إعلان

في مثل هذا اليوم.. ذكرى انتهاء الحكم الإسلامي في الأندلس بعد 8 قرون دون انقطاع

02:49 م الأحد 25 نوفمبر 2018

أرشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة عبد الخالق:

في مثل هذا اليوم من عام 1491م، وقعت معاهدة غرناطة، أو معاهدة تسليم غرناطة، التي أنهت الوجود الإسلامي بالأندلس بشكله السياسي، والتي تم توقيعها بين مملكتي غرناطة وقشتالة.

وبموجب هذه المعاهدة، قام الملك أبو عبد الله محمد الثاني عشر بتسليم غرناطة إلى الملكين الكاثوليكيين (الزوجين فرناندو الثاني ملك أراغون وإيزابيلا الأولى ملكة قشتالة) بعد حصار دام عدة أشهر.

كانت غرناطة مثلها مثل باقية الممالك الإسلامية في الأندلس بدأت تضعف وتتهاوى، وكان وراء هذا الضعف عدة أسباب منها : "تفتيت كيان الشمال الأفريقي بعد سقوط دولة الموحدين حيث تحملت دولة بني مرين لواء الجهاد وحدها في الأندلس، إلا أنها ضعفت وعجزت عن أداء مهمتها في الدفاع عما تبقى للإسلام في الأندلس، وكذك سعي ممالك إسبانيا نحو الاتحاد ضد المسلمين في الأندلس، كما بدأت الاختلافات تدب بين المسلمين آنذاك حتى أنه وصل في بعض الأحوال إلى حد القتال بينهم، والتحالف مع الأعداء وموالاتهم، والثقة في الواشين وتقريب الأعداء والاستعانة بهم في القضاء على إخوانهم المسلمين، بالإضافة إلى الانغماس في الشهوات والترف وعدم التركيز في الدفاع عن البلاد، والافتتان بالدنيا ونعيمها، عجل بانهيار الدولة الإسلامية بالأندلس، وفقا لما جاء في المبحث الأول (الأندلس والشمال الأفريقي بعد سقوط دولة الموحدين) من كتاب (كفاح الشعب الجزائري) لعلي محمد الصلابي وكتاب (الأندلس من السقوط إلى محاكم التفتيش) لأحمد محمد عطيات.

قال المؤرخ "كوندي" متحدثاً عن ضعف وسقوط البلاد إن: "العرب هووا عندما نسوا فضائلهم التي جاءوا بها، وأصبحوا على قلب متقلب يميل إلى الخفة والمرح والاسترسال بالشهوات"، وفقاً لما جاء في (مصرع غرناطة) و(تاريخ دولتي المرابطين والموحدين).

وتعد معاهدة غرناطة وما تبعها من سقوط للبلاد من أكثر الأحداث الهامة في هذه الفترة التاريخية لأنها وضعت نهاية لحكم المسلمين في بلاد الأندلس والذي دام أكثر من 8 قرون، فلقد استمر حكم المسلمين للبلاد 800 عام دون انقطاع، وكان لحكم المسلمين لغرناطة وما حولها من بلاد الأندلس تأثير فعال وعلامة مميزة في تاريخ هذه البلاد، فعندما دخل المسلمون إلى شبه جزيرة (أيبيرية) – الأندلس فاتحين عام 711 م، بقيادة طارق بن زياد أشاعوا فيها الخير والسلام والسماحة والعدل والرقي والازدهار، وأقاموا بها حضارة عريقة لاتزال آثارها واضحة في معالم إشبيلية وغرناطة وقرطبة وطليطلة، هذا الحكم الذي ظل لمثل هذه الفترة الطويلة وكان له عظيم الأثر انتهى وزال بسقوط غرناطة بعد توقيع معاهدة التسليم وما تبعها من انتهاء الحكم الإسلامي في المنطقة ككل.

فيديو قد يعجبك: