إعلان

عجباً للبشر.. يحذرون الطعام مخافة المرض ولا يحذرون الذنوب مخافة النار

12:38 م الإثنين 29 يناير 2018

عجباً للبشر.. يحذرون الطعام مخافة المرض ولا يحذرون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد قادوس:

إن تفويض الأمر إلى الله تعالى والتوكل عليه، مطلوب في كل أمر مراد من أمور الدين والدنيا، وقد أمر به الوحي في نصوص كثيرة، لقوله تعالى: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}.. [المائدة : 23].

فإن الحاصل هنا، أن تفويض الأمر إلى الله في كل امورنا هو بمعنى التوكل على الله تعالى، واللجوء إليه في تحقيق هذا المعني والتفويض في أمر العبد كله، حسن مطلوب، والتوكل على الله من أجل العبادات.

ولقد أمر الله سبحانه وتعالى العبد بالتوكلِ عليه وحده، فالتوكل على الله عز وجل هو سِمةُ العبد الصادق، وبه أمر الله الأنبياء والمؤمنين، والتوكل هو صدق اعتماد قلب المسلم على الله سبحانه في استجلاب المصالح، ودفع الضرر من أمور الدنيا والآخرة، وتوكيل جميع أموره إليه، وإيمان العبد إيماناً جازماً بأنه لا يعطي إلا الله، ولا يَمنع إلا الله، ولا يَنفع غيره سبحانه، ولا يَضر سواه.

قال سعيد بن جبير: (إن التوكل جِماع الإيمان)، وقال وهب بن منبه (غايةُ المؤمن القصوى التوكل).

فالتوكل على الله دليل صحةِ إيمان العبدِ وصلاح قلبهِ، وهو اعتراف العبد الكامل بربوبية الله، وتسليمه كل أموره للخالقِ الواحد، المتصرف بجميعِ أمورهِ، والمدبر الوحيد لأحوالهِ صغيرها وكبيرها.

وقد يرتكب الأنسان ذنوباً وأخطاءً كثيرةً في حياته قد تكون بقصدٍ أو بغير قصد، ولكن الفِطرة السليمة تدعو المسلم إلى أن يبقى نقياً طاهراً، فكلما أذنب المسلم ذنباً بادر بالتوبة والاستغفار حتى يعودَ نقياً طاهراً، ولكن بعض الذنوب يترك إدمانها حرقةً في القلب، ووجعاً في الضمير، وتثقل صاحبها بالهم والحزن، وتجلب له المصائب والأسقام ناهيك عن غضب الله عليه؛ فقد ورد عن رسول الله عليه الصلاة والسلام، قوله: (بعثت بين يديِ الساعة بالسيف حتي يعبد اللهُ وحدَه، لا شريكَ له، وجعل رزقي تحت ظل رمحي، وجعل الذل والصغار على من خالف أمري، ومن تشبه بقومٍ فهو منهم).

لذلك فإن المؤمن الحق يَسعى لاجتنابِ الذنوب وعدم الخوض فيهاً مُطلقاً، ناهيك عن أنّه إن أذنب فإنه يبادر بالتوبة والرجوع إلى الله فوراً دون تردد.

* كيفية ترك الذنوب والرجوع الي الله:

عدم الإصرار على المعصية، حيث إن ذلك أخطر من المَعصية نفسها، فالإنسان الذي يقنع نفسه بأنه لا يعصي الله ولا يرتكب محرماً مع معصيته الحقيقية لله فإنه يكون قد جاهر الله في المَعصية وعانده في التوبة، مما يزيد من بعده عن الله ويجعل الله لا يَقبل توبته إن تاب وهو على هذه الحالة.

اليقين بأن الله سبحانه قادر على مَغفرة الذنوب، فهذه القناعة إذا ترسخت في نفس العبد سيكون لها أثرٌ كبيرٌ في جلب الراحة النفسية للإنسان، وتسهل له طريق التوبة والبعد عن المعاصي قال الله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}.. [الزمر : 53].

فيديو قد يعجبك: