إعلان

الاستعلامات: تعزيز التنمية في مصر وأفريقيا هدف زيارة الرئيس لألمانيا

02:21 م الإثنين 18 نوفمبر 2019

الرئيس عبدالفتاح السيسي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد نصار:

قالت الهيئة العامة للاستعلامات، إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس السيسي إلى العاصمة الألمانية برلين - للمشاركة في أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل أفريقيا، بتنظيم من مجموعة العشرين، تساهم في ترسيخ الدور الذي تضطلع به مصر في سبيل دفع وتعزيز جهود التنمية في القارة الأفريقية، خاصة في ظل رئاستها للاتحاد الأفريقي لهذا العام، كما تؤكد عمق ومتانة العلاقات بين الجانبين المصري والألماني على الصعيدين الثنائي والإقليمي.

وأضافت الهيئة، في تقرير أعدته حول الزيارة، أن هذه هي المرة الرابعة التي يزور فيها الرئيس السيسي ألمانيا، حيث كانت أخر زيارة في منتصف فبراير من هذا العام للمشاركة في "مؤتمر ميونخ للسياسات الأمنية"، كما تُعد هذه هي القمة الثالثة من أجل أفريقيا التي تنظمها مجموعة العشرين ويشارك فيها الرئيس السيسي بعد تلقيه دعوة من المستشارة الألمانية ميركل للمشاركة في أعمال القمة بهدف فتح قنوات حوار رفيعة المستوى بين رؤساء وحكومات الدول المشاركة ضمن مبادرة "CWA/Compact with Africa" من أجل تعزيز بيئة الأعمال وزيادة فرص الاستثمار في دول القارة.

ويضم برنامج أعمال القمة الثالثة للشراكة من أجل أفريقيا، مؤتمرًا حول "الاستثمار"، تنظمه الجمعية الأفريقية – الألمانية للأعمال، إلى جانب مشاركة ممثلي الشركات التي لديها مشاريع استثمارية بالفعل في دول CWA (مصر - إثيوبيا - بنين - بوركينا فاسو - كوت ديفوار - غانا - غينيا - المغرب - رواندا - السنغال - توغو - تونس)، ومقاربتها مع مشاريع استثمارية في بلدان أخرى، لوضعها في دائرة الضوء وإظهار ما تم إحرازه من نتائج حتى الأن.

ومن المقرر تخصيص حلقة نقاشية لبحث عدة ملفات على رأسها تفنيد فرص الاستثمار الألماني المباشر في القارة، إلى جانب استعراض مشاريع أهم الشركات الألمانية في دول CWA، كما تتضمن القمة جلسة لطرح الرؤى ووجهات النظر بشأن سبل تعميق شراكة مجموعة العشرين مع أفريقيا، واستعراض سبل الوصول إلى الأسواق الأفريقية في ضوء الفرص المتاحة والتحديات التسويقية القائمة بالفعل في بعض البلدان.

وتتناول الجلسة الختامية سبل التعاون من أجل زيادة معدلات النمو والاستفادة من الشراكات الجديدة بين المستثمرين والمؤسسات التنموية في القارة.

مبادرة "الشراكة من أجل أفريقيا"

وفقًا لتقرير الهيئة العامة للاستعلامات، تبنت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل منذ عام 2017 مبادرة "الشراكة من أجل أفريقيا/ CWA" من خلال رئاستها لمجموعة العشرين، بهدف تعزيز النمو الاقتصادي المستدام والاستقرار بالقارة.

ويشارك في المبادرة حاليًا 12 دولة حيث انضمت إليهم توجو في أبريل 2018، وبوركينا فاسو في أكتوبر2019، وكان الانعقاد الأول للقمة في يونيه 2017 في ألمانيا وحضرها عدد من قادة الدول الأفريقية في مقدمتهم الرئيس السيسي الذي أكد أهمية هذه المبادرة للقارة بهدف خلق مناخ موات لجذب الاستثمارات لأفريقيا بشكل مستدام.

وفي أكتوبر 2018 شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي، للمرة الثانية في أعمال القمة المصغرة للقادة الأفارقة رؤساء الدول والحكومات أعضاء المبادرة الألمانية للشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة العشرين، حيث أعلنت خلالها المستشارة ميركل عن حزمة من التدابير لتعزيز هذه الشراكة من خلال إنشاء صندوق استثماري تنموي للشركات الصغيرة والمتوسطة من أوروبا وأفريقيا، وتأمين صادرات واستثمارات الشركات الألمانية في بلدان "الشراكة مع أفريقيا" ضد المخاطر السياسية ومخاطر التعثر في السداد، التفاوض بشأن اتفاقية الازدواج الضريبي مع بلدان أفريقية أخرى، وإبرام شراكات جديدة في مجال التوظيف والتدريب مع شركات ومؤسسات بأفريقيا والتفاوض حول شراكات إصلاح ثنائية جديدة مع السنغال والمغرب وإثيوبيا.

علاقات ثنائية متنامية

إلى جانب قمة الشراكة مع أفريقيا، تساهم زيارة الرئيس إلى ألمانيا في تعزيز العلاقات الثنائية المتنامية بين مصر وألمانيا، ويقول تقرير "هيئة الاستعلامات": إن العلاقات الألمانية - المصرية شهدت تطورات كبيرة خلال السنوات الست الماضية، وقد قام الرئيس السيسي بزيارة إلى ألمانيا في الثاني من يونيو 2015، جرى خلالها بحث تعزيز التعاون في مختلف المجالات، خصوصًا الاقتصادية والعسكرية والأمنية، ثم كانت قمة الرئيس السيسي مع المستشارة ميركل في نيويورك في سبتمبر 2015 حيث أكد الرئيس الأهمية التي توليها مصر لعلاقاتها المتميزة مع ألمانيا، مشيدًا بالدور الإيجابي الذي قامت به الشركات الألمانية للمساهمة في دفع عملية التنمية في مصر.

وأشادت المستشارة الألمانية بمستوى الاتصالات الجارية والتنسيق المستمر بين الجانبين المصري والألماني في شتى المجالات السياسية والاقتصادية لمتابعة الموضوعات المشتركة وما يتم الاتفاق عليه بين الجانبين، كما أعربت عن توافقها مع الرؤية المصرية الداعية إلى المواجهة الشاملة للإرهاب.

وزارت ميركل القاهره في مارس2017، وتناولت المباحثات المصرية - الألمانية العلاقات الثنائية، والتطورات التي شهدتها على جميع الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والثقافية، ثم كانت زيارة الرئيس السيسي الثانية لألمانيا في يونيو 2017، في إطار استمرار تطوير التعاون بين البلدين على جميع المستويات والعمل المشترك على النطاق الإقليمي والدولي، وللمشاركة في قمة الشراكة مع أفريقيا، تلاها الزيارة الثالثة للرئيس السيسي إلى ألمانيا في منتصف فبراير 2019 للمشاركة في مؤتمر ميونيخ للسياسات الأمنية.

ويعد الرئيس السيسي أول رئيس لدولة غير أوروبية يتحدث في الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونخ للأمن، بمشاركة المستشارة الألمانية منذ تأسيس المؤتمر عام 1963 مما يؤكد مكانته لدى الدوائر السياسية الألمانية والدولية.

علاقات اقتصادية

وتحتل مصر ترتيبًا مُتقدمًا من بين أكبر 10 دول متلقية لضمانات الاستثمار، كما أنها تتصدر بهذا الترتيب دول المنطقة، وتولي الشركات الألمانية اهتمامًا كبيرًا بفرص الاستثمار المتاحة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خاصة في قطاعات الأدوية وصناعة السيارات وقطع غيار السيارات واللوجستيات والبنية التحتية ومشروعات الطاقة النظيفة والمتجددة، خاصة بعد إقرار تعريفة التغذية Feed in Tariff.

وشهد العام الحالي إنجازًا اقتصاديًا هامًا على صعيد العلاقات الثنائية مع ألمانيا تمثل في فك التجميد الذي كان مفروضًا منذ عام 2012 على الشريحة الثانية من برنامج مبادلة الديون بإجمالي 170 مليون يورو لإنفاقها على مشروعات تنموية داخل مصر وإقرار برامج التعاون المالي والفني بين البلدين لعامي 2015 و2016 وبرامج التعاون المالي والفني بين البلدين لعامي 2017 و2018 والتي تتضمن تمويلًا جيدًا لتطوير قطاع التعليم الفني والأساسي في مصر.

الاتفاقات الاقتصادية

في 31/10/2019 جرى بحث سبل التعاون بين البلدين لتنمية الشراكة والتعاون في مجال تدوير المخلفات، الطاقة، البنية التحتية، التعليم، الزراعة، والعمل على مشروعات مشتركة في مجال المدن الذكية، وغيرها، وفي 27/6/2019 جرى توقيع 7 اتفاقيات تعاون ومذكرات تفاهم بين مصر وألمانيا، وذلك بحضور عدد من الوزراء والمسئولين ورجال الأعمال من الجانبين في مجال إمدادات ومعالجة المياه والسياحة العلاجية، وتدريب الكوادر البشرية.

وفي 7/3/2019 وقعت هيئة البترول والثروة المعدنية مع شركة ديا الألمانية - اتفاقية بترولية جديدة للبحث عن البترول والغاز بمنطقتي رأس بدران وخليج الزيت في خليج السويس.

كما وقع الجانبان في 23/12/2018 اتفاقيتين للتعاون الفني والمالي بقيمة إجمالية 150.5 مليون يورو في كل من قطاع التعليم والكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة وكفاءة الطاقة والزراعة وأيضًا المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

1200 شركة المانية في مصر

بلغ حجم الاستثمارات الألمانية المباشرة في مصر نحو 7.4 مليار دولار حتى نهاية شهر يونيو 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 11 مليار دولار بنهاية عام 2019 – وفقاً لتصريحات رئيس الغرفة العربية الألمانية للصناعة والتجارة، كما يوجد في مصر حوالي 1215 شركة ألمانية نعمل في قطاعات البترول، والمواد الكيماوية، وصناعة السيارات، والاتصالات، والحديد والصلب، والغاز.

كما بلغ حجم التعاون التنموي بين مصر وألمانيا ما يقدر بـ 2.4 مليار دولار، فيما تأتي كل من شركة مرسيدس وشركة سيمنس على رأس الشركات الألمانية المستثمرة في مصر، كما حظي القطاع الصناعي بنصيب الأسد من الاستثمارت حيث ارتفعت بنسبة 61%.

وشهدت الصادرات المصرية لألمانيا زيادة بنسبة 10.6% لتصل إلى 361.3 مليون يورو خلال الفترة من يناير حتى مارس 2019، مقارنة بـ326.5 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2018، فضلًا عن ارتفاع نسبة الصادرات المصرية البترولية إلى ألمانيا بنسبة 23.5% لتصل إلى 168.3 مليون يورو خلال الفترة من يناير حتى مارس 2019، مقارنة بـ136.3 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2018.

التعاون العسكري

استمرارًا لجهودها في دعم القدرات القتالية والفنية للقوات البحرية المصرية، وتطويرها وفقًا لأحدث النظم القتالية العالمية، احتفلت القوات البحرية المصرية في 04 مايو 2019 بتدشين ثالث غواصة حديثة من طراز "209 – 140في ف0"، تحمل اسم "إس 43"، التي تم بناؤها بترسانة شركة "تيسين جروب" الألمانية، فيما كانت قد تسلمت القوات المسلحة المصرية في 8/8/2017، ثاني غواصة حديثة من طراز تايب 209، إيذانًا بدخولها الخدمة بالقوات المسلحة لتعزيز جهودها في تحقيق الأمن البحري وحماية الحدود والمصالح الاقتصادية بالبحرين الأحمر والمتوسط.

وفي 12/12/2016 تسلمت القوات المسلحة المصرية أول غواصة حديثة من طراز (209/1400)، تم بناؤها بترسانة شركة "تيسين كروب" بمدينة كيبل الألمانية.

العلاقات السياحية

حدثت طفرة نوعية غير مسبوقة في التعاون في قطاع السياحة بين البلدين خلال الأعوام الأخيرة، حيث أصبحت السياحة الألمانية تحتل المركز الأول بين السياحة الأجنبية الوافدة لمصر منذ عام 2016 وحتى عام 2019 على التوالي من حيث عدد السائحين، وقد حقق عام 2018 رقمًا قياسيًا غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين البلدين تخطى بالفعل الرقم الذي سبق تحقيقه في عام الذروة عام 2010.

كما ستقوم ألمانيا بتحمل نفقات تأسيس متحف المنيا بـ"ملاوي"، والمخصص لآثار الملك أخناتون من الداخل والخارج بتكلفة قد تتجاوز 10 ملايين يورو بما يسهم في الترويج السياحي لصعيد مصر، كما أعلنت ألمانيا في يونية 2019 رفع الحظر عن سفر السياح الألمان إلى مدينة ومنتجع طابا السياحي، وهو الحظر الذي كان مفروضًا منذ عام 2014، وزاد عدد رحلات شارتر المباشرة من المدن الألمانية إلى مدينه شرم الشيخ.

القمة الدولية الثامنة للرئيس السيسي من أجل أفريقيا

تضاف مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسي في القمة الثالثة للمشاركة بين أفريقيا ومجموعة العشرين إلى نشاط الرئيس السيسي على المستوى الدولي من أجل قضايا ومصالح القارة الأفريقية منذ توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي في 10 فبراير 2019، ومن أهم المؤتمرات الدولية التي شارك فيها الرئيس منذ توليه رئاسة الاتحاد الأفريقي:

- مؤتمر ميونخ للأمن

في 15 فبراير 2019، ألقى الرئيس السيسي كلمة خلال الجلسة الرئيسية للمؤتمر بمشاركة المستشارة الألمانية، ليكون أول رئيس دولة غير أوروبية يشارك بكلمة في الجلسة الرئيسية منذ تأسيس المؤتمر عام 1963، حيث عرض الرئيس رؤية مصر لتعزيز العمل الأفريقي في ضوء الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي للعام الحالي 2019، وذلك من خلال دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي على مستوى القارة، وتسهيل حركة التجارة البينية، في إطار أجندة أفريقيا 2063 للتنمية الشاملة والمستدامة، فضلًا عن تعزيز جهود إعادة الإعمار والتنمية فيما بعد النزاعات.

- قمة الحزام والطريق ببكين

في 24 أبريل 2019 في العاصمة الصينية بكين، حيث تحدث الرئيس باسم أفريقيا داعياً إلى مزيد من التعاون في مجالات البنية التحية والتنمية الاقتصادية.

- قمة مجموعة العشرين باليابان

في 27/ 6/ 2019، وتحدث فيها الرئيس مُطالبًا بتعزيز الدعم الدولي لجهود التنمية في أفريقيا، كما شارك في 28/6/2019، في قمة أفريقية تنسيقية مصغرة على هامش أعمال قمة مجموعة العشرين بأوساكا، والتي جمعت كل من رئيس جنوب أفريقيا والرئيس السنغالي.

- القمة 45 لمجموعة السبع الكبرى G7

استضافتها مدينة "بياريتز" الفرنسية يومي 25 و26 أغسطس، وألقى الرئيس السيسي كلمة أمام قمة شراكة مجموعة السبع وأفريقيا قال فيها "إننا نعلم جميعًا جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف".

ودعا الرئيس السيسي إلى وضع إطار لتنمية واستخدام الموارد البشرية والمادية لأفريقيا من أجل تحقيق تنمية معتمدة على الذات.

- القمة السابعة لمؤتمر "تيكاد 7"

في الفترة من 28 إلى 30 أغسطس 2019 التي استضافتها العاصمة اليابانية طوكيو، وفي خطابه أمام المؤتمر قال الرئيس السيسي: إن عملية التكامل في أفريقيا انطلقت بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين منذ إنشاء الاتحاد الأفريقي، مضيفًا أن تبني أجندة أفريقيا 2063 وإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية يعدان بمثابة حجز الزاوية الهام للمساعي الأفريقية الرامية إلى تحقيق التكامل الإقليمي والاقتصادي المنشود.

- الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، في بيان مصر أمام الدورة 74 للجمعية العامة للأمم المتحدة في 24/9/2019، على أن التزام مصر بموضوعات الصحة امتد إلى القارة الأفريقية ضمن أولويات رئاستها للاتحاد الأفريقي، حيث تسعى حاليًا لتعميم مبادرة "مائة مليون صحة" على الدول الأفريقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.

- القمة الروسية الأفريقية في سوتشي أكتوبر 2019، حيث تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة القمة بالمشاركة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فيديو قد يعجبك: