسبب الصراع بين الأكراد والحكومة العراقية في قطع الإمدادات، لاسيما وأن بغداد تعمل الآن على تطهير البلاد بشكل نهائي من أي آثار متبقية لداعش، إلأ أنه لم يكون كافيا لارتفاع الأسعار إلى هذا الحد.
وبخلاف الأزمة العراقية، تقول الصحيفة إن الأوضاع الأخيرة التي حدثت في السعودية تُعيد تشكيل أسواق النفط هناك.
وكانت المملكة قد احتجزت عشرات الأمراء والمسؤولين والوزراء الحاليين والسابقين في إطار حملتها لمكافحة الفساد، وجمدت آلاف الحسابات المصرفية لعدد كبير من الأشخاص، وهي تحركات لم تشهدها السعودية من قبل.
ومع ذلك، فإن أسوأ ما يواجه سوق النفط هو تصاعد التوترات بين السعودية وإيران، منافستها الأبرز في المنطقة.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن النزاع بين السعودية وإيران ليس جديدًا، ولكنه أصبح أكثر عدائية خلال العامين الماضيين، أي منذ تولي الملك سلمان مقاليد الحكم، ثم إطلاق صاروخ باليستي من شمال اليمن على مطار بالعاصمة الرياض، واتهمت المملكة طهران بمساعدة المتمردين الحوثيين على إطلاقه.
وتسببت استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تفاقم الأزمة بين البلدين، وزادت من احتمالات حدوث حرب بالوكالة بين البلدين في لبنان.
ونوهت الصحيفة إلى أن الصراع المباشر مع إيران سيكون له مخاطر كبيرة، مُشيرة إلى أنه خطوة مُدمرة للقيادة السعودية.
وأضافت: "ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء، خاصة وأن أمريكا تدعم السعودية، وتشجعها على اتخاذ المزيد من الإجراءات التصعيدية ضد إيران، وهذا هو القلق الحقيقي الذي يقود سوق النفط".
بحسب الصحيفة البريطانية، فإن النزاع بين السعودية وإيران من شأنه تعريض الكثير من حقوق النفط والمنشآت النفطية للخطر في كلا البلدين.
فيديو قد يعجبك: