إعلان

صحف عربية: هل تحيي جولة لافروف الخليجية الدور العربي في سوريا؟

12:22 م السبت 09 مارس 2019

لافروف

لندن (بي بي سي)

رحبت صحف عربية بنسختيها الورقية والإلكترونية بجولة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الخليجية التي شملت قطر والسعودية والكويت والإمارات.

ورأى معلقون إن جولة لافروف هي محاولة روسية للاستفادة من تراجع الدور الغربي، وخاصة الولايات المتحدة، في المنطقة، بينما أشار أخرون إلى أنها تمهد لإبراز الدور العربي في سوريا من أجل الحد من الوجود الإيراني والتركي.

روسيا "قوة توازن"

قالت صحيفة العرب اللندنية: "رسمت جولة لافروف ملامح النفوذ الذي تستهدفه موسكو في الشرق الأوسط على خلفية تراجع استثنائي للنفوذ الغربي عموماً والأمريكي على وجه الخصوص".

وأضافت الصحيفة "تستفيد موسكو من حالة غريبة هي أن النفوذ الغربي تراجع بتأثيرات إيرانية وتركية لتستفيد روسيا استراتيجياً من الأمر... وظهر جليا أن الدول التي زارها لافروف كانت مواقفها أقرب إلى التفاعل مع المقاربة الروسية لقضايا المنطقة أكثر من تفاعلها مع جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في يناير/كانون الثاني الماضي.

ويعود هذا إلى شعور دول المنطقة بأن روسيا تحولت إلى قوة توازن حقيقي، وأنها تبحث عن علاقات مبنية على شراكات متعددة الأوجه، فيما تستمر الإدارة الأميركية الحالية بنفس الأسلوب القديم الذي يؤسس لعلاقات تبعية لا تراعي مصالح الطرف الآخر".

وفي صحيفة النهار اللبنانية أشار جورج عيسى إلى أن جولة لافروف حملت "الكثير من المسائل ذات المصلحة المشتركة بين روسيا ودول مجلس التعاون الخليجيّ. في الإطار الإقليميّ، ليس مشهداً عرضيّاً أن تأتي هذه الجولة بعد إخفاق قمّة سوتشي في التوصّل إلى اتّفاق جديد حول العمليّة السياسيّة في سوريا. لا يعني ذلك بطبيعة الحال وجود رابط سببيّ مباشر بين القمّة والزيارة. لكن بما أنّ الملفّ السوريّ جوهريّ لروسيا كي تصون مكاسبها الشرق أوسطيّة على المدى الطويل، وبما أنّ دور مجلس التعاون الخليجيّ أساسيّ للدفع باتّجاه العمليّة السياسيّة وإعادة الإعمار، بقيت سوريا من أبرز الملفّات الإقليميّة الحاضرة بين الطرفين خلال هذه الجولة".

"تقليص" أدوار تركيا وإيران

في سياقٍ متصل، رأى حسن مدن في الخليج الإماراتية أن الروس "لن يرغبوا بعد حين، أن يظل لكل من إيران وتركيا، ما لهما من تأثير في المعادلة السورية... من هذه الزاوية بالذات، يأتي التعويل الروسي على الحضور العربي، الخليجي بصفة خاصة، في سوريا، باعتباره أمراً ضرورياً في مواجهة حضور إقليمي، تركي وإيراني، يتناقض مع أهداف منظومة الأمن العربي المنشودة".

وعلق عماد الدين أديب في صحيفة الوطن المصرية على توقيت المحادثات الإماراتية الروسية إذ قال: "تأتى المحادثات فى وقت دقيق للغاية لروسيا والخليج والمنطقة ككل، يمكن رسم ملامحه على النحو التالي: أولاً: توتر إيراني- أمريكي، إما أن يؤدى إلى صفقة إقليمية، أو انفلات عسكري على عدة جهات... ثانياً: رغبة روسية في تحصيل شروط المنتصر وحدها دون غيرها، وتنقية المجال السياسي والأمني في سوريا من الوجود الإيراني والتدخل الحدودي التركي".

من جانبه أشار وفيق ابراهيم في صحيفة البناء اللبنانية إلى أن "الروس ذاهبون نحو تقليص الدور التركي بوسيلتين: إعادة الخليج سياسياً الى سوريا من خلال اللجنة الدستورية وبدء تأهّب الجيش السوري لتحرير إدلب وعفرين تمهيداً للانتقال لمجابهة الأمريكيين في شرق الفرات ومعهم المشروع الكردي".

ورأى الكاتب أن "خليجاً فقد دوره الإقليمي ويشعر بالخطر الداخلي يتوجب عليه اغتنام الفرصة للعودة الى علاقات طبيعية مع سوريا على قاعدة التوقف عن دهم الإرهاب ورفض الاندماج في ما يخطط له قائد القوات العسكرية الأمريكية في الشرق الاوسط جوزيف فوتيل من حروب جديدة في سوريا والعراق وأفغانستان، وما يدفع أيضاً الى عودة الخليج هي توازنات القوى الجديدة التي تجعل من المحور السوري العراقي الإيراني المتحالف مع روسيا متفوّقاً على المحور الأمريكي 'الإسرائيلي،".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: