إعلان

الروبي مفسراً.. معنى العبودية في قوله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده"

05:14 م الثلاثاء 02 أبريل 2019

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمد قادوس:

يقدم الدكتور عصام الروبي- أحد علماء الأزهر الشريف - (خاص مصراوي) تفسيراً ميسراً لما تحويه آيات من الكتاب الحكيم من المعاني والأسرار، وموعدنا اليوم مع معنى العبودية في قول الله تعالى "سبحان الذي أسرى بعبده"، وما معنى المسجد الحرام؟ وهل الإسراء من بيت أم هانئ يتعارض مع قوله من المسجد الحرام، ومعنى المسجد الأقصى؟ ولماذا وصفه الله بقوله (الذي باركنا حوله)؟.

قال الروح: العبودية في الآية الكريمة تعني التذلل للمحبوب، والمعظم، وهو ربنا سبحانه وتعالى!

وقد وصف الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بالعبودية في المقامات العالية: في الدفاع عنه؛ وفي بيان تكريمه بإنزال القرآن، كما قال تعالى: {تبارك الذي نزل الفرقان على عبده} وقال تعالى: {فأوحى إلى عبده ما أوحى} وفي مقام التحدي، والمدافعة قوله تعالى: {وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا}.

ولهذا كان أفضل أوصاف الرسول صلى الله عليه وسلم هي العبودية، والرسالة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله، ورسوله)، ونعم الوصف أن يكون الإنسان عبدا لله.

ـ وأما معنى المسجد الحرام؟ وهل الإسراء من بيت أم هانئ يتعارض مع قوله من المسجد الحرام؟

معنى المسجد الحرام أي الذي لا يحل انتهاكه بقتال فيه، ولا بصيد صيده، ولا بقطع شجره، ولذلك وصفه ربنا سبحانه ب (الحرام).

وظاهر الآية يفيد أن الإسراء كان من المسجد الحرام، وقد روى الشيخان أنه صلى الله عليه وسلم حين جاءه جبريل بالدابة التي حمل عليها كان عند البيت الحرام، لكن ثبت في السنة أيضا أنه صلى الله عليه وسلم أسرى به من بيت أم هانئ.

ويمكن الجمع بين هذه الروايات، بأن الرسول صلى الله عليه وسلم بقي في بيت أم هانئ لفترة من الليل، ثم ترك فراشه عندها وذهب إلى المسجد، فلما كان في الحجر أو في الحطيم بين النائم واليقظان، أسرى به.

ـ ومعنى المسجد الأقصى؟ ولماذا وصفه الله بقوله (الذي باركنا حوله)؟

المسجد الأقصى أي: المسجد الأبعد، وذلك بالنسبة إلى من بالحجاز، وقال بعض المفسرين: إنه سُمى بذلك؛ لأنه أبعد المساجد التي تزار من المسجد الحرام وبينهما زهاء أربعين ليلة.

ووصفه سبحانه بقوله (الذي باركنا حوله): لما كان من البركات الدينية المحيطة به فمن مظاهر تلك البركة: أن هذه الأرض التي حوله، جعلها الله تعالى مقرًا لكثير من الأنبياء، كإبراهيم وإسحاق ويعقوب، وداود وسليمان، وزكريا ويحيى وعيسى، ومن بركته تفضيله على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد المدينة، وأنه يطلب شد الرحل إليه للعبادة والصلاة فيه.

وأما البركات الدنيوية فمن مظاهرها: كثرة الأنهار والأشجار والثمار والزروع في تلك الأماكن.

فيديو قد يعجبك: