أستاذ بالأزهر يوضح كيف حارب الإسلام الكسل ومدّ اليد للناس
كتب : محمد قادوس
الدكتور أحمد الرخ
كتب- محمد قادوس:
أكد الدكتور أحمد الرخ، الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف، أن من أخطر الآفات التي بدأت تظهر في بعض المجتمعات آفة التسول، مشيرًا إلى أن هذه الآفة تعكس في حقيقتها ترك العمل والعزوف عن السعي وبذل الجهد، حيث يفضل بعض الناس طريق التسول لأنه يدر عليهم مالًا أكثر بمشقة أقل، بدلًا من العمل والتعب، وهو ما يتنافى مع روح الإسلام ومقاصده.
وأوضح خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة" الناس": أن الإسلام عندما تحدث عن ركن الزكاة، وهو من أعظم أركان الإسلام، لم يترك الأمر دون ضوابط، بل حدّد بوضوح من يستحق الزكاة ومن لا يستحقها، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحل الصدقة لغني ولا لذي مرة سوي»، مبينًا أن الغني لا يجوز له أخذ الصدقة، وكذلك القوي القادر على الكسب والعمل، حتى وإن كان فقيرًا في الظاهر.
وأشار إلى أن معنى «ذي مرة سوي» هو الإنسان القادر على العمل والتكسب، موضحًا أن الفقهاء قرروا أن هذا الصنف لا يُعطى من الزكاة، لأن الإسلام لا يريد أن يحوّل الزكاة إلى وسيلة لتكريس الكسل أو تعويد الإنسان على مدّ يده للناس، وإنما يريد دفعه إلى العمل والإنتاج.
وبيّن أن الفقير في مفهوم الإسلام ليس فقيرًا مطلقًا، وإنما هو الفقير العاجز عن العمل أو غير القادر على التكسب، وهذا هو الذي تُوجَّه له الزكاة إعانةً له، أو دعمًا له حتى يصبح قادرًا على العمل، مؤكدًا أن إعطاء القادر على العمل من الزكاة مرارًا يجعله يعتاد الأخذ، ويترسخ عنده الكسل بدلًا من السعي.
واستشهد بما رُوي عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حينما نزل بعد صلاة الجمعة فوجد قومًا جالسين في المسجد، فقال لهم: من أنتم؟ قالوا: نحن المتوكلون على الله، فأنكر عليهم ذلك وضربهم بدرته، وقال: لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق ويقول اللهم ارزقني، وقد علمتم أن السماء لا تمطر ذهبًا ولا فضة، مؤكدًا أن التوكل الحق لا يكون مع ترك العمل.
وأشار إلى أن القرآن الكريم رسم للمسلم منهجًا متكاملًا للحياة، مستدلًا بقوله تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع﴾، ثم قوله تعالى: ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله﴾، موضحًا أن الآيات رتبت للإنسان يومه بين عمل وتجارة، ثم عبادة، ثم سعي وطلب رزق، دون مجال للكسل أو البطالة.
وأكد أن المقصود من منع القادر على العمل من أخذ الزكاة ليس حرمانه، وإنما تشجيعه على أن يكون عضوًا منتجًا نافعًا لنفسه ولمجتمعه، لا متعودًا على مدّ يده للناس، مستشهدًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اليد العليا خير من اليد السفلى»، موضحًا أن اليد المعطية أحب إلى الله تعالى من اليد الآخذة، وأن الإسلام يريد للمسلم أن يكون معطيًا لا سائلًا، منتجًا لا متكاسلًا.
اقرأ ايضًا:
أدركت الإمام في الركوع وقرأت الفاتحة قبل السجود فهل تُحسب الركعة؟.. أمين الفتوي يوضح
في 3 خطوات.. علي جمعة يضع روشتة للشباب تحفظهم من فتن العصر والإنترنت
ما مدة المسح على الشراب وأنا على وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب
الأزهر للفتوى ينتقد استضافة العرافين والمنجمين: مجرد سماعهم مع عدم تصديقهم إثم ومعصية