إعلان

أمنياتي لعام 2021

سامي عبد العزيز

أمنياتي لعام 2021

د.سامي عبد العزيز
07:00 م السبت 02 يناير 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بعد التوجه للخالق عز وجل أن يجعلها سنة جديدة عامرة بالخير والنجاة من نوازل الدنيا وبلاء الأوبئة.. وبعد التوجه بالتهنئة -مواطنًا- للسيد الرئيس أن يعينه ربه على مواصلة جهوده المخلصة.. أن أمنياتي -مواطنًا- يقرأ الأحداث، ويعيش هموم وقضايا بلده أتصور أنها أمنيات قابلة للتحقق إذا ما أخذنا الأمور بذات الجدية والعملية التي يمارس بها الرئيس السيسي مسؤولياته.. أمنيات لدينا مقدماتها، ولكنها تحتاج إلى خطة تنفيذية تحكمها جداول زمنية تحاسب عليها الحكومة وكل الأطراف المسؤولة.

أولًا: التصنيع.. التصنيع.. التصنيع.. فلا سبيل للقضاء على البطالة إلا بالتصنيع.. ولا سبيل لنا بإيقاف نزيف الاستيراد الذي يلتهم مليارات الدولارات من الاحتياطي النقدي الذي يحقق قفزات ويتمتع بالاستقرار.. ولا سبيل لنا إلا بالتصدير لمنتجات منافسة جودة وسعرًا والتزامًا.. مسنودًا بحوافز حقيقية ضريبية، وتسهيلات ومزايا، بل يصل الأمر بي إلى القول إن دعم التصدير والمصدرين لا يقل إن لم يكن يفوق أهمية الدعم للمواطن.. كم أتمنى أن يتبنى السيد الرئيس أن يكون عام 2021 عام التصدير والمصدرين.. ومن معرفتي بفكر البنك المركزي أنه وراء الصناعة قلبًا وقالبًا.. وداعم جيد للتصدير والمنتجين الجادين.. ومن المؤكد أن القطاع الخاص المصري قادر في مقابل قدرات محدودة للقطاع العام وقطاع الأعمال العام، والذي أتمنى بل وأناشد رئيس بلدنا وهو المتابع الكبير لكل صغيرة وكبيرة أن يفتح هذا الملف على مصراعيه، وكما عودنا على اتخاذ قرارات جريئة غير مسبوقة.

ثانيًا: التعليم الفني والمهني هو الاحتياج الأول والحل الناجح للعديد من المشكلات.. حل للبطالة.. مدخل وحل للتصنيع.. ركيزة أساسية لإنجاح المشروعات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة.. فحينما تمول مشروعًا من هذا النمط والقائمين عليه فنيون ومهرة، ويتعلمون، فإن ضمانات النجاح والإنتاجية تزداد.. وهنا أطالب القطاع الخاص المصري بأن يكون المبادر الأول والداعم الأكبر لهذا المطلب فهو المستفيد الأول والكبير من توافر العمالة الفنية المتدربة.

بل إنني أقول وبصدق أتصور أن الجمعيات الأهلية الخيرية وإلى جانب رعايتها لأصحاب الاحتياجات فإن دعمها للتعليم الفني أسرع طريق للقضاء على الفقر والعوز.. فمن يعمل ويكسب لن يحتاج إلى عون.. فلماذا لا تتكفل هذه الجمعيات إما بفتح مدارس فنية أو بدفع مصروفات الراغبين في التعليم الفني المهني.. إننا حينما نحول الفقراء والمحتاجين والمساكين إلى منتجين، فلن يمدوا أيديهم، بل ومع توافر دخول لهم سيصبحون دافعي ضرائب.. هكذا تكون الصدقة والزكاة كما أفهمها، وأرجو أن يكون فهمي صحيحًا، إنني لن أفرط في الأمنيات الإنسانية والدعوات بالخير والبركة والصحة والعافية وغيرها من الرسائل الطيبة، ولكنها رسائل لا تغير المجتمعات.. ولذا ركزت على أمنيات هي التي جعلت الدول الكبرى كبرى.. أقسم بربي إن تصدير العمالة الفنية المدربة تحقق دخلًا، وربما أكبر من أي صناعة أخرى.. وأفريقيا أمامنا تحتاج بشدة إلى هذه النوعية من المنتجات والخبرات.. يا رب أن تجد هذه الأمنيات آذانًا صاغية، وهم رجال مخلصون لهذا الوطن..

إعلان