إعلان

المساجد في الصين (4): "تشنجياو".. محمية "الدين الحق" أحد الآثار العريقة

09:00 م الأحد 02 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

إعداد – سارة عبد الخالق:

تزامنا مع الجولة الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي لزيارة عدد من الدول والتي بدأت بزيارة مملكة البحرين، ثم العاصمة الصينية بكين، للمشاركة في قمة منتدى الصين أفريقيا، والتى تعد أحد أهم الفعاليات الاقتصادية والسياسية التي تعكس الاهتمام الصينى بالقارة الأفريقية، نقدم في التقرير التالي وعلى حلقات متتابعة أشهر المساجد التاريخية في الصين.

على مدار أكثر من 1300 سنة من دخول الإسلام إلى الصين، بُني عدد كبير من المساجد في كل أنحاء البلاد، يبلغ نحو 35 ألف مسجد، منها مساجد عريقة ومساجد مميزة بسماتها الخاصة ومساجد متألقة بضياء التبادلات الثقافية بين الصين وبلاد العرب، تتميز هذه المساجد بالمزج والجمع الرائع بين فن الزخرفة العربي والزخرفة المعمارية التقليدية الصينية مع إبراز المضمون الإسلامي، مما شكل ثقافة مسجدية ذات خصائص صينية مميزة.

مسجد "تشنجياو " بمدينة هانتشو الصينية

يعرف أيضا بمسجد العنقاء أو مسجد الدين الحق، وهو أحد مساجد مدينة "هانتشو" الصينية، ويرجع سبب تسمية المسجد بمسجد (العنقاء) إلى أن بناءه يشبه العنقاء الناشر جناحيها، وقيل أن بوابة المسجد وبرج مشاهدة الهلال القائم عليها يشبه رأس العنقاء، وأن الممر المؤدي من البوابة إلى الداخل يشبه عنقها، وأن صفين من الأشجار على يمين المسجد ويساره يبدوان وكأنهما جناحان لها، وأن المباني المتوزعة في قلب المسجد تشبه بدنها، وأن دغلة من البامبو خلف قاعة الصلاة تشبه ذيلها.

وأما عن تاريخ بناء المسجد، فيشار إلى أن المسجد قد تم إعادة بنائه في عهد يوان في الفترة من (1271 -1368م)، أما النصب الحجري القائم في هذا لمسجد فيعود إلى عام 1493 م، يشير إلى أنه قد بني سنة 1281، بينما يشير تاريخ هانغتشو إلى أنه شيد على يد علاء الدين العربي سنة 1314م، وفقا لما ذكرته موسوعة ويكبيديا.

وبالحديث قليلا عن عمارة المسجد، فيتضح أن المسجد مازال يحتفظ بستة قطع ونصف من الطوب المربع المنقوش، يعود تاريخها إلى عهد أسرة سونج الجنوبية – أحد الأسر الصينية الحاكمة قديما -، هو بحجم 42.5سم X 42.5سم X 4.7سم ،وهذا الطوب مكتوب عليها آيات قرآنية( من 92-96) من سورة آل عمران، بالإضافة إلى كتابات منقوشة على سطحها الجانبي، وكانت بوابة المسجد مكسوة بالنقوش الطوبية الجميلة، وعلى كلا جانبيها سلم خشبي يمكن الصعود عليه إلى برج مشاهدة الهلال القائم على البوابة والبالغ ارتفاعه عشرات الأمتار.

وتمتد مباني المسجد الرئيسية- وفقا لما جاء في شبكة الصين – كما يلي:

"البوابة وقاعة الصلاة وقاعة الدعوة على خطة المحوري الوهمي من الشرق الى الغرب، أما قاعة الصلاة التي تعتبر أقدم مبنى في المسجد فمسقطها الأفقي غير منتظم ويبلغ عرضها ثلاث فسح (الفسحة: المسافة بين دعامتين)، ومبنية من الطوب وخالية من العوارض ومطلية جدرانها بالجير الأبيض ومزخرفة بالنقوش الجميلة، وتتكون واجهات القاعة من البنايات الثلاثية الفسح، ولكل فسحة باب، ويوجد على كلا الجملونين اثنين من الأبواب ذات الخطوط القوسية الانسيابية، أما الجدران الخلفية للقاعة، فليس لها أبواب، وبين الأجزاء العليا من الجدران ما بين كل فسحتي اثنتين من النوافذ المعقودة الشكل، بالإضافة إلى أفاريز بارزة على أعالي الجدران، وصفوفا منتظمة من القراميد على سطح القاعة الذي تنتصب عليه ثلاث عليات مخروطية الشكل، وظهور هذه المباني المخروطية الشكل على السقف متأثر بأسلوب العمارة الإسلامية ".

ولكن في عام 1929م، شوهت ملامح المسجد الرائعة بعد أن تم تفكيك السلم الخشبي الموجود على جانبيه، ثم لجأ المسلمون في عام 1953 إلى إعادة ترميمه، وأصبح المسجد بعدها ضمن قائمة أهم الآثار المحمية على نطاق البلاد.

المصادر:

- شبكة الصين

- موسوعة ويكبيديا

فيديو قد يعجبك: