إعلان

أحد أسباب حضارة الإسلام.. حقوق العمال والأجراء في ضوء الهدي النبوي

03:01 ص الخميس 25 أكتوبر 2018

أحد أسباب حضارة الإسلام.. حقوق العمال والأجراء في

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - سارة عبد الخالق:

أعزَّ الإسلام الخدم والعمَّال ورعاهم وكرَّمهم، واعترف بحقوقهم لأوَّل مرَّة في التاريخ - بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرقُّ والتبعية، وفي البعض الآخر معناه المذلَّة والهوان- قاصدًا بذلك إقامة العدالة الاجتماعيَّة، وتوفير الحياة الكريمة لهم؛ وقد كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم خيرَ شاهد على عظمة نظرة الحضارة الإسلامية للخدم والعمال، وكانت إقرارًا منه صلى الله عليه وسلم بحقوقهم.

وأولت الشريعة الإسلامية منذ آلاف السنين اهتماما كبيرا بحقوق العمال والأجراء، وشددت على ضرورة إعطاء كل ذي حق حقه، وقد أمرنا الله تعالى بضرورة الوفاء بالعقود أياً كانت نوعها، وحذر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أكثر من حديث شريف الذين يأكلون حقوقهم ويظلمونهم.

وفي التقرير التالي يرصد مصراوي بالأدلة الواردة بالقرآن الكريم والسنة الشريفة كيف اهتم الإسلام بحقوق العمال والأجراء، مؤكداً على عدم ظلم هذه الفئة المهمة في المجتعم.

يقول الله تعالى في سورة المائدة (آية: 1) :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}، وذكر السعدي في تفسيره لهذه الآية الكريمة أن: "هذا أمر من الله تعالى لعباده المؤمنين بما يقتضيه الإيمان بالوفاء بالعقود، أي: بإكمالها، وإتمامها، وعدم نقضها ونقصها. وهذا شامل للعقود التي بين العبد وبين ربه، من التزام عبوديته، والقيام بها أتم قيام، وعدم الانتقاص من حقوقها شيئا، والتي بينه وبين الرسول بطاعته واتباعه، والتي بينه وبين الوالدين والأقارب، ببرهم وصلتهم، وعدم قطيعتهم. والتي بينه وبين أصحابه من القيام بحقوق الصحبة في الغنى والفقر، واليسر والعسر، والتي بينه وبين الخلق من عقود المعاملات، كالبيع والإجارة، ونحوهما، وعقود التبرعات كالهبة ونحوها".

فعقود المعاملات والإجارة وغيرها من الأمور التي أمر الله - سبحانه وتعالى - كل مسلم أن يحافظ عليها وأن يوفيها على أكمل وجه، فهذه الحقوق كفلها ديننا الإسلامي الحنيف وحث عليها النبي - عليه الصلاة والسلام - أصحابه والمسلمين أجمع.

وقد استشهد الكاتب محمد إسماعيل عبده في كتابه (الاقتصاد في ضوء الإسلام) بحديث الرسول - صلوات الله عليه - (أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه)، قائلا إن هذا يرضي العامل من الناحية النفسية والمادية، فالأولى إشعاره بالعناية والاهتمام والأخيرة مراعاة لشدة حاجته للمال، وليس لأصحاب الأعمال أن يستولوا على حق العمال فحقهم في الأجر مقدس، حقهم المساوي لمجهودهم).

وأشار أيضا إلى الحديث النبوي الشريف: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (قال الله تعالى: ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره).. رواه البخاري.

وقال الإمام المناوي في كتابه (التيسير بشرح الجامع الصغير) في شرح هذا الحديث أن ذكر الثلاثة ليس للتقييد فإنه خصم كل ظالم بل مراده التغليظ، مشيرا إلى قول النبي (ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) أي العمل (ولم يوفه) أجره، لأنه الأجير عبد الله وغلة العبد لولاه فهو الخصم.

وقد نبّه الرسول الكريم على ضرورة إعطاء الأجراء حقوقهم، وتحدث في أكثر من حديث عن حقوق العمال والأجراء، نذكر في السطور القليلة القادمة بعضاً منها:

- عن عبدالله بن عمر وأبي هريرة وجابر بن عبدالله وأنس بن مالك – رضي الله عنهم جميعا – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه).. صحيح الجامع.

- وعن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (أولئك خيار الناس، إنه لا قُدِّسَتْ أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع).. صحيح الترغيب.

- وعن عمرو بن حريث عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما خففت عن خادمك من عمله كان لك أجراً في موازينك).. صحيح ابن حبان.

- وعن أبي ذر الغفاري – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (إن إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم ما يغلبهم فأعينوهم).. صحيح البخاري.. " خولكم: خدمكم"

فيديو قد يعجبك: