إعلان

فوائد صحية واجتماعية لتناول ” الذهب الأخضر “

01:59 م الأربعاء 13 يونيو 2012

فوائد صحية واجتماعية لتناول ” الذهب الأخضر &

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث
تعرض الكثيرون من أبناء الأرجنتين إلى الوقوف على حافة الانهيار العصبي بسبب نقص كميات شاي الأعشاب المعروف بإسم ” ميتيه ” المعروضة في المتاجر والسوبرماركت نتيجة توقف الإمدادات مؤخرا لخلافات حول السعر، فهذه النوعية من الأعشاب تستخدم في إعداد مشروب شعبي منتشر على نطاق واسع في البلاد.ويعرف هذا النوع من المشروب أيضا باسم يربا ميتيه ( ويربا كلمة أسبانية تعني عشب بري )،  ويشير إليه خبراء الاقتصاد المحليون بوصف ” الذهب الأخضر “.ويعد تناول هذا الشاي العشبي من الأمور الشائعة بين جميع الطبقات الإجتماعية في الأرجنتين.ونظرا لأهمية هذه النوعية من الشاي تم تنفيذ مشروع اسمه ” طريق يربا ميتيه ” وهو منطقة حافلة بمزارع الشاي العشبي ومصانع إنتاجه وتنظم إليه رحلات للتعريف بطرق زراعته وحصاده وتصنيعه، ويقول مدير المشروع أليخاندرو جروبر إن المشروب هو رمز لكون المرء أرجنتينيا كما أنه يعمل على تهدئة الروح ويساعدنا على التواصل الاجتماعي، وهو نوع من الطعام يملأنا بالطاقة وهو أيضا همزة وصل مع الأصدقاء وفي نفس الوقت هو صديق مخلص في أوقات الوحدة.ويستمتع أهالي الأرجنتين بتناول شاي ميتيه عند الإفطار أو وقت تناول الوجبات الخفيفة وفي المنزل وأماكن العمل أو خلال فترة الإستراحة.كما يحتسون المشروب أثناء الثرثرة مع الأصدقاء وأثناء استذكار الدروس وأثناء الاسترخاء على الشواطىء، في أيام البرد وأوقات الحر خاصة في الشمال الأرجنتيني حيث يستمتعون بمذاق مشروب ” تيريري ” وهو نوع من شاي ميتيه البارد الممزوج بعصائر الفاكهة وقطع الثلج.والأنواع المعروفة والمتداولة من المشروب تقدم دائما مع مصاصة شرب معدنية يطلق عليها اسم ” بومبيلا “.وثمة نوع آخر من المشروب يتم إعداده من أوراق ميتيه المحمصة ويعد عنصرا غذائيا مهما في المنظومة الغذائية الأساسية للشرائح الفقيرة في المجتمع الأرجنتينيوتقول خبيرة الزراعة خوسفينا أرمندارس وهي مستشارة لدى شركة محلية شهيرة لإنتاج هذا المشروب إن يربا ميتيه يحتوي على قيمة غذائية عالية ويتمتع بخصائص مفيدة عديدة.كما يعد المشروب غنيا بالمواد المضادة للأكسدة حيث يحتوي على مادة بوليفينولز كما يعد مشروبا للطاقة بفضل احتوائه على مادة تشبه الكافيين وهي مادة فعالة في مجموعة مضادات الأكسدة.ويضيف أرمندارس إن ميتيه يعد مصدرا رئيسيا للفيتامينات مثل ” بي كومبلكس ” و” أ ” و ” سي ” و ” إي ” كما يحتوي على الأملاح المعدنية مثل الفوسفور والبوتاسيوم والماغنسيوم والمنجنيز والحديد والكالسيوم والصوديوم.وبدأ تاريخ ميتيه منذ عدة قرون، فقبل وصول الأسبان إلى العالم الجديد قام الهنود الحمر من قومية جيوراني في أمريكا الجنوبية بنقع أوراق عشب يربا في الماء أو إعداد مشروب ميتيه مع الماء في آنية طبيعية مصنوعة من ثمار فاكهة مثل البطيخ أو القرع واحتساءه باستخدام قصبة للشرب مصنوعة من القش.وتنمو شجرة يربا ميتيه بشكل حصري في مساحة تغطي الشمال الشرقي من الأرجنتين وجنوبي بارجواي وجنوب غربي البرازيل، ويمكن أن يصل ارتفاع الشجرة إلى 25 مترا في المناطق البرية، وفشلت جميع الجهود في زراعتها في مناطق أخرى.وقام السكان الأصليون من قومية جيوراني بتعليم البعثات التبشيرية لليسوعيين الكاثوليك بتناول شراب ميتيه، وفي القرن الخامس عشر بدأ الفلاحون في زراعة نبتات يربا ميتيه.وتوجد مزارع يربا ميتيه في ولايتي كورينتيس وميسيونيس، وتبلغ نسبة المزارع الصغيرة التي تبلغ مساحة الواحدة منها عشرة هكتارات ما يقرب من 70 في المئة، ويتم جني محصول عشب ميتيه يدويا باستخدام المقص ومناشير صغيرة، وأدخلت مزارع قليلة أجهزة حديثة للحصاد.ويقوم المزارعون بمعالجة أوراق النبات وبعض الأغصان الصغيرة وتجفيفها في درجة حرارة عالية لمنع عملية التأكسد وفساد الأوراق، ثم يتم طحن الأوراق وتحويلها إلى مسحوق وتترك لتكتسب مذاقها ورائحتها العطرية.وتنتج الأرجنتين حاليا نحو 300 ألف طن من يربا ميتيه سنويا، وتصدر منها نحو 30 ألف طن إلى سوريا ولبنان حيث أصبح المشروب يلقى إقبالا من مواطني الدولتين.وأعلنت الأرجنتين أن ميتيه هو مشروبها الوطني عام 2010 وفي عام 2004 أنشأ المسئولون بقطاع السياحة ” طريق يربا ميتيه ” ويضم منشآت يتم فيها زراعة يربا ميتيه بولايتي كورينتيس وميسيونيس.ويمكن لآلاف الزوار الذين يسافرون إلى شلالات إيجوازو إضافة القيام بجولة في طريق يربا ميتيه على جدول الرحلة لاستكشاف طريقة زراعة العشب إلى جانب مجموعة من الفعاليات الثقافية والمتعلقة بالأطباق الشهية للمنطقة.ويمكن احتساء شراب يربا ميتيه من كوب مصنوع من ثمار أنواع من الفاكهة الجافة باستخدام قصبة معدنية للشراب، كما يمكن الإستمتاع به بإضافته كنكهة للآيس كريم أو المشروبات الكحولية أو صوص الإسباجيتي أو إضافته لمكونات البيتزا أو لمكونات حلوى ألفاخورس الأرجنتينية الشهيرة.وتعرض الفنادق الموجودة على ” طريق يربا ميتيه ” تناول المشروب مع وجبة الإفطار إلى جانب أصناف شهية أخرى في قائمة الطعام يدخل هذا العشب في مكوناتها الأساسية، كما يتوافر في حمامات الفنادق أنواع من الصابون مصنوعة من هذا العشب.ولدى كل شخص طريقة خاصة به لإعداد أفضل أنواع مشروب ميتيه غير أن الجميع يدركون أن تخمير ميتيه يعد ضربا من الفن.والخطوات الأساسية لإعداد المشروب هي : إملأ كوب ميتيه بنحو ثلاثة أرباعه بشاي يربا ميتيه. ثم املأ الكوب الذي يمكن أن يصنع من ثمار الفاكهة الجافة أو الخشب أو المعدن أو الزجاج أو حتى الكوب الحديث المصنوع من السليكون بالماء الساخن بدرجة 80 مئوية إلى أن تمتصه أوراق الشاي، ويوصي البعض بتخمير الأوراق داخل ماء فاتر أولا حتى لا تحترق. بعد ذلك أضف مزيدا من الماء إلى أن تتشبع الأوراق بالماء تماما.وثمة نصيحة تقدم هنا وهي إمالة الكوب قليلا حتى يتكوم عشب يربا ميتيه على جانب واحد ويتم تشكيل تجويف توضع فيه قصبة الشرب لبدء الإحتساء.ولكن هناك تحذير : فيجب إعداد كوب شاي ميتيه بأعلى درجة من العناية، ويقولون في الأمثال إن إعداد مشروب مذاقه مر هو أسلوب لإظهار عدم المبالاة كما أن تخمير مشروب حلو المذاق هو علامة على الصداقة.أما إذا كانت حلاوة المشروب زائدة فقد يعني ذلك قرب خطوبة إنسان وإذا كان ساخنا للغاية فيعني قوة العاطفة، أما إذا كان يغلي فهو إشارة إلى مشاعر الكراهية بينما إذا كان المشروب باردا جدا فيعني ذلك مشاعر الاحتقار.ويمكن الاستفادة من أوراق العشب المعدة مرة أخرى بإضافة الماء الساخن عدة مرات وفقا لما هو مرغوب فيه حتى يتم استنفاد المذاق، وعندما تفقد الأوراق لونها وتطفو الأغصان الصغيرة على سطح الماء ويفقد المشروب مذاقه عمليا يكون الوقت قد حان لإنهاء جلسة احتساء المشروب.

فيديو قد يعجبك: