إعلان

فريدمان: مصر تحتاج لـ ''وقفة'' مع النفس من جديد

06:54 م الأحد 15 يناير 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك – (أ ش أ)

أعرب الكاتب الأمريكي توماس فريدمان عن قناعته بأن مصر تتنفس الآن هواء الحرية وأن ثورة مصر الديمقراطية ستحدث تغيرا حقيقيا في بنية السلطة والمؤسسات، مشيرا إلى أن مصر تحتاج إلى ''وقفة'' للتعرف على نفسها من جديد.

وقال الكاتب الصحفي الأمريكي - في مقال نشرته صحيفة ''نيويورك تايمز'' الأمريكية يوم الأحد وأوردته على موقعها الالكتروني - لقد التقيت بالعديد من المصريين الجدد المثيرين للاهتمام من كافة الاتجاهات والتوجهات السياسية في الأسبوع الماضي، موضحا أن عدد من التقى بهم هذه المرة أكبر ممن التقى بهم على مدي ال30 عاما الماضية.

وأكد الكاتب - وهو يقارن الوضع الراهن بما كان عليه في فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك - أن الشعب المصري يجد الآن صوته ويعيد اكتشاف جيرانه، قائلا إن الأمر قد يصدمه في بعض النواحي.

وأشار فريدمان إلى اجتماعه في مقر حملة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - الذي انشق عن جماعة الإخوان المسلمين للترشح في انتخابات الرئاسة في مصر - وقال إنه استمع خلاله لأجندة الإصلاحات من فريق عمل في هذه الحملة مكون من ثلاثة من الشباب المصري المتخصصين المتطوعين بوقتهم - حيث تعرف على إستراتجيتهم لتحقيق الهدف المنشود للدكتور أبو الفتوح.

وقال انه أعرب لهم عن دهشته الشديدة حينما أظهرت الانتخابات البرلمانية هذا الكم الكبير من الإخوان والسلفيين الذين يعيشون في مصر. وأشار فريدمان إلى مصر تعيش انتفاضة رفعت الغطاء الثقيل عن المجتمع وسمحت له بتنفس هواء الحرية، بالإضافة إلى أن الانتخابات البرلمانية الأخيرة مكنت القوي الناشئة الجديدة بكافة أصواتها وأحزابها من كافة نواحي الحياة المصرية أن تصعد إلى أعلى.

وأعرب الكاتب الأمريكي عن اعتقاده بأنه أيا كان من سيصبح رئيس مصر القادم يجب عليه أن يكون على استعداد للتحدث مع هذه القوي الناشئة الجديدة.

وقال إن ثورة مصر الديمقراطية يجب أن تحدث تغيرا حقيقيا في بنية السلطة والمؤسسات، فكل الأحزاب الجديدة يجب أن تجد الوسيلة للعمل معا على وضع دستور مصري جديد وانتخاب رئيس جديد وهذا لن يكون بالسهولة أبدا.

وأضاف أن المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي لدى مصر يجب أن تتغلب عليها اليوم قبل الغد، ولذا فالأمر يحتاج إلى تكاتف كافة أفراد المجتمع للعمل عليه، محذرا من استمرار الانقسامات وانعدام الثقة بين مراكز السلطة القديمة والجديدة.

ويرى الكاتب الأمريكي أن مصر تحتاج إلى وقفة للتعرف على نفسها من جديد، مستشهدا في هذا الصدد بقول دانيال برومبرج المدير المشارك للدراسات الديمقراطية والحكم في جامعة جورج تاون بأنه لا عجب في أن كل المستبدين العرب مثل مبارك يحكمون بلادهم بنفس الطريقة.. فكل الجماعات المختلفة تلعب ضد بعضها البعض (الجميع يخشى الجميع).

ويتحدث فريدمان عن أنباء سارة في هذا الصدد، قائلا إن السياسة الحقيقية بدأت الآن في مصر حيث يعمل الكثيرون من المصريين على بناء جسور الثقة للعبور بمراكز القوة الجديدة..فعلى سبيل المثال يرى الكاتب أن الدكتور عمرو حمزاوي الليبرالي الذي انتخب للتو في البرلمان الذي يعقد أولي جلساته في 23 يناير الجاري بدأ هو وآخرون مناقشات هادئة مع الأحزاب الإسلامية حول كيفية التعاون في مجال التشريع لإنماء مصر من جديد والتأكيد على أن السلطة الجديدة يمكن أن تؤتي ثمارا أفضل لمصر.

ونقل فريدمان عن حمزاوي قوله إن المحادثات بدأت بتقديم وجهات النظر من الأنماط المختلفة والمطالب والمصالح والتحفاظات المختلفة، مشددا على أن التحدي الأكبر هو تجاوز الاستقطاب في الانتخابات وتجاوز الإيديولوجيات المختلفة.

وقال الكاتب الأمريكي إن كل القوي القديمة والجديدة يجب عليها إيجاد طريق جديد لتقاسم السلطة وإعادة بناء مصر.

واختتم فريدمان مقاله بالقول إن مصر أضاعت الكثير على مدي 30 عاما ولم يعد لديها دقيقة أخرى لإضاعتها.

اقرأ أيضا:

توماس فريدمان: السلفيون فاجئونا بأدائهم في الانتخابات

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان