إعلان

بعد تعليق الجماعة.. أستاذ أزهري: فقه النوازل دليل على أن الخطاب الديني متجدد

03:38 م الإثنين 23 مارس 2020

محمد خليفة البدري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – آمال سامي:

بعد الاجراءات الأخيرة التي اتخذتها الدولة بمنع الصلاة في المساجد سواء صلوات الجماعة أو صلاة الجمعة بعد إجازة دار الإفتاء والأزهر الشريف ذلك، فهل يسري تحريم هذا التجمع على كافة التجمعات في ظل انتشار الوباء؟ وما الحكم الشرعي على من لا يلتزم بالاجراءات المطلوبة لتجنب الفيروس بحجة (خليها على الله) ويتهاون في الالتزام بالإجراءات الوقائية ويذهب للتجمعات بدون ضرورة؟ توجه مصراوي بالسؤال إلى أحد علماء الأزهر الشريف لنتبين منه الحكم الشرعي للخروج في التجمعات في مثل تلك الظروف..

أوضح الدكتور محمد خليفة البدري، مدرس أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن من مقاصد الشريعة حفظ النفس وأن التجمعات مظنة قتل النفس وقتل النفس حرام وما أدى على الحرام فهو حرام وحفظ النفس من الضروريات الخمس: النفس ، والدين ، والمال، والعرض والنسل، التي أمرنا الله تعالى بحفظها وقال تعالى :" ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق"، وأضاف البدري أن الخارج إلى التجمعات معرض نفسه وغيره للهلاك فكأنه قاتل وقال: "ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ". ووجه البدري كذلك إلى ضرورة الإنفاق في سبيل الله في تلك الظروف مصداقًا لقوله تعالى :" وَأَنْفِقُوا في سَبِيلِ اللَّهِ ولا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إلى التَّهْلُكَةِ "، قائلًا أن على الأغنياء ألا يتركوا النفقة على الفقراء، مؤكدًا أن الله تعالى سوف يعوضهم عما أنفقوا أجرا ورزقًا عاجلا.

"قد حصل إجماع أهل الحل والعقد من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم -على عدم الخروج إلى التجمعات. مثل الصلاة في جماعة في المسجد والأفراح التي فيها جمع وكل ما فيه تجمع واراه إجماعا صريحا مستندا للكتاب والسنة ومخالفة الإجماع حرام"، يؤكد البدري قائلًا إن الخروج من المنزل في ظل هذه الظروف لا يكون إلا بقدر الضرورة، لكنه أضاف أن هذا لا يعني أن الحياة توقفت، بل يصلى المسلم في منزله مع أولاده جماعة، ولا أن يعزف عن الزواج، بل يتزوج ويكتفي فيه بالولي والعاقدين والشاهدين وينشر عرسه من خلال السوشيال ميديا.

"وكذلك لا يخرج الآن مضارب بمال إلا إذا نص عليه رب المال فإن خرج بغير إذنه فيضمن" وأضاف البدري أنه من الأولى أن تطبق الدولة حظرًا مناسبا للنازلة التي نحن فيها معتبرًا أن كورونا يأخذ حكم "الإرهاب" الذي من أجله يفرض الحظر، بل هو إرهاب عالمي الآن. ودعا البدري الحكومة لدعم الفقراء حتى لا يخرجوا من منازلهم في تلك الظروف قائلًا : "إن منعناهم من الخروج فعلينا إطعامهم وإلا سيكون الحظر هلاكا لهم أيضا"

ويقول البدري إن لولي الأمر أن يفرض في هذه الظروف على الأغنياء ضريبة وله أن يجبر على التسعير وأن يشدد العقوبة عليه لمن خالف ، مؤكدًا أن لهذا الوقت الذي نحن فيه فقهه الخاص، وهذا يدل على أن الخطاب الديني متجدد يراعي النوازل التي حلت بالأمة، ودعا البدري الحكومة لمراقبة الأسواق لمنع الاحتكار وغلق كل ما فيه تجمع، حتى لا يدعي عليها أحد أنها منعت صلاة الجماعة والناس ترتاد المترو وتذهب إلى أعمالها ومشاغلها.

فيديو قد يعجبك: