إعلان

هند صبري.. موهبة لا تعرف التصنيف ولا تقبل التشكيك

أحمد الجزار

هند صبري.. موهبة لا تعرف التصنيف ولا تقبل التشكيك

أحمد الجزار
09:07 م الجمعة 27 سبتمبر 2019

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

كتب - أحمد الجزار

2019 لن يكون عامًا عابرًا في حياة هند صبري، إنما سيكون عامًا استثنائيًا بكل ما فيه من نجاحات وإنجازات ستضعها دائمًا في مكانة متفردة يصعب أن يصل إليها أحد من بنات جيلها.

موهبة هند صبري وذكاؤها وإيمانها واحترامها لما تقدمه، جعل من أدوارها علامات بارزة، وأصبح اسمها ضمانة لجودة أي عمل فني، واستطاعت أن تحفر اسمها في زمن قلمت فيه الأظافر، وأن تجعل دائمًا موهبتها لامعة ومصانة غير مهانة في أدوار بلا قيمة، وهذا ما جعل معظم أدوارها علامات في السينما فمن ينسى: "حياة" في "مواطن ومخبر وحرامي" ، و"جميلة" في "مذكرات مراهقة"، و"يسرية" في "أحلى الأوقات"، و"بثينة" في "عمارة يعقوبيان"، و"جومانا" في "بنات وسط البلد"، و"حورية" في "إبراهيم الأبيض" و"أسماء" في فيلم "أسماء" و"كريمة" في "الجزيرة"، و"حتشبسوت" في "الكنز"، و"فريدة" في "الفيل الأزرق 2".

كلها شخصيات نعرفها ونتذكرها وأحببناها، ووراء كل واحدة منهن حكايات وكواليس قاسية ومفرحة، الأهم أنها لم تكرر أي شخصية قدمتها، وكانت معظم هذه الشخصيات تمثل تحديًا كبيرًا لها، لكنها لم تتراجع وأثبتت تفوقها وكانت على قدر المسؤولية؛ لأنها كما يقال ممثلة حقيقية مثقفة وواعية وليست "مزيفة"، لديها إيمان راسخ بموهبتها وعشق واحترام لمهنتها.

في هذا العام الذي ستدخل فيه هند الأربعين من عُمرها، نجحت في أن تحقق جزءًا كبيرًا من أحلامها، والعديد من النجاحات في مشوارها، وكانت البداية مع فيلم "الفيل الأزرق 2" الذي انضمت له رغم غيابها عن الجزء الأول، واستطاعت أن تخطف الأنظار بأدائها المميز، وتترك أثرًا كبيرًا بين نجوم العمل، ثم عرض لها أيضا الجزء الثاني من فيلم "الكنز" الذي تقدم خلاله شخصية "حتشبسوت" تلك الشخصية المتقلبة والقوية، ثم تشارك في "الممر" تلك الملحمة السينمائية التي تعيد الأفلام الحربية إلى الشاشة من جديد، ورغم ظهورها بدور شرفي إلا أنها نجحت وبجدارة أن تثبت حضورها.

ثلاث تجارب مصرية مختلفة ومميزة، كانت من أبرز إنتاجات السينما المصرية خلال هذا العام، حتى أن الأفلام الثلاثة خاضت منافسة شرسة لتمثيل مصر في الأوسكار، بعد أن تم اختيارها في القائمة القصيرة.

إنجازات هند في 2019 لم تتوقف، حيث اختيرت للمشاركة عضوًا بلجنة تحكيم في أعرق مهرجان سينمائي، وهو مهرجان "فينيسيا" السينمائي، لتكون ضمن لجنة يترأسها واحد من أهم المخرجين العالميين وهو المخرج الصربي الشهير "أمير كوستوريتسا"، لاختيار أفضل عمل أول بالمهرجان، وهي الجائزة التي فاز بها الفيلم السوداني "ستموت في العشرين"، وهذه المسابقة قد استحدثها المهرجان لأول مرة خلال هذه الدورة لدعم المواهب الجديدة التي تقدم خطواتها الأولى.

وعلى هامش المهرجان، اختارت مؤسسة الصحفيات الإيطاليات هند صبري لتفوز بجائزة "starlight cinema award" لهذا العام، وهو الاختيار الذي أرجعته المنظمة لموهبتها الكبيرة ومسيرتها الفنية الرائعة، لتصبح "صبري" أول فنانة عربية تحصل على هذه الجائزة.

وهي الجائزة التي سبق وحصل عليها عدد من مشاهير العالم أبرزهم "آل باتشينو".

هند أيضا كانت موجودة وبقوة في السينما التونسية هذا العام من خلال فيلم "حلم نورا"، الذي يعرض حاليًا بمهرجان "الجونة"، والذي تنافس من خلاله بقوة على جائزة أفضل ممثلة بالمسابقة الرسمية، وقد عرض الفيلم لأول مرة عالميًا بمهرجان تورونتو السينمائي، ومن بعده "سان سباستيان".

هند تقدم في هذا الفيلم شخصية جديدة ومختلفة لامرأة تنتمي للطبقة الشعبية الكادحة، تعيش قصة حب مع شاب ترى فيه الحلم، وفي الوقت نفسه تقوم بإجراءات الطلاق من زوجها المسجون بعد اتهامه بقضايا، وتتولى تربية ورعاية أبنائها الثلاثة، ولكن فجأة يخرج زوجها "جمال" من السجن فتنقلب حياتها رأسًا على عقب.

الحقيقة أن أداء هند في الفيلم أحد أبرز النقاط المضيئة في الفيلم، ولولا حضورها ووجودها لذهب الفيلم في منطقة أخرى، وبعيدًا عن التحليل الفني للفيلم والتجربة بشكل عام، فإن هند قدمت شخصيتها ببراعة، وأثبتت أنه ليس باللغة وحدها يستطيع الفنان أن يقدم أدوارًا في السينما العالمية، إذ قدمت الدور وفقًا للمدرسة التونسية بتفاصيلها وهمهمتها وحركة جسدها، هند لم تترك تفصيلة واحدة في الشخصية لدرجة أنك لن تصدق في لحظات أنها هند صبري التي تعرفها.

باختصار.. هند صبري ممثلة من طراز نادر في هذا الزمان، ولو أتيحت لها الفرصة في السينما العالمية لأصبحت من أهم نجمات العالم، ولو كانت السينما المصرية في زخمها وقوتها لكتبت اسمها وسط العمالقة.

إعلان