إعلان

الإنسان المثالي‎

عبدالله حسن

الإنسان المثالي‎

عبدالله حسن
09:00 م الإثنين 30 مارس 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

عزيزي القارئ....

تحية طيبة وبعد:-

كل ما ورد في هذه القصيدة هو مجرد مشاهدة ورصد، ليس فقط لما استطاع الغرب فعله بداخل مجتمعاتنا، بل الأقسى والأمرّ ما استطعنا نحن ببراعة أن نفعله بأنفسنا.

لا يوجد إنسان مثالي، ولكن ربما كان هذا هو الفخ الذي سقطنا فيه منذ عقود.. وربما أيضا كنّا مثاليين بالفعل بالنسبة لأعدائنا.. اعذرني ربما أصدمك قليلاً، وأضع أمامك القليل جدًا من الحقائق التي سوف تنزعج بسببها.. كتبت هذه القصيدة قبل خمسة أعوام من الآن ولكنّها ما زالت صالحة للاستخدام إلى لحظة كتابة هذا المقال..

سيداتي آنساتي سادتي

فادت مصادرنا وبعد الاطلاع

تمكن الإنسان ببراعة اصطناع

وبتفكيره العميق قدر إنه يقدم

براءة اختراع

الإنسان المثالي

وده مش شخص آلي

ده لحم ودم زيك

وعشان هتقوم تشكك

وتفادي للخسارة

قررنا عمل مزاد بمراقبة الإدارة

عشان سعيد الحظ

اللي هيشتريه

"ألا أونا ألا ديو ألا تريه"

أول مميزاته.. إنه إنسان بسيط

من أول المحيط

الشعر أسود طويل

وعنيه عربي وأصيلة

مفتول صدره وعريض

ولغاية الخليج

كان صلب وعنده حيلة

إحنا بصنعة لطافة

وكانت سهلة جدًا

خلينا سيادته يدمن

يلبس لبس اللي هو

قال عنهم دول فرنجة

يكره لغته ويمسك بدال الراية سنجة

علمناه كيف يخاف

ويكره الاختلاف

من بعد ما كانوا وِحدة

بقى في واحد وواحدَة

يميز بين زمايله

حتى إخواته وأهله

باللبس وبالنوادي

في الأول إنه يحكم

بحاجات نشوفها عادي

مرة في مرة قدرنا

نقتل فيه المشاعر

لحد أما وصلنا

وخليناه يميز

حتى في نوع السجاير!

علمناه يبني وأول

ما بني بنى الحواجز

وفضل يصغر ويصغر

ويحس بإنه عاجز

وعشان تبعد ما بينهم

وتهد أي صورة

مش محتاج أي حاجة

غير هو ماتش كورة!

ومرة في مرة هو

بدأ يُحكم ويفصِل

باللون أو بالديانة

كمان علمناه إنه

لو حد في رأيه خالفه

يبقى ده اسمه خيانة

يكره كل اللي عكسه

ما يربيش إلا يأسه

وأهم حاجة إحنا

تحت مسمى الشجاعة

خلينا سيادته يعمل بإيديه أبشع مجاعة!

الإنسان المثالي

حب الحياة الكريمة

وفرناله احتياجه

علمناه النطاعة

ورمينا ليه فتاتنا

وقال سمعا وطاعة..!

الإنسان المثالي موجود في كل بيت

صورة على كل حيط

موجود على الرصيف

مطبوع على الرغيف

محطوط على كل رف

وطول ما في صيانة

مش ممكن يوم يخف..

وده فعلا عرض خاص

لو كان عجبك خلاص

سهل إن أنت تلاقيه

دي فعلا مش حكاية

لو عايز حد منهم

قوم بص في المرايا!

القاهرة 2015

إعلان