الجارديان: أوباما يستغل المفاوضات النووية لتقوية موقفه بالشرق الأوسط
كتبت - هدى الشيمي:
ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، أن المفاوضين الأمريكيين والإيرانين يبذلون الكثير من الجهود، لكي يتوصلوا لنهاية مرضية لجميع الأطراف في الاتفاقية النووية في 31 مارس الجاري.
ورأت الصحيفة أن العمل على الاتفاقية النووية الإيرانية، ربط بين مصيري الرئيس الأمريكي باراك أوباما، ونظيره الإيراني حسن روحاني، وجعلهما لا ينفصلان عن بعض، مؤكدة أن "الملحمة" الإيرانية الطويلة ومواجهتهم للغرب من أجل الحصول على سلاح نووي، تحولت إلى حكاية رئيسين.
قالت الصحيفة إن أوباما يسعى للحصول على نتائج ايجابية للمفاوضات الأسبوع المقبل، أثناء أخر محاولة يجريها المفاوضيين للوصول لاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وبحسب الصحيفة، فإن محاولات تقويضه ومنعه من تنفيذ الاتفاقية من قبل معارضيه، لم تضعفه، ولكنها زادت من حماسه وإصراراه على اتمام المفاوضات والوصول لحل يُرضي جميع الأطراف، مشيرة إلى أنه لا يرغب في الاتفاقية النووية فقط، ولكنه يسعى أيضا إلى إخراج إيران من العزلة، وكسر الحاجز الجليدي الناشيء بينها وبين العالم، منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، والقضاء على ذكريات اقتحام السفارة الأمريكية في إيران، واحتجاز الرهائن.
وتوقعت أن يحاول أوباما في حالة نجاح المفاوضات الإيرانية، اصلاح علاقته مع كوبا، وانهاء فترة القطيعة الواقعة بين البلدين.
وكان من بين أسباب تمسك أوباما بالمفاوضات الإيرانية، على الرغم من وجود الكثير من الأسباب التي تدفعه للتوقف عن الاهتمام بالشأن النووي الإيراني، أنها رأى فيها صفقة كبرى، تمكنه من زيادة نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط، وخاصة بعد فشل سياسته الخارجية في العراق، وسوريا، وفلسطين، ومصر، وليبيا.
ويعتقد البيت الأبيض، أن الاتفاق بين أوباما وروحاني والوصول إلى حل وسطي بشأن البرنامج النووي، بإمكانه المساعدة في القضاء على التحديات المشتركة بين البلدين، ومن بينهم انتشار الجماعات السنية المتطرفة، والتصدي لتنظيم داعش، وايقاف الحرب الأهلية السورية.
كما يرى محللون سياسيون أن الاتفاق التاريخي العظيم بين أوباما وروحاني، يقوى موقف الرئيس الأمريكي، ويجعله أحد أهم الرؤساء الذين حكوموها، خاصة لأنه لم يقم بأي شيء يثري سجله السياسي، مع اقتراب نهاية فترة ولايته الثانية.
ونقلت الصحيفة الخطاب الذي وجهه الرئيس الأمريكي للشعب الإيراني الأسبوع الماضي بمناسبة عيد النوروز، فقال لهم "رسالتي لكم يا شعب إيراني هي، إننا يجب أن نتحدث عن المستقبل معا، فلدينا الآن فرصة لم نحصل عليها منذ عقود، لكي نخلق مستقبل أفضل لبلدينا".
وأكد أوباما أن الأيام والاسابيع المقبل ستكون حاسمة، خاصة بعد التقدم الملحوظ الذي حققته المفاوضات، مشيرا إلى وجود بعض الثغرات، في كلا البلدين وخارجهما، وهناك الكثير من المعارضين السياسيين والدبلوماسيين الذين يسعون إلى عرقلتها.
وعلق أيه الله على خامنيئ على خطاب أوباما، بأن لا أحد في إيران يعارض الحل الدبلوماسي، ولكن ما يرفضوه هو التدخل الأمريكي، الذي يشبه "البلطجة".
ووجد خامنيئ أن رسالة الرئيس الأمريكي في عيد النوروز كانت بها إشارات غير شريفة، كما أن دعواته للصداقة بين الشعبين لم تكن صادقة، مشيرا إلى أن وعود أوباما بإنهاء العقوبات على المجتمع الإيراني لم تٌصدق حتى الآن.
كما لفتت الصحيفة لصعوبة الموقف الذي يمر به كل من اوباما وروحاني، فيتهم كبار السياسين في إيران حسن روحاني بالتعاون مع الغرب، كما ترفض المملكة العربية السعودية ذلك التعاون، والذي تراه نوعا من السذاجة الأمريكية للتعاون مع الشيعة الإيرانين الذين تعتبرهم أول اعدائها، وأكثر من تخشاهم في العالم، كما ترى إسرائيل أن نجاح المفاوضات الامريكية الإيرانية بشأنه اضعاف موقفها مقابل زيادة قوةالشيعة، والذين يهددون تواجدها في الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من كل تلك الانتقادات الموجهة لروحاني، ما يزال متمسكا بالمفاوضات والتي تعد أفضل وسيلة للقضاء على العقوبات الخانقة، مثل تصدير النفط، والخدمات المالية، والاستثمارات الأجنبية، وما لتلك العقوبات من تأثير على الحياة اليومية الإيرانية.
وأكدت الصحيفة أن نجاح المفاوضات ستكون بمثابة انتصارا غير عاديا لروحاني، لأنه سيحسن الوضع الاقتصادي الإيراني، وينعش العلاقات التجارية بين بلاده والولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا، وغيرها من الدول.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: