إعلان

بمشاركة آلاف السياح.. تعامد الشمس على معبد الكرنك في ظاهرة الانقلاب الشمسي- صور

06:19 م الأحد 22 ديسمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – يوسف عفيفي:

احتفلت مدينة الأقصر، صباح اليوم الأحد، بمشاركة آلاف السياح، بظاهرة تعامد الشمس على قدس قداس آمون بمعبد الكرنك في ظاهرة فلكية فريدة تعرف بـ"الانقلاب الشمسي" بالتزامن مع عيد ميلاد الإله "رع" إله الشمس عند الفراعنة حيث أقيم معبد الكرنك على محور شمسي تمجيدًا له.

وشاركت الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، في الترويج السياحي للحدث الفلكي الذي انطلقت الاحتفالات به قبيل سنوات عبر مبادرة أطلقها الباحث في علوم المصريات، أحمد عبدالقادر، وصارت أحد الأحداث المهمة على الأجندة السياحية لمحافظة الأقصر.

وأعلن أيمن أبوزيد رئيس الجمعية، إطلاق حملة ترويجية لسياحة الفلك في الأقصر، يوم السادس من شهر يناير المقبل 2020، بالتزامن مع الاحتفال بتعامد الشمس على قدس أقداس معبد الملكة حتشبسوت في البر الغربي للأقصر.

وأوضح أبوزيد، أن ذلك يأتي في إطار الجهود التي تبذل لوضع عدد من الأحداث الفلكية داخل معابد ومقاصير قدماء المصريين في الأقصر، على الأجندة السياحية في المحافظة.

وأشار إلى أن تعامد الشمس على قدس أقداس آمون في معابد الكرنك، توافق مع بزوغ شمس اليوم 22 ديسمبر، على أن يكون خلال العامين المقبلين يوم 21 من ذات الشهر، ليعود ويكون في يوم 22 ديسمبر عام 2023، مشيرًا إلى أن تعامد الشمس على قدس أقداس آمون في الكرنك يتغير من 21 إلى 22 ديسمبر مع حلول كل سنة كبيسة.

وقال حسن الجيلاني، مدير عام التنمية السياحية بمحافظة الأقصر، إن سلطات المحافظة تحرص على إحياء تلك المناسبة التي تتزامن مع بداية فصل الشتاء، في إطار مساعيها لتنويع منتجها السياحي وجذب مزيد من السياح عبر الترويج لما بات يعرف بـ"السياحة الفلكية".

من ناحيته، قال الدكتور أحمد عوض، الباحث المصري المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بالمعابد والمقاصير المصرية القديمة، إن تعامد الشمس على قدس أقداس معابد الكرنك، وغيرها من المعابد التي شيدت قبيل آلاف السنين في مدن مصر التاريخية، بمثابة تجسيد لـ"فلسفة النور" في مصر القديمة، وتقديس قدماء المصريين للشمس التي أطلقوا عليها اسم "رع" ورأوا فيها قوة حيوية عظيمة، وجعلوا من آمون سيد الضوء، وربطوا اسمه بالشمس فأطلقوا عليه اسم "آمون رع".

وأشار عوض، إلى أن الظوهر الفكلية بالمعابد القديمة في مصر، تؤكد أن قدماء المصريين كانوا على معرفة بعلم الفلك، وتركوا خرائط السماء مصورة أو منحوتة على سقوف المقابر والمعابد، وجداول مؤرخة تشير إلى مواقع النجوم ليلًا، وتشهد تقاويمهم ومعرفتهم بالسنة الحقيقة، بحجم الجهود التي كرسوها لدراسة حركات الأجرام السماوية، كما رصدوا كسوف وخسوف الشمس.

وبحسب كتب علماء المصريات، فإن الصروح والمباني لعبت دورًا مهمًا في الحياة الدينية لقدماء المصريين، وتدلنا مناظر الأساسات والطقوس الدينية والسحرية المتصلة بها على جدران المعابد، أن جميع عمليات البناء كانت تبدأ برصد النجوم حتى يعرفوا الوجهة الصحيحة للمعبد الذي يريدون إقامته، ولذلك فإننا نرى أن جميع المعابد والمقاصير التي شيدوها ذات اتجاهات خاصة، نحو الشمس وربما نحو القمر أيضا.

يذكر أن تعامد الشمس على قدس أقداس الإله آمون ضمن 4 آلاف و500 حدث فلكي عرفته مصر القديمة، وتعد ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك أحد أهم الأحداث التي تسعى المحافظة لاستغلالها في تنشيط السياحة وجذب مزيد من السياح وزيادة المناسبات على الأجندة السياحية والتعريف بالحضارة المصرية القديمة.

حضر الاحتفالية محافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم ونائبه محمد عبدالقادر، وعدد من الباحثين في مجال الآثار والفلك والمصريات وآلاف من السياح الذين يزورون الأقصر في تلك الفترة مسئولي السياحة والثقافة والآثار والمرشدين السياحيين في المحافظة ووسط حضور العديد من السياح من مختلف الجنسيات.​

فيديو قد يعجبك: