إعلان

حديث الإساءة للرسول والمقاطعة للبضائع الفرنسية

د. أحمد عمر

حديث الإساءة للرسول والمقاطعة للبضائع الفرنسية

د. أحمد عبدالعال عمر
07:00 م الأحد 25 أكتوبر 2020

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

علمتني التجربة ألا أُعير لمثل هذه القضايا أدنى اهتمام، ليس منبع هذا بالطبع قلة الغيرة على الدين والرسول الكريم- والعياذ بالله- وإنما لإدراكي العميق حقيقةً تعلمتُها من متابعتي قضايا مشابهة، وهي أنه دائماً ما يكون هناك خلف الأمور الظاهرة أخرى باطنة، وخلف المشاعر الدينية الجياشة أهداف سياسية، وأن من يتحمسون في بلادنا لهذه المعارك، ويجيشون لها الجماهير هم انتهازيون يريدون زيادة شعبيتهم ورصيدهم عند الناس؛ باعتبارهم المدافعين عن الدين.

ومثل تلك القضايا لا تستحق كل هذا الصخب المثار حولها، ولا العنف في التعبير عن رفضها، والتجاهل هو أفضل طريقة للتعامل معها، ومع أصحابها.

وهذا ينطبق على أحداث وقضايا سابقة مماثلة؛ مثل الفيلم المسيء للرسول أو تصريحات بابا الفاتيكان السابق عن انتشار الإسلام بالعنف، أو حرق المصحف من قبل معتوه أمريكي، وغيرها من أحداث شغلت الناس عن مشكلات أكثر جوهرية، وأكثر ارتباطًا بحياتهم البائسة.

لكن يبدو أن بعض الناس بيننا- وبخاصة أصحاب اتجاه الإسلام السياسي- لن يتوقفوا عن المزايدة على الآخرين، وصنع معارك زائفة تستنزف الوقت والجهد بلا طائل، ولا هدف لها إلا شغل المسلمين عن أزمتهم الفكرية والحضارية الحقيقية الحالية، وإثبات وجودهم الحاشد على الساحة، وقدرتهم على التأثير في وعي وتوجه الناس.

إعلان