إعلان

الأردن وداعش والحرب على جبهتين

11:30 ص الأربعاء 03 ديسمبر 2014

هلع دول الجوار مثل الاردن بسبب التمدد السريع لداع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

لندن (بي بي سي)

اثار التمدد السريع للتنظيم الذي يطلق على نفسه اسم ''الدولة الإسلامية'' (داعش) في سوريا والعراق هلع دول الجوار مثل الاردن الذي يشعر بقلق من وجود مؤيدين لهذا التنظيم داخل حدوده. التقرير التالي لمراسل بي بي سي كوينتين سومرفيل من مدينة معان الأردنية الجنوبية.

خرج العشرات من مؤيدي ''الدولة الإسلامية'' (داعش) الى شوارع معان في يونيو الماضي في مظاهرة اعلنوا فيها دعمهم للتنظيم الاسلامي المتشدد، مؤكدين ان معان هي ''فلوجتهم الجديدة'' في اشارة الى المدينة العراقية التي يسيطر عليها التنظيم.

ورغم ان اعلام داعش اختفت من شوارع معان الآن، فإن الدعم الذي يتمتع به التنظيم ما زال قويا. وفي غضون ذلك، يتواصل تمدد داعش على حدود الأردن الشمالية والشرقية.

وفي حقيقة الأمر، فإن داعش لا يشكل تهديدا للأردن فحسب، بل انه يشكل تهديدا لجارة الأردن الغربية - اسرائيل.

عقب صلاة الجمعة، التقيت بأحد مؤيدي داعش يدعى عمر، وسألته عن الكيفية التي يستطيع ان يبرر بها تصرفات هذا التنظيم بما فيها قتل الرهائن الأمريكيين والبريطانيين.

اجاب عمر ''الرد البسيط هو انه كان من الصحيح تعذيبهم واعدامهم، فهذه هي الطريقة التي سنسترد بها حقوقنا. لن نلجأ الى الأمم المتحدة التي لا دين لها لأن ذلك سيكون كفرا. نحن نعتمد الشريعة الاسلامية، والقرآن هو مرجعنا''.

141202201358_624x351_3

تجمع حولنا عدد لا بأس به من المارة يستمعون الى النقاش، ولكن عمرا لم يشعر بحاجة الى اخفاء هويته او تخفيف حدة آرائه.

وتابع ''هذه ليست إلا البداية، والآتي سيكون اسوأ.''

وقال ''إن الدولة الاسلامية لا تشعر بحاجة لتبرير سلوكها للكفار إن كانوا صحفيين او عسكريين، فولائنا ليس لهؤلاء الكفرة. هم الذين بدأوا الحرب وهم الذين سيدفعون ثمنها.''

عقوبات مشددة

ويشهد الأردن حملة تستهدف مؤيدي داعش وغيرها من المنظمات المتطرفة، ففي الأشهر الأخيرة اعتقل اكثر من 600 من هؤلاء، واحيل الى القضاء 150 شخصا بتهمة اعلان تأييدهم لداعش أو جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة.

وقد صدرت احكام بحق 15 شخصا. يذكر ان رسالة واحد مؤيدة لداعش ترسل عبر مواقع التواصل الاجتماعي كافية لسجن كاتبها لمدة قد تصل إلى خمس سنوات.

يقول موسى عبدالله، وهو محامي ترافع عن عدد من المتهمين، إن موكليه لوحقوا قضائيا لأن المحاكم تبالغ في استخدام تعديل ادخل مؤخرا على قانون مكافحة الإرهاب الأردني.

وقال ''إنهم يمنعون اجراء محاكمات عادلة في هذه القضايا، فالأحكام مشددة وغير منصفة للمتهمين.

العمل في الخفاء

ولكن رغم التأييد الذي يتمتع به تنظيم داعش في بعض الأوساط الأردنية، لا يبدو أن حدود هذا البلاد ستقتحم قريبا من جانب مسلحي التنظيم.

فقد نشرت القوات المسلحة الأردنية تعزيزات على الحدود مع العراق. ولكن مع ذلك يبقى التهديد الذي تمثله داعش تهديدا حقيقيا، كما يقول وزير الداخلية الأردني حسين المجالي.

فقد توجه الآلاف من الأردنيين للقتال في صفوف داعش في سوريا، ويأتي عدد هؤلاء ثانيا بعد التونسيين في ترتيب الاجانب الذين يحاربون في صفوف التنظيم.

من جانب آخر، نشرت فرنسا في الأسابيع الأخيرة فقط ثلاث من طائراتها الحربية في الأردن للمشاركة في الجهد العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة ضد داعش.

وكان الأردن واحدا من 10 بلدان عربية قالت إنها على استعداد للمساهمة في قتال داعش، الأمر الذي اثار حفيظة المتشددين في البلاد.

وقال المحلل السياسي الأردني مروان شحاده معلقا ''لقد زاد التهديد الذي يستهدف الأردن بلا شك. ففي السابق، كان مؤيدو داعش يتحدثون الى الاعلام او يعبرون عن آرائهم عن طريق الانترنت، إما الآن فهم يعملون في الخفاء. إن مخاطر وقوع هجمات انتحارية في الأردن قد ازدادت ما لم تقم الحكومة بإجراءات احترازية.''

إغراء للشباب

ولكن الأردن له خبرة في التعامل مع هذا النوع من التهديد. ففي عام 2005، قتل 57 شخصا في هجمات نسبت الى تنظيم القاعدة استهدفت ثلاثة فنادق غي العاصمة عمان.

يقول الوزير المجالي فيما يخص التهديد الراهن إن داعش لا تشكل خطرا على الاردن فحسب بل على العالم اجمع.

وقال ''ولكن قربهم الجغرافي يعني ان التهديد الذي يشكلوه لنا يفوق ذلك الذي يشكلوه لغيرنا من الدول.''

يذكر ان الذين تجتذبهم داعش في الاردن هم صغار السن والفقراء.

141202201358_624x351_2

وكان رجل الدين الأردني الشيخ محمد شلبي - المعروف بأبي سياف - قد شجع الأردنيين الشباب على التوجه الى سوريا للقتال. وابوسياف، المقرب من تنظيم القاعدة، يقول إنه يؤمن بالجهاد ولكنه يصر على ان داعش لا تمثل الاسلام.

وقال ''إن الذين يحبون الجهاد يريدون ان يمارسوه في كل انحاء العالم، ولكن سوريا تبدو جذابة اكثر من غيرها لأنها مجاورة للأردن. ولكننا نقف بوجه كل ما يناقض تعاليم ومبادئ الاسلام. إن هدف الجهاد ليس القتل او قطع الرؤوس، بل نشر الاسلام فقط.''

الأردن، الذي انضم الى الحرب الدولية ضد داعش، يحارب الآن على جبهتين: الاولى ضد خطر وقوع هجمات على اهداف داخل البلاد، والثانية ضد الافكار والايديولوجيات التي بدأت بالانتشار بين الشباب والمهمشين.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان