إعلان

بعد تصريحات "العوضي" عن أحكام التلاوة.. تعرف على نشأة علم التجويد وحكم الصلاة بدونه

03:03 م السبت 30 مايو 2020

احمد العوضي في دور عشماوي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتبت – آمال سامي:

أثار لقاء الفنان أحمد العوضي مع الإعلامي وائل الإبراشي جانبا من الجدل على السوشيال ميديا بعدما تحدث عن تعلمه لأحكام التلاوة والتجويد ليؤدي دور "الإرهابي هشام عشماوي" الذي كان يقرأ القرآن، وقال العوضي في وصفه لقراءة شخصية هشام عشماوي للقرآن: "وهو قاعد مع نفسه بيقرأ قرآن هيقرأه بطريقة عشماوي وبطريقتهم كمان مش بطريقتي انا وطريقة سيادتك"، وهو ما أثار استهجان البعض من رواد السوشيال ميديا حول ما قاله العوضي باعتبار أن أحكام التلاوة والتجويد ليست طريقة الإرهابيين، وذكر بعضهم أن أحكام التلاوة والتجويد يجب أن يتعلمها الجميع حتى تصبح صلاته صحيحة وإلا كانت الصلاة باطلة، فهل تعلم أحكام التجويد واجب شرعًا لا تصح الصلاة إلا به؟ وهل التجويد وأحكام التلاوة خاصة بالمتشددين؟



فما هو معنى التجويد ومتى نشأ؟
نشأ علم التجويد مع نزول القرآن الكريم، فنزل القرآن مجودًا، أي مقروءًا بأحكامه، واختلف في أول من وضع قواعده فقيل أبو الأسود الدؤلي وقيل الخليل بن أحمد، المهم ان حاجة المسلمين قد زادت إليه بعد اتساع رقعة الدولة الإسلامية واختلاط العرب بالعجم الذين لا يجيدون العربية، يقول أحمد عبد السميع الشافعي في كتابه "زاد القاريء والمقريء في السفر" أن أول قصيدة كتبت في علم التجويد كانت قصيدة لأبي مزاحم الخانقاني المتوفى سنة 325 هـ، وبدأ التأليف والتدوين في علم التجويد كعلم مستقل في القرن الرابع الهجري.

والتجويد لغة مأخوذ من مادة "جيد" وهو نقيض الرديء، وجاد الشيء جُودة وجَودة أي صار جيدًا، وفي الاصطلاح: هو إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها مراتبها، ورد الحرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، وإشباع لفظه، وتلطيف النطق به، على حال صيغته وهيئته، من غير إسراف ولا تعسف، ولا إفراط ولا تكلف.

رأي دار الإفتاء في الحكم الشرعي لقراءة القرآن بالتجويد

لدار الإفتاء المصرية عدة فتاوى بخصوص تجويد القرآن الكريم، ومنها فتوى بحثية هامة ومفصلة اصدرتها بتاريخ 25 مارس 2014، ذكرت فيها أن الواجب شرعًا في قراءة القرآن هو النطق بالكلمة كما ينطقها العربي قدر المستطاع، أما أحكام التجويد "الزائدة عن أصل الكلمة العربية كالمد والغن ولا تخرج الكلمة عن معناها الذي وضعت له في اللغة فالراجح عندنا أن مثل هذا غير واجب"، وذكرت الدار أن التزام قاريء القرآن بأحكام التجويد هذه هو أمر مندوب إليه أي مستحب ومفضل لكنه ليس واجبًا على المسلم.

واستندت الدار في هذا الرأي على ثلاثة أدلة وهم:

1. ان القرآن نزل لجميع العرب ولهجاتها مختلفة، وكانت هناك رخصة للقراءة بما تفهمه قبائل العرب، ودليل ذلك ما رواه الشيخان –البخاري ومسلم في صحيحيهما- عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ القَارِيِّ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ، يَقْرَأُ سُورَةَ الفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وسَلَّمَ أَقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّي سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لِي: أَرْسِلْه، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اقْرَأ، فَقَرَأَ، قَالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ لِي: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: "هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ القُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ".
2. وتعلق دار الإفتاء على هذا التيسير بأنه يصعب على العقل أن يقر الإسلام القبائل على لهجاتها ولو اختلفت المرادفات وفي الوقت ذاته يوجب التجويد الزائد.

3. اختلاف القراء في كثير من أحكامه دليل على عدم وجوبه.

4. ما استدل به العلماء الذين يرون وجوب الترتيل او التجويد ليس قويًا، فقوله تعالى: "ورتل القرآن ترتيلًا" يعني الترسل في الأداء، "وهذا الوارد عن تفسير أئمة التفسير من السلف في قوله تعالى: ﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا﴾ [المزمل: 4]: [قال ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: بَيِّنْهُ بَيَانًا. وَقَالَ الْحَسَنُ: اقْرَأْهُ قِرَاءَةً بَيِّنَةً. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: تَرَسَّلْ فِيهِ تَرْسُّلًا. وَقَالَ قَتَادَةُ: تَثَبَّتْ فِيهِ تَثَبُّتًا. وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا: اقْرَأْهُ عَلَى هَيْنَتِكَ ثَلَاثَ آيَاتٍ أَوْ أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا".

على الرغم من ذلك، ففي فتوى سابقة للدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، حول تجويد القرآن هل هو فرض عين أم فرض كفاية، أكد جمعة أن قراءة القرآن بالتجويد واجبة، فذكر جمعة أن تجويد القرآن فرض يجب على كل قادر أن يقوم به وأن يتعلمه، ولكن حتى يتعلم القاريء التجويد عليه أن يقرأ القرآن أيضًا ويمرن لسانه عليه، فلابد أن يتدرب اللسان على النطق بالقرآن، يقول جمعة "فنحن أمام مرحلتين مرحلة لا نجيد فيها التجويد بل نتدرب عليه شيئًا فشيئًا حتى نصل إلى كمال التجويد وان نقرأ القرآن كما نزل، وحين إذ يحرم علينا أن نقرأ القرآن إلا بالتجويد لأننا قد تعلمناه فلا نتركه".



هل تصح الصلاة بدون أحكام التجويد؟

في فتوى سابقة لدار الإفتاء المصرية في إحدى حلقات بثها المباشر، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يتسائل صاحبه هل الصلاة خلف إمام لا يجيد التجويد صحيحة أم لا، وأجابه الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلًا أن الصلاة تصح بدون تجويد، فعدم الإلتزام بأحكام التجويد كالمدود والغنن والإخفاء لا يترتب عليه بطلان الصلاة، وإن كان الأولى أن يكون الإمام يجيد القراءة بأحكام التجويد، وأكد شلبي أنه في حال عدم وجود الإمام المجيد لأحكام التجويد، فالصلاة وراء من يخطيء في أحكام التجويد صحيحة ولا شيء فيها.

فيديو قد يعجبك: