إعلان

استعلاء إيماني.. أمين الفتوى ينتقد قراءة القرآن بصوت مرتفع في المترو والمواصلات

كتب : علي شبل

11:59 م 09/11/2025

الدكتور هشام ربيع

تابعنا على

"أنا أقرأ... إذن أنا مؤمن وغيري لا"... هل هذا هو التَّديُّن الذي نريده؟.. سؤال طرحه الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، لينتقد في رده بعض الأشخاص الذين يقرأون القرآن بصوت مرتفع في المواصلات العامة، وقيام بعضهم بالتصوير والبث في مقاطع مرئية.

ويقول أمين الفتوى: لا شك أنَّ تلاوة القرآن الكريم مِن أعظم القُرُبات، لكن "الجَهْر بالقراءة بشكل لافت في وسائل النَّقْل العام -خاصة المترو-"، وبث ذلك في مقاطع مرئية... ظاهرة تحمل سلوكًا ذا دلالات سلبية.

وأضاف ربيع، في منشور عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: فمَن يُصوِّر نفسه وهو يقرأ بصوت عالٍ بين الناس في وسائل النَّقْل، وتصوير نفسه كأنه "الحق المطلق" في محيطٍ مِن "الغافلين"... هذا المنحى الخاطئ يحوِّل العبادة مِن علاقة خفية بين العبد وربه، إلى استعراض عَلَني يُقصد به لفت الانتباه وتوجيه رسالة ضمنية بـ"الاستعلاء الإيماني على الآخرين"، وهذا يتنافى مع جوهر الإخلاص الذي هو أساس قبول العمل، كما يفتح بابًا للرياء الذي حَذَّر منه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقوله: «إنَّ أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر»، قالوا: وما الشرك الأصغر يا رسول الله؟ قال: «الرياء».

وأوضح الدكتور هشام ربيع: أقصدُ بكلامي مَن يرى في نفسه الخير بذلك دون غيره؛ إذ المواصلات العامة فضاء مشترك له آدابه وحقوقه، فهي تضم المريض الذي يَئِن، والعامل المنهك الذي يطلب السكينة، والطالب الذي يُركِّز في مراجعة درسه، ومِن الأجدر بمن أراد استغلال وقته في التلاوة أن يخفض صوته أو يقرأ سِرًّا، صونًا لإخلاصه، ومراعاةً لحقوق إخوانه، فالمسلم الحَقُّ هو مَن يدعو إلى الله بحكمته وأخلاقه، لا باستعلائه وتصوير عباداته، ليكون قُدْوة حَسَنة بأفعاله الصادقة لا بمَشاهِدِه المصطنعة.

وختم ربيع رداً على مقولة ممكن تَسْمعها مِن معترض، يقول "يا مولانا دا بيقرأ قرآن... مش أحسن ما الناس تسمع أو تشوف حاجة غلط!!" ... وجوابها: أنَّ المقارنة بين خطأ واضح (سماع الحاجات الغلط) وبين عبادة في غير موضعها هي مقارنة غير صحيحة، فالإسلام لا يخيِّرنا بين فعلين أحدهما خطأ والآخر فيه محاذير، بل يرشدنا إلى فعل الصواب المطلق، والصواب هو عبادة الله دون إيذاء خلقه أو الاستعلاء عليهم... فكُن متواضعًا بطاعتك، رحيمًا بإخوانك، فكلنا نرجو رحمة ربٍ واحد.

اقرأ أيضاً:

ما حكم الجهر بالنية عند الصلاة: جائز أم مكروه؟.. علي جمعة يوضح

بعد وفاة زوجي الأول والثاني تزوجت الثالث فمن يكون رفيقي في الجنة؟.. عالم أزهري يجيب

فيديو قد يعجبك



محتوى مدفوع

إعلان

إعلان