إعلان

وإسرائيل على الباب: الحلف العربي الأمريكي

وإسرائيل على الباب: الحلف العربي الأمريكي

محمد حسن الألفي
09:01 م الثلاثاء 30 أكتوبر 2018

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

من جديد، وفي وقت قاسٍ، وشديد الوطأة في الخليج، وعلى الخليج كله، ومتزامن مع أزمة قتل جمال خاشقجي، برزت الفكرة الهاربة دومًا من حسابات الدول العربية، وهي تشكيل جيش عربي مشترك!

هذه المرة لم يكن اسمه الجيش العربي، بل تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي MESA، والتصريحات التي خرجت على لسان وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، ثم من بعده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير- تشير إلى أن موعد ميلاد هذه القوة العسكرية الاستراتيجية يناير القادم، أي بعد أكثر من شهرين قليلا. تزامن الأزمة السعودية التركية الأمريكية مع إعلان مولد التحالف، ينطوي على دلالات كثيرة، ربما أكد هذه الدلالات ما كرره ترامب كثيرا من أهمية السعودية في الحرب على الإرهاب، وفي جبهة الحرب المحتملة على إيران ومواجهتها .

وزير خارجيته بومبيو بدوره، مضي يؤكد على أهمية بقاء العلاقات راسخة وقوية مع السعودية .

الإعلان عن تشكيل هذه القوة بعد فترة وجيزة، يعني أن تحضيرات كثيرة وكبيرة جرت منذ وقت طويل في إطار خطط واتفاقات، بين مجموعة الدول العربية السبع التي سوف تكون نواة لهذا التحالف الإقليمي الاستراتيجي. التحالف يضم مصر والسعودية والأردن والإمارات والبحرين والكويت وعمان و... قطر، والولايات المتحدة الأمريكية !

ولا يجوز إغفال إشادة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بقطر مؤخرا. بهذا التشكيل هي قوة عربية، أو ناتو عربي مصغر، وكان هذا الجيش فكرة مصرية طرحت في الجامعة العربية عام ٢٠١٥، ثم أحبطتها تحسبات وتحوطات وهواجس.. لكن ترامب في زيارته الأخيرة للرياض تحدث عن قيام الدول العربية بمواجهة الإرهاب، دون اشتراك قوات أمريكية. طرح الفكرة- وهي أصلا عربية- يعود لعام ١٩٥٣، في دراسة عسكرية سرية للجامعة العربية وقتها.

ترامب عاد لبلاده وبيده شيك باستثمارات تجاوزت الـ٥٠٠ مليار دولار. في يناير القادم ومن واشنطن، ومن خلال قمة عربية أمريكية سيخرج التحالف العسكري إقليميا، لأنه في التسمية ليس عربيا، بل ينبغي التمعن في اختيار الاسم، لأنه لا شيء صدفة في السياسة والحرب. الاسم يفتح الباب لقوى إقليمية غير عربية.

ما القوى المؤثرة في المنطقة والإقليم؟ أولها إسرائيل، ثانيها تركيا، ثالثها إيران.

إيران عدو السعودية والخليج وإسرائيل ومصر.

تركيا صديق لإيران والسعودية التي هي عدو لإيران.

وتركيا عدو لمصر التي هي صديقة وشقيقة للسعودية وبقية دول الخليج .

إسرائيل في سلام مع مصر، وفي علاقات مع تركيا، وفي عداوة ورعب من إيران، وفي علاقات سرية وعلنية عديدة وعميقة مع الدول الخليجية، اتخذت طابع التطبيع الرياضي أخيرا، بل زيارات سياسية إلى سلطنة عمان .

إسرائيل، إذن، ليست بهذا التوصيف العدو الآني، بل العدو المشترك للعرب وإسرائيل هو إيران.. والإرهاب أي إيران مرة أخرى !

التسمية مفتوحة لقبول قوة مؤثرة، لن أقول إسرائيل، بل أقول الاحتمالات والتحركات، ومداولات عن حل للدولة الفلسطينية، في إطار صفقة القرن- تجعل عدو الأمس في خندق واحد ضد عدو اليوم.

من فرض على العرب تجرع هذا الكأس السام؟

الربيع العربي، وهو صناعة أمريكية قطرية، وما ترتب عليه من سقوط الدولة الوطنية بجيوشها في ليبيا وسوريا واليمن، ومن قبلهم سقطت العراق، وتفتتت شيعًا وطوائف !

من العدو اليوم؟!

لم يعد إسرائيل.. لأن التحالف يحمي أيضا إسرائيل، ويكرسه ضد إيران .

أوراق اللعبة اختلطت.. تلك هي السياسة حين تطيح بثوابت الجغرافيا .

إعلان