إعلان

سيدة ينتظرها حبل المشنقة : "زوجي قدم جسدي لأصدقائه.. فذبحته"

01:12 م الأربعاء 06 يوليو 2016

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - فتحي عمر:

"الماضي له رائحة لا تُنسى، وطعم مرير لا يحتمله أحد، وذكريات مؤلمة تؤرقنا وتهدد مستقبلنا، أيام طفولتنا وسنوات شبابنا كلها أشياء تلازمنا وتؤثر فينا، وإذا سطرناها تجف الأقلام من كثرة بكائها، وتعجز عن استكمالها، هكذا الحياة كانت وما زالت تأخذ منا ولا تعطينا، تقسو علينا ولا نستطيع أن نتحداها، ليتنا كنا من حلفائها وأحبابها، ليتنا ما وقفنا في وجهها وانحنينا لها، ما كانت تستطيع أن تسرق منا سعادتنا"

صاحبة هذه الكلمات سيدة تدعى نادية بلغت من العمر٤٠ عاما، حكت لمصراوي من خلف قضبان سجن النساء بالقناطر تندب حظها، تتحسر على قدرها، وتروي تفاصيل جريمتها التي تخلصت فيها من الزوج وتنظر بعينين حائرتين لمن حولها، تبدو على ملامح وجهها الألم والحزن والإرهاق، و خرجت على لسانها كلمات مرتعشة، غير مرتبة، ثم روت بصوت تخنقه الدموع، اسمى نادية، نشأت بين أحضان أسرة متوسطة الحال، الأب يعمل موظفا بإحدى الهيئات الحكومية، والأم كذلك يخرجان من الصباح ويعودان في الظهيرة، أتذكر أن حياتهما كانت غير مستقرة، فوالدي كان رجلا بخيًلا وكانت والدتي تعانى من ذلك، حتى مشاعره كان يكتنزها ولا يظهرها لنا.

وتابعت نادبة، كان لا يفكر إلا في احتياجاته الخاصة، أما أنا ووالدتي كنا في ذيل اهتماماته، لا يفكر فينا ولا يحاول إرضاءنا، كنت أتمنى أن يكون لي أشقاء، لكن والدتي رفضت تكرار تجربة الإنجاب منه مرة ثانية، لأنها كانت تشعر دائما أن حياتها معه مهددة، وفى بعض الأحيان كانت تقرر الانفصال، لكن سرعان ما تتراجع عن القرار، بسبب وجودي .. باختصار والدتي عاشت معه رغما عنها، وتحملت الصعاب من أجلى، وكان كل شغلها الشاغل أن أستكمل دراستي، لكنني كنت على دراية كاملة لما يحدث حولي، وكرهت كل شيء حتى دراستي، ورحت أبحث عن رجل ينتشلني من هذه الحياة، ويأخذ بيدي بعيدا عن هذه الأسرة التعيسة.

وأضافت "نادية"، وسط كل هذه الظروف جمعتني الصدفة بشاب أحببته من النظرة الأولى، وتمنيت أن يجمعني به بيت واحد، ويبدو أن الأقدار لعبت دورها، فلم تمر أيام إلا ووجدته يطرق باب منزلنا، وطلب يدى للزواج وكالعادة انقسم المنزل إلى قسمين، والدى وافق بينما رفضت والدتي، وكل منهما له مبرراته، فوالدي كان يريد الخلاص منى، ومن همومي وحملي ومصاريفي، أما والدتي كانت لا تستريح لهذا الشاب، وكانت ترغب في أن أستكمل دراستي، لكنها رضخت في النهاية لرغبتي، ومرت عدة أشهر لم تكمل أصابع اليد الواحدة، وانتقلت إلى منزل فارس الأحلام، ودخلت معه عش الزوجية، ومنذ البداية ظهر على حقيقته، وأفصح عن عيوبه، فهو لم يختلف كثيرا عن والدى، عشت معه أسوأ أيام حياتي، كان يتشاجر معي على كل شيء، يسبني ويضربني ويتعمد إهانتي أمام الآخرين، والأكثر من ذلك كان لا يلبى أي مطالب لي، تجرد من كل مسئولياته تجاهي.

واستطردت "نادية"، أدركت من البداية جيدا أن مشوار حياتي معه قصير جدا ولا يحتمل المسافات، فقررت عدم الإنجاب منه، وانتهى بي المطاف لأكتشف أن رأى والدتي كان صائبا في زوجي، حيث شعرت معه بالإهانات التي لم تنته بعد، وبعدما تعددت خلافاتي معه، أيقنت تماما أن حياتي معه لا فائدة منها ولا خير فيها ولن تأتى بجديد لكنها ستزيد من أحزاني وآلامي التي تسببت في سوء حالتي الصحية وجعلتني حائرة بين الأطباء النفسيون الذين عجزوا عن تشخيص حالتي أو الوصول معي إلى نتيجة في العلاج، رحت أندب حظى العتر، الذى أوقعني في طريق رجل بلا قلب، بلا مشاعر، بلا نخوة أو شهامة، لست أدري لماذا فعل كل هذا بي ، بلا إنه أجبرني على ارتكاب المعاصي وطلب مني ما حرمه الله، رفضت أكثر من مرة لكنه أجبرني وحينما ذهبت كي اشكو لوالدي نهرني وأجبرني على طاعة زوجي، أكرهني على فعل أشياء مقززة ومفزعة لم تقبلها نفس بشرية سليمة، تحملته في كل مرة وكأنه يقطع من جسدي ويذبحني رويدا رويدا.

وتابعت "نادية"، يوم الواقعة صدمني بشيء غريب لم أتخيله في حياتي، دخل المنزل وطلب مني أن أمارس الرزيلة مع أحد اصدقائه، ودخل غرفة نومي ليقنعني بذلك رفضت وحينما صمم على ذلك تارة بالترغيب وأخرى بالترهيب والتهديد رفضت وهددته بالانتحار لكنه لم يكترث وحاول إجباري وضربني وعندما سمع صديقه المشاجرة التي وقعت بيننا أخبره بأنه سيأتي في وقت أخر وانصرف، غادر صاحبه لكن الشيطان لم يغادرني وظل يوسوس في نفسي حتى ظننت أنني إن لو أبقيت عليه دقيقة واحدة على قيد الحياة أرتكب جرما في حق نفسي وفي حق البشرية، ذهبت إلى المطبخ واستللت سكينه وذهبت إليه وهو نائم.

لم تطاوعني نفسي لكني تذكرت كل شيء ومر أمام عيني شريط أفعاله السوداء في وكم المعاصي التي أجبرني على ارتكابها وتذكرت الألم والمرارة وتخيلت معاناتي لو بقي على قيد الحياة، أردت الهروب منه إلى أي شيء أخر حتى لو كان حبل المشنقة، استجمعت قوتي ونهضت همتي وهجمت عليه وهو نائم بـ 6 طعنات في صدره ورقبته وبطنه جلست بجوار جثته وانهرت في البكاء والحسرة.

رأى الجيران الجريمة وأبلغوا الشرطة التي حضرت وألقت القبض على المتهمة وتم إحالتها الي النيابة العامة التي تولت التحقيق معها وقررت إحالتها إلى محكمة الجنايات وقضت المحكمة عليها بالسجن 25 عاماً بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان