إعلان

خطبة الجمعة: حب الوطن عقيدة لا ترتبط بالمكاسب والمصالح.. وخدمته شرف

01:05 م الجمعة 05 أكتوبر 2018

خطبة الجمعة: حب الوطن عقيدة لا ترتبط بالمكاسب والم

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
كتب - أحمد الجندي:
نشرت وزارة الأوقاف موضوع خطبة الجمعة اليوم والتى حملت عنوان"مكانة الأوطان ومنازل الشهداء"، وأكدت وزارة الأوقاف على جميع الأئمة الالتزام بنص الخطبة أو بجوهرها على أقل تقدير مع الالتزام بضابط الوقت ما بين 15 – 20 دقيقة كحد أقصى.
وأكدت الوزارة فى بيان لها ثقتها فى سعة أفق أئمتها العلمى والفكرى، وفهمهم المستنير للدين، وتفهمهم لما تقتضيه طبيعة المرحلة من ضبط للخطاب الدعوى، مع استبعاد أى خطيب لا يلتزم بموضوع الخطبة.

ويقول نص الخطبة:

إن حب الوطن ليس مجرد كلمات تقال أو شعارات ترفع، إنما هو سلوك وتضحيات، الجندي بثباته وصبره وفدائه وتضحيته، والشرطي بسهره على أمن وطنه، والفلاح والعامل والصانع بإتقان كل منهم لعمله، والطبيب والمعلم والمهندس بما يقدم كل منهم في خدمة وطنه، وهكذا في سائر الأعمال والمهن والصناعات يجب على كل منا أن يقدم ما يثبت به ان حبه للوطن ولاء وعطاء لا مجرد كلام أو أماني أو أحلام.
واضاف نص الخطبة الموحدة أنه لا ينبغي أن يكون شأننا مع أوطاننا قائما على حساب المصالح والمكاسب، فمن أُعطي ما يريد بحق أو بدون حق رضي، ومن لم يُعط ما يريد ولو بغير حق انتفض انتفاضالموتور، شأنه في ذلك شأن من يتعاملون مع دين الله عز وجل بحساباتهم المادية الضيقة.
ومما لاشك فيه أن خدمة الوطن شرف عظيم، والعمل على بناء الدولة ورفعتها ورقيها وتقدمها مقصد شرعي ووطني، لأن حب الوطن والولاء والانتماء له وإدراك مكانته قيمة إنسانية راقية، لا يشعر بها ولا يقوم بواجبها إلا أصحاب الفطر السليمة، والمبادئ القويمة، فالوطن ليس مجرد بقعة من الأرض نعيش عليها، فالوطن حياة وهوية وأمانة.
وتابعت الخطبة: ولقد اقترن حب الأرض في القرآن الكريم بحب النفس، فقال تعالى (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ ۖ وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا )، فلقد بينت الآية شدة تعلق النفس السوية بوطنها، وأن الإبعاد عنه عقوبة مؤلمة، لذا جعل الشرع الحنيف الإبعاد عن الوطن عقوبة للمفسدين في الأرض، قال تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ۚ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
والمتأمل في سيرة النبي الكريم يجد أنها مليئة بالمواقف والأحداث التي تدل على حبه لوطنه وشوقه إليه، ودفاعه عنه، سواء حيث نشأ بمكة، أم حيث أقام بالمدينة.
ومن أولى الواجبات في هذه الأيام إدراك قيمة الوطن والشعور بمكانته، خاصة في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها منطقتنا العربية، لذا يجب علينا نشر ثقافة الولاء والعطاء والفداء بين الشباب من خلال المناهج الدراسية، والندوات والبرامج الإعلامية، فالوطن هو السفينة التي يجب على الجميع الحفاظ عليها حتى تنجو وننجوا معها.

فيديو قد يعجبك: