- إختر إسم الكاتب
- محمد مكاوي
- علاء الغطريفي
- كريم رمزي
- بسمة السباعي
- مجدي الجلاد
- د. جمال عبد الجواد
- محمد جاد
- د. هشام عطية عبد المقصود
- ميلاد زكريا
- فريد إدوار
- د. أحمد عبدالعال عمر
- د. إيمان رجب
- أمينة خيري
- أحمد الشمسي
- د. عبد الهادى محمد عبد الهادى
- أشرف جهاد
- ياسر الزيات
- كريم سعيد
- محمد مهدي حسين
- محمد جمعة
- أحمد جبريل
- د. عبد المنعم المشاط
- عبد الرحمن شلبي
- د. سعيد اللاوندى
- بهاء حجازي
- د. ياسر ثابت
- د. عمار علي حسن
- عصام بدوى
- عادل نعمان
- علاء المطيري
- د. عبد الخالق فاروق
- خيري حسن
- مجدي الحفناوي
- د. براءة جاسم
- عصام فاروق
- د. غادة موسى
- أحمد عبدالرؤوف
- د. أمل الجمل
- خليل العوامي
- د. إبراهيم مجدي
- عبدالله حسن
- محمد الصباغ
- د. معتز بالله عبد الفتاح
- محمد كمال
- حسام زايد
- محمود الورداني
- أحمد الجزار
- د. سامر يوسف
- محمد سمير فريد
- لميس الحديدي
- حسين عبد القادر
- د.محمد فتحي
- ريهام فؤاد الحداد
- د. طارق عباس
- جمال طه
- د.سامي عبد العزيز
- إيناس عثمان
- د. صباح الحكيم
- أحمد الشيخ *
- محمد حنفي نصر
- أحمد الشيخ
- ضياء مصطفى
- عبدالله حسن
- د. محمد عبد الباسط عيد
- بشير حسن
- سارة فوزي
- عمرو المنير
- سامية عايش
- د. إياد حرفوش
- أسامة عبد الفتاح
- نبيل عمر
- مديحة عاشور
- محمد مصطفى
- د. هاني نسيره
- تامر المهدي
- إبراهيم علي
- أسامة عبد الفتاح
- محمود رضوان
- أحمد سعيد
- محمد لطفي
- أ.د. عمرو حسن
- مصطفى صلاح
- اللواء - حاتم البيباني
جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع
تعد فايزة أحمد (1934-1983) واحدة من أهم المطربات في تاريخ الغناء العربي. تمتعت بصوت جميل قادر على الأداء السليم للمقامات الموسيقية الشرقية. قدَّمت أغلب أنواع الأغاني (عاطفية، وطنية، الأسرة، الدينية، موشحات، قصائد)، كما غنت باللغة العربية الفصحى وبلهجات عربية متعددة. غنت فايزة أكثر من 300 أغنية ومثلت وغنت في سبعة أفلام. امتد نشاطها الفني الناجح لمدة 33 عامًا من عام 1950 حتى 1983. لديها رصيدٌ كبير من الأغاني الناجحة والتي تعد من كلاسيكيات الأغاني العربية، وعلى سبيل المثال تعد أغنيتها «ست الحبايب» هي الأغنية الأهم في تاريخ الغناء العربي عن الأم. عاشت حياة درامية في حياتها العادية والفنية واستطاعت التغلب على ما واجهها من معوقات وتمتعت بالإصرار على النجاح ووهبت حياتها للفن.
قضى الباحث عمرو فتحي أربعة أعوام من أجل توثيق تاريخ فايزة أحمد الفني وحفظه في كتاب «فايزة أحمد: كروان الشرق» (دار غايا، 2024)، الذي يضم دليلًا كاملًا لأغانيها مُرتبة بحسب تاريخ تقديمها للجمهور لأول مرة ومتضمنة اسم الأغنية، ومؤلفها، وملحنها، وموزعها الموسيقي، والفرقة الموسيقية المصاحبة، ورقم الأسطوانة، ومقامها الموسيقي والحضور المميز لبعض الآلات الموسيقية المستخدمة في الأغنية وعازفيها، والحفلات التي قُدِّمت فيها، والفيلم الذي ظهرت فيه، وآراء النقاد فيها، إضافة إلى ذكريات صانعيها عنها، مع تعريف بالمؤلفين والملحنين والموزعين الموسيقيين والعازفين.
الشاهد أن فايزة أحمد تمتعت بصوتٍ جميل قادر على الأداء السليم للمقامات الموسيقية الشرقية وجُمل التطريب واللزم الطويلة. أشاد بصوتها الموسيقار محمد عبد الوهاب ووصفها بأنها «نبرة جديدة حلوة لا صلة لها بأصوات المطربات الأخريات». ووصفت أم كلثوم صوتها بأنه الصوت النسائي الوحيد الذي تطرب له وتسمعه بنشوةٍ، ولُقِّبت بـ«كروان الشرق». تعاونت مع عدد كبير من الملحنين المتميزين في مصر والبلاد العربية مثل محمد عبد الوهاب ومحمد الموجي ومحمد سلطان وبليغ حمدي وكمال الطويل ورياض البندك ومحمد محسن ورضا علي، وكُتَّاب الأغاني مثل مرسي جميل عزيز وعبد الرحيم منصور وآخرين.
اتسمت فايزة بروح المغامرة الفنية باعتمادها في مطلع الستينيات ومطلع السبعينيات على ملحنين مثل محمد سلطان، وشعراء ومؤلفي أغانٍ مثل محمد حمزة وعلي الباز وفتحي سعيد وعمر بطيشة، في بداية مشوارهم الفني، ونجحت معهم رغم وجود فطاحل التلحين وكتابة الأغاني في ذلك الوقت.
بالعودة إلى البدايات، فإننا نجد أن فايزة أحمد وُلِدت في عام 1934 في بيروت بلبنان، وعاشت هي وأمها اللبنانية فكرية ياسرجي مع خالها في دمشق. حملت فايزة اسم والد أخواتها غير الأشقاء بعد خلافٍ بين والدها أحمد الرواس وأمها وطلاقهما.
تعتبر فايزة فترة إقامتها لدى خالها من الفترات المهمة في تكوين ثقافتها الموسيقية، بفضل وجود فونوغراف وعدد وفير من الأسطوانات لكثير من المطربين والمطربات في هذا البيت. طلبت من أمها أن تتعلَّم العزف على العود، وانجذبت إلأى عالم الغناء، ثم صحبت في سن الثانية عشرة صديقًا للعائلة إلى دمشق للغناء في إذاعة دمشق، إلا أنها لم تنجح في اختبار الصوت الذي أجرتها لها هذه الإذاعة.
التحقت فايزة بفرقة ناديا وعلي العريس، وهي فرقة منوعات واستعراضات سورية ذائعة الصيت في الأربعينيات وبداية الخمسينيات، لتكون هذه خطوتها الأولى في عالم الفن. في سن السادسة عشرة، ذهبت إلى إذاعة حلب، وكان حظها أفضل هنا؛ إذ سُجِّلت لها أغنية «قولوا لي فين الدوا» (1953) التي حققت نجاحًا كبيرًا عند إذاعتها. إلا أنه يبدو أن نجاحها لم يستمر طويلًا في إذاعة حلب، واضطرت للعمل في مسارح دمشق وملاهيها لكسب المال (ص 18-19). وحدث أن التقت الملحن الفلسطيني المقيم في دمشق رياض البندك، الذي صحبها إلى إذاعة دمشق، ولحَّن لها موشحًا من تأليف ابن هاني الأندلسي وبدأ في تحفيظها الشِعر ثم اللحن مدة شهرٍ كامل. مع نجاحها، بدأت في تسجيل موشحات وأغانٍ باللهجة المصرية، منها مونولوج «أسعد الأحلام». سافرت فايزة إلى العراق والأردن وسجَّلت عدة أغانٍ (ص 21).
بعد اعتمادها في إذاعة دمشق، أصبحت مطربة من الفئة الأولى في الإذاعة، وتعرَّفت إلى الملحنين محمد محسن ورضا علي، وقدَّم لها الأخير أغانيه وهو في ذروة شهرته، ومنها أغنية مطلعها «ما يكفي دمع العين يا بويه»، وهذه الأغنية لفتت الأنظار إلى صوتها. سرعان ما أصبحت فايزة أحمد من الأصوات المميزة في ليالي بغداد، وحققت شهرة كبيرة في العراق وشاركت في حفلات أعياد ملك العراق.
ظل حلم الغناء في مصر يراود فايزة أحمد، التي رأت في مصر هوليوود الشرق. ووصلت في نهاية عام 1955 إلى قناعةٍ تامة بأن استمرارها في العمل بالغناء في سوريا أو العراق لن يحقق لها حلمها بغناء أغانٍ تحقق لها شهرة في مصر والعالم العربي، وأنها لا بدَّ أن تتخذ قرارًا حاسمًا بالانتقال إلى القاهرة لتحقيق هذا الحلم. في نهاية ديسمبر من عام 1955، قَدِمَت فايزة بصحبة والدتها إلى مصر، وأقامت في أحد فنادق القاهرة، وكان لها هدفٌ محدد هو الغناء في الإذاعة المصرية.
سُمِعَ صوتُ فايزة أحمد لأول مرة في الإذاعة المصرية من خلال إذاعة صوت العرب يوم الأحد 12 فبراير 1956 وكانت أغنية «ما في حدا يا ليل» من كلمات أسعد سابا وألحان محمد محسن (ص 53). أيقنت فايزة أن استمرارها في الغناء باللهجات العربية لن يحقق لها أمنيتها في أن تصبح أغنية معروفة في مصر؛ لذا سعت لدى محمد حسن الشجاعي مسؤول الغناء والموسيقى في الإذاعة المصرية، في محاولةٍ لإقناعه بالسماح لها بالغناء باللهجة المصرية. وبعد شهرين من الإلحاح، بدأت الإذاعة من شهر أبريل عام 1956 في تخصيص أغانٍ مصرية لها يلحنها كبار الملحنين مثل زكريا أحمد وأحمد صدقي ومحمود كامل ومحمود الشريف وحسين جنيد.
إلا أنه لم يُكتب لهذه الأغاني أي نجاحٍ يُذكَر، فقررت العودة إلى دمشق في نهاية مايو 1956 بعد انتهاء مدة إقامتها القانونية في مصر. لكنها قبل مغادرتها إلى سوريا كانت قد سجَّلت أغنية للإذاعة المصرية في عُجالة من الوقت، وهي أغنية «أنا قلبي إليك ميَّال» من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي. أذيعت الأغنية في 16 يونيو 1956 في الإذاعة المصرية، لتحقق نجاحًا كبيرًا (ص 54). بعد إقامتها لفترة في دمشق لظروف عائلية، قررت فايزة العودة إلى القاهرة والاستقرار بها.
في نوفمبر 1957، حققت فايزة أحمد إحدى أمنياتها الفنية، وهي الغناء من ألحان الموسيقار محمد عبد الوهاب، فغنت له أغنية «بريئة» (ص 68). وفي 11 أبريل 1957، وتحديدًا في حفل أضواء المدينة في سينما قصر النيل بالقاهرة، قُدِّمت لأول مرة أغنية «يامه القمر على الباب» من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي. ظهرت الأغنية في فيلم «تمر حنة»، الذي عُرِضَ بدوره لأول مرة في 1 يوليو 1957 في سينما ديانا بالقاهرة. أما «يا تمر حنة» التي ضمها الفيلم المذكور فهي من كلمات جليل البنداري وألحان محمد الموجي، و قُدِّمت لأول مرة يوم 2 يوليو 1957 في الإذاعة المصرية.
ولا ينسى الجمهور لفايزة أغانٍ من نوعية «أسمر يا أسمراني»، التي كتب كلماتها إسماعيل الحبروك ولحَّنها كمال الطويل، وغنتها بالصوت دون ظهورها في فيلم «الوسادة الخالية»، الذي عُرِضَ لأول مرة يوم 7 أكتوبر 1957 في سينما ريتس بالقاهرة. وفي مارس 1958، حققت فايزة أحمد أكبر نجاح في تعاونها الفني مع الموسيقار محمد عبد الوهاب، من خلال أغنية «ست الحبايب»، التي أصبحت الأغنية الأكثر تعبيرًا عن تقدير الأم ودورها في حياة أبنائها وأسرتها. ولا ننسى أغنية «حمَّال الأسية» (1958)، من كلمات حسين السيد وألحان محمد عبد الوهاب. كما اشتهرت أغنيتها «بيت العز»، من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان محمد الموجي، وقُدِّمت لأول مرة يوم 21 يونيو 1960 بالإذاعة المصرية.
في عام 1963، بدأت فايزة رحلة تعاون فني مع الملحن محمد سلطان، وانطلق التعاون بأغنيتي «هاتوا الفل مع الياسمين» و«أؤمر يا قمر»، قبل أن يتزوج الاثنان في عام 1964 وتتواصل مشروعاتهما الفنية ومنها «غريب يا زمان» (1973) و«رسالة من امرأة»، والأخيرة من قصائد نزار قباني، وقُدِّمت لأول مرة يوم 26 يوليو 1975 في حفل أقيم في نادي الترسانة بمناسبة عيد الثورة الثالث والعشرين. وفي عام 1976، عادت فايزة أحمد إلى ألحان محمد عبد الوهاب من خلال أغنية «وقدرت تهجر»، من كلمات حسين السيد. وكان 1978 عام الأغاني القصيرة لفايزة، بالتعاون مع محمد سلطان، كما عاودت التعاون الفني مع الملحن سيد مكاوي. في 1979، غنت «بكرة تعرف»، من كلمات عمر بطيشة وألحان محمد سلطان، و«نقطة الضعف»، من كلمات عبد الوهاب محمد وألحان محمد سلطان. ومن كلمات حسين السيد وألحان محمد سلطان، غنت في عام 1980 «علمتني الدنيا»، وفي العام التالي قدَّمت «أيوه تعبني هواك»، من كلمات عمر بطيشة وألحان محمد سلطان. وفي عامها الأخير، 1983، غنت «لا يا روح قلبي»، من كلمات حسين السيد وألحان رياض السنباطي، قبل أن ترحل عن دنيانا عن عمر يناهز 48 عامًا.
«فايزة أحمد: كروان الشرق» كتابٌ لا غنى عنه لكل محبي فايزة أحمد والغناء العربي.