إعلان

العظيم

العظيم

نهاد صبيح
09:00 م الخميس 30 أغسطس 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

العظمة الكبرى لله وحده سبحانه وتعالى تعظمت صفاته إنه بفضل منه ونعمة قد أفاض على المخلوقات عامة والإنسان خاصة ببعض من صفاته التي تتعالى بالكمال في ذاته وحده.
فحين يتصف أي مخلوق بصفه من صفاته فإنه يتصف بها على وجه الدنيا التي تتسم بالنقصان فالفناء، أما الكمال التام وبقاء الخلود فهو له تعالى وحده الخالق العظيم، أما باقي المخلوقات وتحديدًا الإنسان، إذا اتصف بالعظمة فهي صفة استمدها من الخالق الوهاب حين أكرمه بمنحة الابتلاء.

إن ألم الابتلاء قد -وأقول قد لأن ذلك ليس بسارٍ على كل البشر- يولد الحكمة والعظمة في نفوس بعض البشر فيصبح المبتلى بصبره على بلائه وحسن تعامله معه... عظيمًا.
ولنعود إلى الموروثات الشعبية في قول...

(الله يحيي الشدايد اللي بتبين الرجال)
وكلمة الرجال هنا لا تعنى فقط الذكور إنها تعنى كل من له القدرة على المواجهة والتحمل والأداء السليم عند الابتلاء، سواء كان المبتلى رجلاً أو امرأةً، وفى لغتنا العربية مثال لذلك فاستخدام المذكر ليس حكراً على الرجال.. فنقول امرأة مرضع كما في قوله تعالى: "وحرمنا عليه المراضع"، (سورة القصص الآية 12)، كما أننا نقول امرأة عجوز.
ومن هنا نجد ما يجيب عن السؤال الهام... هل كل من يتألم يتعلم ويعلم؟!

أكل من يبتلى يصبح عظيماً؟!
بالطبع لا إنهم الصفوة فقط، الذين استطاعوا أن يستخلصوا المنحة من المحنة، إنهم من استطاعوا أن يعلوا على آلامهم بالكيفية التي يسرها الله لهم وهم المؤمنون بالأقدار إيمان الممارسة وليس إيمان الكلمات.
إننا جميعا نتألم ولكن كم منا يؤمن أنه في جوف الليل الحالك ستبزغ شمس النجاة... كم منا يتخطى رؤية بصره وحواسه إلى بصيرة أوسع كثيرًا من حدود النظر... ومن منا يسلك أقداره راضيًا بما قسمه الله له وقدره بالفلاح الرباني وليس الإنساني.
إن هؤلاء الصفوة هم فقط... العظماء

إعلان