إعلان

سُنّة قيام اللّيل (2).. أسرارٌ وبركات

01:00 ص الجمعة 05 أكتوبر 2018

ارشيفية

كتب - سارة عبد الخالق:

قيام الليل من العبادات التي لها سحر ومذاق وشعور مختلف يشعر بها من يحرص عليها، فهي عبادة تحرم العبد لذة النوم والراحة لتنقله إلى لذة من نوع آخر لذة الخشوع والوقوف بين يدي الله تاركاً كل شيء ليخلو بنفسه مع رب العالمين. يقول الله تعالى في سورة السجدة الآية 16: { تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ...}.

فهذه العبادة العظيمة التي يحرص عليها البعض ويتركها الكثيرون تقرّب العبد من ربه. جاء في حديث عمرو بن عبسة – رضي الله عنه – أنه سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: (أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن).. أخرجه الترمذي.

وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).. صحيح البخاري.

وكان الإمام أبو حنيفة – رحمه الله – يحيي نصف الليل، فمر بقوم فقالوا إن هذا يحيي الليل كله، فقال: إني أستحيي أن أوصف بما لا أفعل، فكان بعد ذلك يحيي الليل كله، ويروى أنه ما كان له فراش – وفقا لما جاء في (إحياء علوم الدين) لأبي حامد الغزالي.

وكان الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- كما قال عنه ابنه عبد الله: كان أبي يقرأ كل يوم سبُعا، وكان ينام نومة خفيفة بعد العشاء، ثم يقوم إلى الصباح يصلي ويدعو، وفقاَ لما ذكره شمس الدين الذهبي في كتابه (سير أعلام النبلاء).

ومن أسرار قيام الليل :

- صفاء النفس: تحدث محمد أمين شيخو في كتابه (أسرار السبع المثاني) عن سر من أسرار قيام الليل قائلاً: "قيام الليل: النفس تكون في صفاء بعد النوم، فركعتين تكفيها لتوجيه النفس إلى الله تعالى ونوال الخيرات، أُمر رسول الله – صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ.. }، تهجد: تهيأ للخيرات، {نَافِلَةً لَّكَ}: غنيمة، بالليل تتعلم، بالنهار تطبق وتعرف، {.. عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [لإسراء : 79]، شفيعا للعالمين تدل الناس على الحق ويُسعدك بهم، ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر، وقوله تعالى: { وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ..} يتبين أن التهجد أيضا صلاة قيام الليل".

ويضيف الكاتب أن: "صلاة الليل وتفصيلها نرجع فيها إلى سورة المزمل"، مشيرا إلى قوله تعالى: "{إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}.. [المزمل : 6] لما فيه من الصفاء النفسي والوجهة الصادقة الخالصة لله، وما ينتج عنها من إقبال على الله (والإقبال خير ما تشتهيه الأنفس).. وعروج في النعيم والفضل الإلهي، وما يساورها من سعادة كبرى".

- الرحمة ومغفرة الذنوب: "فعن أبي هريرة- رضي الله عنه - عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم: (رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، ثم أيقظ امرأته فصلت، فإن أبت نضح في وجهها الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلت ثم أيقظت زوجها فصلى، فإن أبى نضحت في وجهه الماء).. رواه أبو داود والنسائي"، وفقا لما جاء في (صفة صلاة قيام الليل) – مجموعة أحكام وآداب منتقاة من أمهات الكتب للشيخ محمد بن صالح بن سليمان الخزيم.

- من أسباب دخول الجنة والسعادة الأبدية: "فعن عبد الله بن سلام - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام).. رواه الترمذي".

- إجابة الدعاء: عن جابر بن عبدالله- رضي الله عنه - سمعت رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: (إن في الليل لساعة، لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله خيرا من أمر الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه، وذلك كل ليلة).. صحيح مسلم.

فيديو قد يعجبك: