بعد قفزة 110% منذ بداية العام.. الفضة تتفوق على الذهب وتبلغ مستويات تاريخية
كتب : أحمد الخطيب
أسعار الفضة
سجلت الفضة أداء استثنائيا هذا العام بعدما قفزت مكاسبها إلى نحو 110%، لتتفوق بوضوح على الذهب وتتصدر أسواق المعادن عالميا، في ظل طلب صناعي قوي ونقص في المعروض، مقابل تحركات محدودة للمعدن الأصفر رغم الضغوط العالمية وترقب قرارات الفائدة بحسب تقرير صادر عن مركز الملاذ الآمن المتخصص في أسواق المعادن.
وشهدت أسعار الفضة في الأسواق المحلية والعالمية ارتفاعًا جديدا خلال تعاملات اليوم الأربعاء، لتصل إلى مستوى 61 دولارًا للأوقية للمرة الأولى في التاريخ.
وجاء هذا الصعود بدعم من الطلب الصناعي المتزايد، وتصاعد توقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، إلى جانب استمرار الضغوط على جانب المعروض،
ارتفاعات محلية في أسعار الفضة وتحرك محدود للذهب
وذكر التقرير أن أسعار الفضة في السوق المحلية واصلت صعودها، حيث ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 من 74.5 إلى 75.25 جنيها خلال تعاملات اليوم.
وسجل جرام الفضة عيار 925 نحو 87 جنيها، بينما بلغ سعر جرام عيار 999 نحو 94 جنيها، في حين استقر جنيه الفضة عند مستوى 696 جنيها.
وفي المقابل، شهدت أسعار الذهب محليا تحركا محدودا، إذ ارتفع الجرام بنحو 1 جنيه فقط، في ظل حالة من الهدوء النسبي للمعدن الأصفر مقارنة بالزخم الاستثنائي الذي يشهده المعدن الأبيض.
قفزة عالمية
وعالميا، قفزت أسعار الفضة من مستوى 58.27 دولارا إلى 61 دولارا للأوقية، مدفوعة بموجة شراء مكثفة واتجاها متزايدا من المؤسسات والمستثمرين لبناء مراكز جديدة في أسواق المعادن، مع ترسخ قناعة بوجود دورة صعود ممتدة للفضة خلال الفترة المقبلة.
تفوق تاريخي على الذهب
وأوضح التقرير أن الفضة تواصل التفوق على الذهب بشكل لافت، إذ أدى الارتفاع الأخير إلى هبوط نسبة الذهب إلى الفضة إلى مستوى 69 نقطة، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2021.
طلب صناعي قوي ونقص في الإمدادات
وأشار التقرير إلى أن موجة الصعود الحالية تستند إلى مجموعة من العوامل أبرزها ارتفاع الطلب الصناعي في قطاعات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والرقائق الإلكترونية، إضافة إلى اضطرابات سلاسل التوريد العالمية منذ أغسطس، والتي أدت إلى تراجع ملموس في مستويات المعروض.
كما دفعت حالة عدم اليقين العالمية المستثمرين إلى زيادة اهتمامهم بالفضة باعتبارها أصلا للتحوط ضد التضخم وتقلبات أسعار الفائدة، وهو ما عزز جاذبية المعدن سواء كسلعة صناعية أو كأداة استثمارية.
وبحسب التقرير، ارتفعت مخزونات الفضة في بورصة لندن منذ بداية العام بنحو 1447 طنا، بينما زادت مخزونات كومكس بنحو 4311 طنا.
ولا يزال الجزء الأكبر من المخزون العالمي متركزا في لندن بنسبة 1.91 مقابل مخزونات كومكس، وهي أعلى نسبة يتم تسجيلها منذ يناير الماضي.
كما أشار التقرير إلى أن ما يقرب من 78% من حيازات الفضة في خزائن جمعية سوق لندن للمعادن الثمينة باتت ممثلة في صناديق المؤشرات المتداولة، مقارنة بنسبة 65 % فقط في نوفمبر 2024.
وشهدت صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة أكبر تدفقات لها منذ عام 2020، حيث ارتفعت مقتنياتها بنحو 487 طنا خلال نوفمبر، وبأكثر من 475 طنا منذ بداية ديسمبر، مما يعكس دخول قوي من المؤسسات المالية والمستثمرين الكبار إلى سوق الفضة وتزايد الرهانات على استمرار موجة الصعود.