إعلان

بعد المنظار

د. سامي عبد العزيز

بعد المنظار

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 01 مايو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

ليس من باب الفلسفة وادعاء المثالية، وإنما من واقع الأحوال والمواقف. نعم من الآلام والمحن تخرج الدروس والعظات؛ فقد اضطرتنى الظروف أن أجرى منظارا للمعدة.
ومن روح معنى معنى المنظار الذي يشخص، ويعالج أقول:

أولاً- لماذا تحزن إذا ضاقت الدنيا بك صحياً أو رزقاً، وها هى لحظة وتجد الله قد عافاك وفتح لك أبواب الرزق بكل معانيه من حيث لا تحتسب، ويجعلك تسأل نفسك كيف تعتقد أن رزقك بيد بشر أياً كان موقعه أو سلطانه أو قدراته؟!
ثانياً- لماذا الجبروت والغرور؟ فمن أنت أمام جبروت ربك الجبار؟ من أنت؟ وما علمك أو سلطاتك أو مكانتك التى تجعلك تعتقد أنك أكبر من الكل؟ّ مهما تعلمت ففوق كل ذي علم عليم. ومهما كبرت فهناك الكبير المتعال.

ثالثاً- لماذا تحمل في قلبك مشاعر غضب ممن حولك وبالتحديد لمن أساء إليك بقصد أو بغير قصد؟
لماذا لا تتسامح، وتعفو، فأنت عبد العفو الذي يحب العفو وأمرنا به؟ حقا لماذا تشغل بالك، وتحمل هم حاسد أو حاقد أو مغرض؟
دعه لربه.

رابعاً- لماذا لا نعترف بفضل الناس علينا، من أصغر إنسان حولك إلى أكبر الشخصيات التي مدت لك يد العون كل حسب قدراته؟
فرّاش الكلية الذي يجري عليك ليحمل عنك حقيبتك، أو السايس الذي يفتح لك باب السيارة أو يسندك وأنت مريض، أو ذلك الإنسان الذي عرف أنك في أزمة، ورغم أنه ليس بينك وبينه الآن مصلحة وتجده يكلمك ومن صوتك يشعر بك ويسعى بكل الصدق ويساعدك.

خامساً- لماذا لا نعيد النظر في أسلوب حياتنا وتعاملنا مع أولادنا بدلاً من الانعزال عنهم تحت حجة توفير سبل الحياة لهم؟
ننصت لهم، نفهمهم ونحن مدركون الفروق فى التربية والزمن ومتغيراته.
والحق أن هذا الدرس جسده مسلسل ولاد ناس. لحظة حوار صادق مع أولادنا قد تغيرنا جميعاً وتجنبنا مآسي ومهازل وهموما.

سادساً- لماذا لا نشكر الله على ما نحن فيه من نعمة أخذ النَفَس، ونعمة السمع والبصر ونعمة الأمان فى بلدنا ثمرة تضحية وكفاح رجال ونساء منحونا بعد الله نعمة الأمن والأمان .

مرة أخرى هذه ليست سطورا للفلسفة أو الادعاء بالمثالية.
هى سطور من وحي المنظار الذي علمني أن أمسك بمنظار لأرى جوانب وزوايا في حياتنا لكي نقضي ما تبقى من العمر ونحن راضون بما قسم الله لنا، ونسعى لجبر الخواطر، كما أمرنا الله.

إعلان