بالصور- مصراوي داخل ''مساكن السجون''.. الحياة في زنزانة مفتوحة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- أحمد الليثي ومحمد مهدي:
تقول الأسطورة إن ذلك المكان الموحش قد بناه مهندس لم يهنئ بعد عملته سوى شهر واحد بعدها قرر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر إعدامه، لأنه أسس مساكن شعبية على هيئة سجن.
مواصلة بسيطة (مشروع) من وسط المدينة تنقلك إلى ذلك المكان الأثري الشهير بـ ''عمود السواري'' بحي كرموز، غير أن نحو 100 خطوة تفصلك عن عالم أخر يضج بالأساطير والحكايات والمخاوف التي تبدو على كل من يُسأل عن منطقة الطُبجية، ''متدخلش لوحدك'' هو التحذير الذي يطلقه أولاد الحلال قبل كل من يتجرأ للولوج داخل المكان ذائع الصيت المقترن بالجريمة.
''مكان خطر، كله مخدرات ودعارة، الشباب فاقد ومبيهمهش الحكومة'' بعيون يملأها التوجس وبلسان يتخوف النطق يقولها القهوجي الذي يستقر مقهاه على مقربة من مطلع الطوبجية الموجودة أعلى تبة خلف عمود السواري، يحاول الرجل الخمسيني التأكيد غير مرة على استحالة الدخول للمكان قبل أن يقول ''ده سجن فعلا مش بس عشان شكله؛ لأن فيه مجرمين.. بس من غير طوابير ولا كلابشات''.
المكان على هيئة سجن والمسمى الشعبي ''مساكن السجون'' رغم ان الأمر يبدو من حكايات ألف ليلة وليلة غير أن الواقع يمثل سجنا غير ظاهرا فالحي يحيطه الأسوار من جهات عدة، فذاك سور عمود السواري، وهذه حوائط محطة لمياه الصرف بكوم الشؤافة، وتلك أسوار مدافن القوات المسلحة.
10 سلالم تقود إلى الطبجية في أول انعطاف بشارع مندور، يقابلك في أعلاها شاب يتفحص من يغدو ويروح بنظرات مريبة في جو مُلبد بالاضطراب، كصيد ثمين يتعامل الجميع مع الزائر ''تعالى يا باشا'' هي التحية الرسمية للمكان، ليست بديلا عن السلام التقليدي لكنها إشارة لتقديم الواجب الوافدين من المخدرات وما على شاكلتها.
''أنا ابن المكان وأقدر أدخل وأطلع في أي وقت.. لكن ربنا كرمني وانزحت من هنا'' يبدأ بها عم جابر خلف الله حديثه، بينما يتجول داخل المنطقة المحظورة على غير سكانها، يحكي عن المنطقة عندما كانت مجموعة من العشش والأكشاك الصفيح وفرن وحيد مبني بالطوب اللبني، تتربع 4 عائلات على عرش المكان تسيطر على الأمور وتؤجر الأكشاش، قبل أن تُهدم ويبنى بدلا منها بلوكات تُشبه تصميم السجون، يقول عنها عم جابر إن المقاول الذي تكفل ببنائها كان قد خرج لتوه من السجن فأراد أن يعيش غيره في حياة تشبه الزنازين.
المكان يحتوي على 5 بلوكات أشبه بعنابر السجون، تتكون من 4 أدوار تتوسط كلا منهما دائرة فسيحة وعمود حديدي كبير، فيما ينقسم كل دور إلى طرقتين يتفرع منها 10 أبواب، بلوك 2 و3 مهددين بالسقوط بفِعل التنقيب أسفلهما بحثا عن الآثار من قِبل الأهالي، وفق قول الحاج جابر ''أصل دي منطقة سياحية يا بيه'' ينطقها بوجه باسم موضحا عبارته الساخرة ''بيجي الطبجية من كل شكل ولون.. دا حتى الصينين بيطلعوا يحششوا فوق''.
قبل عامين حصل عدد من أهالي الطبجية على شقق بديلة لتلك المعرضة للانهيار بمساكن الكيلو 21 والكيلو 26، بقرار من اللواء عادل لبيب محافظ الإسكندرية حينذاك، لكنها أيام وعادوا سيرتهم الأولى من جديد.
كل بلوك يتربع في أسفله مقهى تحده غطاء بلاستيكي كبير يُخفي ما بداخله، ومع كل عنبر عدة غُرف لا تتجاوز مساحتها المترين، رؤيته من الأسفل أشبه بقطع حديدية تتخللها ملابس منثورة يتوسطهما بني آدمين يقول عنها الحاج جابر ''دي غُرز''، مشيرًا إلى أن الشرطة غائبة عن ما يجري في المنطقة المعروفة، يتمنى الرجل العجوز أن ينتهي هذا الكابوس قريبا ''يارب يشيلوها زي ما شالوا الكرنتينا'' لأنه لا يمر يوم دون مشاجرات وإطلاق نيران.
لا تقتصر مشاكل أهالي المنطقة على وجود بعض المحرمات لكن هناك من تكيف مع الأمر ويحاول إصلاح أزمات أخرى تتعلق بأساسيات الحياة، منهم عادل الشحات، منجد أفرنجي ''الصرف الصحي هو مشكلتنا الأساسية.. الناس بيجلها أمراض بسببه''، فيما تتحلق النساء حول الغرباء عسى أن ينجيهن أحدهم من مرارة العيش داخل المكان الذي تصفه إحداهن ''موبوء''.
تابع باقي موضوعات الملف:
في إسكندرية.. البحر غضبان ما بيضحكش (ملف خاص)
بالصور- ''مخابئ'' القباري.. معجزة الحياة تحت الأرض
بالصور- كبائن خدم الملك فاروق.. من جاور السعيد ''يحزن''
بالصور.. مصراوي على ضفاف ''فينيسيا'' المعجونة بمياه الصرف
مأوى الصيادين.. بيوت تغرق في "شبر مايه"
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: