إعلان

الاستعداد والاستقبال لموسم الحج

د- رابعة عيد عبد الفتاح حسن

الاستعداد والاستقبال لموسم الحج

07:58 م الإثنين 19 يوليو 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

بقلم.. د- رابعة عيد عبد الفتاح حسن

عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية والرصد

الحجّ هو الرُّكن الخامس من أركان الإسلام، والجامع لكافة أركان الإسلام الأخرى ، والاستعداد لاستقباله في كل عام من كافة جموع المسلمين من مظاهر الإيمان التي تظهر تعظيم هذه الشعيرة :

حيث قال - تعالى -: ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) سورة الحج: الآية .32

- فيسن لجميع المسلمين - سواء أكانوا حجاجًا يؤدون الفريضة أم غير حجاج - يسنُّ لاستقبالهم موسم الحج الإكثار من التّكبير ، وصيغة التكبير: «الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد» ، وهناك صيغ أخرى .

- أيضا التهليل ، والتحميد ، والذكر ، والاستغفار ، والصلاة على النبي - صل الله عليه وسلم- والجهر بذلك في المساجد ، والمنازل ، والطرقات ، وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهارًا للعبادة ، وإعلانًا بتعظيم الله تعالى .

قال الله - تعالى - : { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ }(سورة الحج : 28 )

- وكثرة التصدق ، وقراءة القرآن ، وبر الوالدين ، والإحسان إلى الجار، والدعاء ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر وغيرها ، وتجهيز الأضحية بالشروط التي تصح بها الأضحية.

ومن يريد أداء فريضة الحج فاستقباله للموسم يكون بما يلى:

1- قضاء ديونه قبل حجه ، واستخارة الله - تعالى - ، والاستخارة هذه ليست للحج نفسه ، فإنه لا استخارة في فعل الطاعات ، لكن للأداء هذا العام إن كانت الحجة نافلة ، أو مع هذه القافلة .

2- البدء بالتوبة ، وإخلاص النية ، وأن يقضي ما قصر فيه من العبادات وهذا يتعلق بالحقوق المحضة لله - تعالى - ، ورد المظالم لأهلها ، وأن يستسمح خصومه وكل من له معاملة لديه، وهذا يتعلق بحقوق العباد .

وقد قال الرسول – صل الله عليه وسلم – في الحديث الذي رواه عنه أبو هريرة – رضي الله عنه- قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من حج لله فلم يرفث، ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمه» أخرجه البخاري في صحيحه : 2/ 133، حديث رقم ( 1521) باب : الحج المبرور.

فغفران الذنوب في هذا الحديث النبوي الشريف يقف عند الحقوق الخاصة بالله –عز وجل - أما الحقوق الخاصة بالعباد فهذا الحديث لا ينطبق عليها ، والمخرج الوحيد يكون برد المظالم إلى أهلها وقضاء الديون وطلب السماح منهم .

- التجرد من الرياء والسمعة والفخر قال - تعالى - : ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (البقرة: 197) .

- الاجتهاد في تحصيل النفقة الحلال الخاصة بأداء الحج، فإنه لا ثواب للحج بالمال الحرام.

- كتابة وصيته ، ويشهد عليها ، ويوكل من يقضي عنه ما لم يتمكن من قضائه، ويترك لأهله ومن تلزمه نفقته نفقتهم إلى حين رجوعه.

- يستحب له أن يشاور من يثق بدينه وخبرته في تدبير أموره، ويتعلم أحكام الحج وكيفيته.

- أن يودع أهله وإخوانه ويستسمحهم، ويطلب دعاءهم، ويذهب إليهم لذلك ؛ وأما هم فيسن لهم أن يذهبوا إليه عند قدومه.

- أن يصلي ركعتين قبل أن يخرج من بيته وبعد الرجوع إلى بيته ، وأن يقول عقب الصلاة حين يخرج : اللهم إليك توجهت، وبك اعتصمت ، وعليك توكلت ، اللهم أنت ثقتي وأنت رجائي ، اللهم اكفني ما أهمني ، وما لا اهتم به ، وما أنت أعلم به مني ، عزَّ جارك، ولا إله غيرك ، اللهم زودني التقوى، واغفر لي ذنوبي ، ووجهني إلى الخير أينما توجهت، اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب ، والحور بعد الكور، وسوء المنظر في الأهل والمال.

- إذا خرج يقول: " بسم الله: ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، توكلت على الله، اللهم وفقني لما تحب وترضى، واحفظني من الشيطان الرجيم ، ويقرأ آية الكرسي ، وسورة الإخلاص، والمعوذتين، وإذا ركب للسفر يقول: بسم الله، والحمد لله الذي هدانا للإسلام ، وعلمنا القرآن ، ومنّ علينا بمحمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الذي جعلني من خير أمة أخرجت للناس، سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين، وإنا إلى ربنا لمنقلبون، الحمد لله رب العالمين.

واستعداد واستقبال المسلمين للحج بالأعمال الطيبة في الأيام العشر من أول شهر ذي الحجة وذلك لأن الله – تعالى - أقسم بها في كتابه العزيز، فقال: " والفجر * وليال عشر " (سورة الفجر آية : 1 ،2) فالقسم بالشيء دليل على أهميته ، وعظم نفعه.

- والرسول – صل الله عليه وسلم- بين أن أفضل الأعمال يكون فيها، ففي الحديث الذي رواه ابن عباس عنه – صل الله عليه وسلم قال: «ما العمل في أيام أفضل منها في هذه؟» قالوا: ولا الجهاد؟ قال: «ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله، فلم يرجع بشيء» أخرجه البخاري : 20/20 ، حدبث رقم ( 969). عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل أيام الدنيا أيام العشر . صحيح الجامع الصغير: 1/ 253 . (1133)

- هذه الأيام تجتمع فيها أمهات العبادات فيه ، وهي الصلاة والصيام ، والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره.

- الصيام: فالصيام في هذه الأيام العشر التي هي أفضل أيام الدنيا، الثواب والأجر فيها كبير، وصوم يوم عرفة الأجر فيه أكبر وأعظم ، وصومه هذا خاص بالنسبة لغير الحاج ، فيوم عرفة من فضائله أنه يغفر فيه ذنوب عامين ، أما الحاج ، فلا صوم عليه حتى لا ينشغل بالصوم عن العبادات..

بهذا يكون استعداد المسلمين لاستقبال موسم الحج سواء أكانوا حجاجًا يؤدون الفريضة أم غيرهم:

فليحرص المسلم على مواسم الخير، فإنها سريعة الانقضاء ، وليقدِّم لنفسه عملًا صالحًا يجد ثوابه ، فإن الثواب قليل، والرحيل قريب ، والطريق مُوحش ، والاغترار غالب ، والخطر عظيم، والله تعالى بالمرصاد وإليه المرجع والمآب، {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ . وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (الزلزلة:7-8).

إعلان