إعلان

عاشوراء.. فرصة عظيمة لتكفير ذنوب عامك الماضي

11:01 م الخميس 14 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق – 

منذ أيام قليلة احتفلت الأمة الإسلامية بالسنة الهجرية الجديدة 1435.. ولكن هل فكرت يوماً كيف كان حالك مع الله في السنة الماضية؟!.. وهل تريد أن تكفر عن ذنوبك في العام الماضي؟!

فعن أبي قتادة – رضي الله عنه - ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – سئل عن صيام عاشوراء، فقال: (يكفر السنة الماضية) – رواه مسلم.

عن ابن عباس – رضي الله عنهما - ، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه - متفق عليه.

وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: (لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع) – رواه مسلم.

لقد أمرنا رسولنا الكريم صلوات الله عليه أن نصوم يوم التاسع من شهر محرم مخالفة لليهود، وجاء ذلك في شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين لـ (بن صالح العثيمين)، حيث قال بن العثيمين في شرحه أن يوم العاشر من هذا الشهر هو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه، فكان اليهود يصومونه شكراً لله على هذه النعمة العظيمة، أن الله انجى جنده، وهزم جند الشيطان.

ولهذا لما قدم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم عن ذلك، فقالوا: هذا يوم نجا الله – سبحانه وتعالى - موسى وقومه، وأهلك فرعون وقومه فنصومه شكراً لله، فقال: النبي – عليه أفضل الصلاة والسلام – : (نحن أولى بموسى منكم).

فلذلك صام المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يوم عاشوراء وأمر الناس بصيامه، إلا أنه أمر أن يخالفوا اليهود الذين لا يصومون إلا يوم العاشر، كأن نصوم التاسع مع العاشر مخالفة لهم.

يقول الله تعالى في (سورة يونس: آية 90 ): {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حَتَّىٰ إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.

وأيضاً في (سورة طه: من آية 77 إلى 79 ): {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَّا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَىٰ 0 فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُم مِّنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ 0 وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَىٰ}.

فالآن. هل أنت مستعد للصيام؟! إذا كانت إجابتك بنعم.. جدد نيتك واعقد العزم على صيام هذين اليومين وعدد نوايك في الصيام طمعاً منك في الثواب والأجر من الله – عز وجل -، فيمكنك استحضار نية:

أولاً:  طاعة لله – عز وجل – ورغبة في التقرب منه سبحانه وتعالى، ويكفيك أن تعلم أن المولى جلا وعلا قال: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) - رواه الإمام البخاري في صحيحه‏.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (قال الله عز وجل: إذا تقرب العبد مني شبرا تقربت له ذراعا، وإذا تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا، وإذا آتاني مشيا آتيته هرولة، وإن هرول سعيت إليه، وانا أسرع بالمغفرة) – متفق عليه.

ثانياً: تكفير السنة الماضية اقتداءا بحديث رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم – السابق ذكره في أول المقال.

ثالثاً: إحياءا لسنة من سنن نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، فيوم عاشوراء هذا العام يوافق يوم الخميس، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: (تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم) – رواه الترمذي وابن ماجه.

وأيضاً عنه – رضي الله عنه –، قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل) – رواه مسلم.

رابعاً: يباعد الله بينك وبين النار 70 سنة، فعن أبوسعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: سمعت النبي  - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا) -  متفق عليه وهذا لفظ البخاري.

خامساً: الصيام يأتي يوم القيامة شفيعاً لك يوم العرض عليه، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن النبي – صلى الله عليه وسلم -  قال: (الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشَفَّعان)- رواه الإمام أحمد.

سادساً: تأخذ أجر من صام هذا اليوم بعد أن ذكرته بفضله وثوابه، فعن النبي – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من دلَّ على خير، فله أجر فاعله) -  رواه مسلم.

سابعاً: تصلي عليك الملائكة وتاخذ أجر إفطار صائم إذا حرصت على أن تكون سببا في إفطار غيرك من أقاربك أو جيرانك أو فقراء ومساكين المسلمين، فعن زيد بن خالد الجهني – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (من فطر صائما، كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) – رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح.

وعن أم عمارة الأنصارية – رضي الله عنهما – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – دخل عليها، فقدمت إليه طعاما، فقال: (كلي) فقالت: إني صائمة، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أكل عنده حتى يفرغوا) وربما قال: (حتى يشبعوا) – رواه الترمذي وقال حديث حسن.

وأخيراً.. جدد قربك من الله.. وأبدأ عامك الجديد بمغفرة ذنوب 365 يوم ماضية.. وإقبل على عامك الجديد بقلوب تملأها التقوى والرغبة في الفوز برضا الله عز وجل، جمعنا الله وإياكم على حوض نبيه – صلى الله عليه وسلم - .

 

فيديو قد يعجبك: