إعلان

فضيحة اغتصاب الأطفال في أفغانستان.. استقالات وغضب في أمريكا

01:08 م الثلاثاء 22 سبتمبر 2015

جنود امريكيين في أفغانستان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عرفة:

أثار تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز عن أوامر صدرت للقوات الأمريكية في أفغانستان بتجاهل اغتصاب الأولاد من قبل القادة العسكريين الأفغان جنسيا على الأطفال في القواعد العسكرية حالة من الغضب في الولايات المتحدة وأدى إلى استقالات، وفقا للصحيفة نفسها.

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تعليمات كانت قد صدرت للجنود الأمريكيين بتجاهل الاعتداء الجنسي على الأولاد الصغار من قبل حلفائهم الأفغان، حتى عندما تقع هذه الاعتداءات في القواعد العسكرية التي يتواجد فيها الأمريكان.

وقالت الصحيفة إنه تم تصميم سياسة التجاهل هذه من أجل الحفاظ على وضع جيد مع الشرطة الأفغانية التي دربتها الولايات المتحدة والجيش في بلد تنتشر فيه الاعتداءات الجنسية على الصبية بشكل واسع، بحسب الصحيفة الأمريكية نفسها.

وأصر البنتاجون على أنه أبدا لم يأمر القوات بتجاهل أي انتهاك للحقوق. لكن الصحيفة قالت إنه كان يعرف جيدا فيما بين الجنود والمدنيين الأمريكيين الذين خدموا في أفغانستان أن الكثير من الأفغان الأثرياء ورفيعي المستوى اغتصبوا أولادا، وغالبا ما كانوا يجعلوهم يرتدون ملابس نسائية ويرقصون في تجمعات وأثناء ذلك يغتصبون.

وقالت نيويورك تايمز وأن المسؤولين الغربيين غالبا ما كانوا يغضون الطرف عن تلك الممارسات خوفا من أن ينفر حلفائهم.

وأعفي دان كوين من قيادة قواته الخاصة بعد قتال مع زعيم مليشيا تدعمها الولايات المتحدة والذي كان يمتلك ولدا لممارسة الجنس معه ويربطه بسلسلة في سريره. وأخبر الجنود الأمريكان بأن يتجاهلوا الانتهاكات الجنسية للأولاد من قبل حلفائهم الأفغان.

استقالات

وقالت الصحيفة إن مع عودة مجموعة من القوات الأمريكية من أفغانستان، كانت هناك استقالات في صفوف المسؤولين الأمريكيين جراء تلك الممارسة التي وصفها كثيرون ب"البغيضة". وتلك الاستقالات اعتبرتها الصحيفة دليلا على صحة ما كشفت عنه.

ووفقا للصحيفة، يعكس ذلك حقيقة أنه في الوقت الذي تسبب اغتصاب الأولاد في صدمة الأجانب ونفور الأفغان، فإنه واحدة من كثير من المشكلات في أفغانستان.

وتقول الصحيفة إنه على مدى 14 سنة منذ بدء الحرب، يتم التسامح مع الجرائم التي ترتكب داخل الحكومة وقوات الأمن الأفغانية، اللذين ترعاهما الولايات المتحدة.

وأنهت القوات الأمريكية وقوات الناتو مهمتها القتالية بشكل رسمي بنهاية العام الماضي، تاركة ورائها قوات الأمن الأفغانية مسؤولة عن السلام العامة في البلاد.

ويغطي فساد المسؤولين الأفغان على سلسلة من عمليات تهريب الأفيون من قبل الحكومة وقوات الأمن الأفغانية، ويؤدي ذلك إلى تجاهل جرام يرتكبها الجنود وأفراد الأمن الأفغان، وفقا لما تقول الصحيفة.

وفي الكثير من الحالات – بحسب الصحيفة – خاصة تهريب المخدرات والفساد، كان المسؤولون الأمريكيون يردون بأن ذلك أمرا عاديا بالنسبة للأفغان، الذين لا يرون المشاكل بالطريقة التي يراها الغربيون، وأن محاولة تطهير الحكومة الأفغانية قد يؤدي إلى انهيارها.

وغالبا ما كان يتم التغاضي عن حالات التعذيب والقتل التي ترتكبها قوات الأمن الأفغانية والتي وثقتها منظمات حقوق الإنسان ووسائل الإعلام، وذلك خوفا من أن يؤثر ذلك على الحرب ضد طالبان والقاعدة.

وغزت الولايات المتحدة وتحالف غربي أفغانستان في 2001 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2011 على نيويورك وواشنطن التي تبناها تنظيم القاعدة. وأطاحت تلك القوات بحركة طالبان التي كانت تحكم أفغانستان وتتحالف مع القاعدة.

 

"لا تسامح"

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين إنهم أبدا لم يتسامحوا مع الانتهاكات الجنسية ضد الأولاد من قبل قوات الأمن الأفغانية. وقال السكرتير الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنست، "الولايات المتحدة ينتابها قلق عميق إزاء سلامة ورفاهية الأولاد الذين استغلهم أفراد قوات الأمن والدفاع الوطني الأفغاني. هذه النوع من الاستغلال الجنسي ينتهك القانون الأفغاني والتزامات أفغانستان الدولية".

ووصف المتحدث باسم البنتاجون جيف دافيز الاغتصابات ب"البغيضة"، غير أنه أصر على أنه لا توجد سياسة تفرض على الأفراد بتجاهل تلك المزاعم.

وقال المتحدث باسم البنتاجون "أستطيع أن أخبرك بأن لا شيء يمنع أي فرد عسكري من عمل تقارير حول انتهاكات حقوق الإنسان في سلسلة قيادتهم".

غير أنه قال إن المشكلة "في الأساس مسألة إنفاذ القانون الأفغاني، وهؤلاء الذين يقدمون تقاريرا يقدمونها إلى الحكومة الأفغانية".

وقال المتحدث إن كل نقاش مع الحكومة الأفغانية "يأخذ طريقه إلى مستوى أعلى" ويدون في تقارير الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان لتوضح أن "هذه ممارسة بغيضة".

وتقول نيويورك تايمز إنه حتى إذا مررت التقارير إلى السلطات الأفغانية – وهو أمر نادر الحدوث حسبما قال عدد من المسؤولين الأمريكيين – فليس هناك تأكيدا يذكر على أن الحكومة الأفغانية سوف تحاكم المشتبه بهم بالاغتصاب أو قادرة على ذلك.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان