إعلان

ماذا يعني الملء الثاني لسد النهضة؟.. خبيران يوضحان

02:57 ص الخميس 08 أبريل 2021

سد النهضة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد مسعد:

تسود حالة من الترقب الشديد جميع الأصعدة الإقليمية والدولية بشأن السيناريوهات الممكنة والخطوات القادمة التي ستتخذها مصر والسودان بعد فشل المفاوضات التي أطلق عليها مفاوضات الفرصة الأخيرة، حيث أظهرت إثيوبيا تعنتها والتعامل بسياسة فرض الأمر الواقع في جولات التفاوض.

فيما يتعلق باحتمالية اتجاه مصر لمجلس الأمن في قضية سد النهضة كأحد الخيارات المتاحة، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري في مداخلة هاتفية لبرنامج تليفزيوني إن مصر تتداول هذا الأمر مع السودان.

ونوه شكري، أن هناك مراحل كثيرة تسبق التوجه نحو مجلس الأمن، موضحًا أن هناك إجراءات سياسية كبيرة قد تتخذها الدولتان، منها إحاطة الأطراف المعنية والشركاء الدوليين بخطورة الوضع.

وعن تأكيد إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة، أكد شكري أن هذا التصرف الأحادي لا يراعي قواعد القانون الدولي، فضلًا عن أنه يؤكد تعنت إثيوبيا ومحاولة فرض الإرادة على دولتي المصب».

وفي تصريحات خاصة لمصراوي، قال الدكتور محمد نصر الدين علام وزير الري الأسبق، إن شروع إثيوبيا في الملء الثاني لسد النهضة دون اتفاق يستنفد المخزون المائي بالسد العالي، مشيرًا إلى أن الاجتماعات خلال العام الماضي كانت عشوائية وليست بأجندة وجدول زمني وتحديد ما يجب الاتفاق عليه والالتزام بمسار تفاوضي سليم.

وأضاف علام، أن من أهم مخاطر الملء الثاني هو فرض الإرادة السياسية الإثيوبية على دولتي المصب، واستغلال المياه سواء بفتح بوابات السد أو حجزها مما يتحكمون في القرار السياسي في مصر.

وأشار وزير الري الأسبق إلى أن مصر لن تقبل بنقص في حصصها المائية أو بفرض سياسة الأمر الواقع، مضيفا:أن كل نقطة مياه تحجز عند السد تنقص من حصة مصر والتخزين الأول الذي قامت به الـ5 مليارات كان يفترض أن يأتي، ولكن لم نشعر به نتيجة ان الكمية محدودة والفيضان كان عاليًا.

جدير بالذكر أنه منذ العام 2011، تتفاوض مصر والسودان مع إثيوبيا من أجل الوصول إلى اتّفاق ملزم حول ملء سدّ النهضة الذي تبنيه أديس أبابا، وتخشى القاهرة والخرطوم من آثاره عليهما. وفي نهاية المطاف انتهت أحدث جولة مفاوضات في كينشاسا، يومي الرابع والخامس من أبريل دون تحقيق تقدم.

وكانت وفود من الدول الثلاث، اجتمعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، أملاً في كسر جمود المفاوضات والوصول الى اتفاق ملزم يراعي مصلحة كافة الأطراف. ووفقا للخارجية المصرية فإن التطورات الأخيرة قد كشفت مجددًا عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية.

وفيما يتعلق بمخاطر السد الإثيوبي، أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في جامعة القاهرة، أن خطورة الملء الثاني ستظهر آثارها بشكل مباشر على السودان؛ لأن لديه سد الروصيرص الذي تبعد بحيرته نحو 20 كيلو مترًا عن سد النهضة.

وأضاف شراقي أن عدم تنسيق إثيوبيا مع السودان خلال الملء الثاني، سيجعل السدود السودانية فارغة، وسينخفض مع مستوى نهر النيل، ولن تكون هناك مياه في محطات الشرب السودانية، ما يعرض البلاد لخطر داهم ونقص كبير في مياه الشرب والكهرباء.

ووفقا لشراقي، قررت السلطات المصرية المعنية تقليل المساحات المخصصة لزراعة الأرز هذا العام تفاديًا للاثار الجانبية المتوقعة للملء الثاني وفي حال عدم إقدام إثيوبيا على الملء، سيكون من شأنه خسارة في كمية إنتاج الأرز، موضحًا أن من الآثار السلبية الأخرى هو ترسيب الطمي في إثيوبيا، وهو ما يعني انتقال المياه إلى السودان بدون طمي، وانخفاض خصوبة الأرض الزراعية، فيها وتحويل زراعتها من عضوية إلى غير عضوية، تعتمد على المبيدات والأسمدة.

فيديو قد يعجبك: