إعلان

محطة مياه لقرية فقيرة.. مشروع تخرج خيري لطلاب هندسة: "قلنا نبدأ حياتنا بخير"

01:19 م الأحد 05 يونيو 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبدالرحمن:

طيلة 3 أشهر، ظل محمد كمال الطالب بالفرقة الأخيرة بكلية هندسة شبين الكوم بالمنوفية وعدد من أصدقائه، يبحثون عن فكرة مشروع خيري بسيط يقومون بتنفيذه قبل تخرجهم، رغبة منهم في بدء حياتهم العملية بعمل خيري يحمل مسمى الدفعة "46 هندسة"، أملا أن يحالفهم التوفيق في الفترة المقبلة، وأن يكون هذا العمل صدقة على أرواح زملائهم الذين فقدوهم قبل انتهاء العام الدراسي "قولنا الخير ده يكون هو مشروع تخرجنا من الكلية"، يقول محمد كمال.

"جمعنا الفلوس من الدفعة وبعدها فضلنا نلف على فكرة"، يقولها محمد الذي خاض رحلة طويلة هو وزملائه على عدد من الجهات بحثا على مشروع يقومون بإنشائه ولا يتعدى تكلفته إجمالي الأموال التي قاموا بجمعها، ليقترح عليهم أحد الطلاب الذهاب إلى مستشفى الجامعة وشراء عدد من أجهزة الغسيل الكلوي، حيث تساهم تلك الأجهزة في زيادة عدد المرضى الذين يخضعون لجلسات الغسيل يقول محمد "لما تواصلنا مع مدير المستشفى قال إن في وفرة في أجهزة الغسيل الكلوي لكن في أجهزة تانية ناقصة"، ليتفاجأ الطلاب بعد الاستفسار على أسعار تلك الأجهزة بتخطيها 250 ألف جنيه زيادة عن المبلغ الذي تم جمعه مما دفعهم إلى البحث عن بديل آخر.

1

"قولنا نعمل حملة إفطار المحتاجين طوال أيام شهر رمضان"، يستكمل الشاب، وهي الفكرة التي رحب بها زملائه لكن سرعان ما تم التغاضي عنها عقب التواصل مع إحدى الجمعيات الخيرية المتخصصة في الإطعام لمعرفة تكلفة إفطار عدد من الصائمين طوال شهر رمضان، والتي أخبرتهم أن سعر الوجبة الواحدة يتراوح ما بين 40 لـ 50 جنية، وهو ما يعتبر تكلفة مرتفعة يقول "100 شخص يوميا محتاجين من 4000 لـ 5000 جنية"، وهو ما يتخطى الـ150 ألف جنيه شهريا مقارنة بالمبلغ الذي تم جمعه.

"كنا محتارين نعمل إيه لحد ما فكرنا في مشروع سُقيا ماء في قرية فقيرة"، يقول معتز دياب أحد طلاب الدفعة، ليبدأ التواصل مع إحدى الشركات المتخصصة في حفر وتركيب محطات المياه، لتقترح عليهم الشركة عدد من القرى الفقيرة في بعض المحافظات منها قرية العيايدة إحدى قرى مركز الصف بالجيزة والتي يتعدى عدد سكانها 20 ألف نسمة وتعتبر ضمن أكثر القرى معاناة في قلة المياه الصالحة للاستخدام الآدمي يقول معتز "روحنا القرية وعرفنا أد إيه هي محتاجة لمحطة المياه"، وذلك نظرا للانقطاع المتكرر للمياه والذي يتعدى أسبوعا كاملا وتحديدا في موسم الصيف.

5555

يقول الدكتور محمد محمود داوود، مسؤول إحدى الشركات المتخصصة في سقيا المياه، الذي ذهب إلى القرية عقب مكالمة الطلاب لعمل معاينة والبحث عن مكان صالح لحفر البئر، مع تحديد السعة المطلوبة للمحطة وفقا لأعداد الأهالي بالقرية وتخدمهم المحطة يقول: "مياه الآبار الجوفية فيها مشاكل من ناحية نسب المعادن و الأملاح والشوائب"، لذا يتم اختيار أفضل المواصفات وجودة عالية في معدات المحطة حتى نستخرج مياه صالحة للشرب.

66

وتابع داوود، أن البئر من النوع الارتوازي على عمق 50 متر تحت سطح الأرض على الأقل وعمره الافتراضي قد يصل لـعشرات السنين، موضحا أن المحطة لديها القدرة على تنقية وضخ 20 متر مكعب على الأقل يوميا وقد يصل الرقم إلى 25 متر مكعب أو يزيد، مضيفا أن ذلك يرجع لاستخدام أفضل المكونات والمواتير والقطع ذات الجودة والكفاءة العالية ايضا، وكذلك المتابعة الدورية للمحطة وجدول صيانة الأعطال التى قد تطرأ "أهم حاجة متابعة أهالي القرية للمحطة والاستخدام الجيد لها والالتزام بخطوات التشغيل"

2

"كنا نعاني من مشاكل المياه وربنا كرمنا بالمحطة"، يقول كامل عبدالله، أحد أهالي القرية، يصف المعاناة اليومية التي يعيشها هو وأسرته بحثا عن المياه الصالحة للاستخدام الآدمي في القرى المجاورة التي بها محطات مياه "في قرى جمعوا فلوس من بعض وعملوا محطات ليهم"، وتابع كامل أنه بجانب المعاناة اليومية والمشقة تكلفة المياه ونقلها يقول "الجركن بجنيه بس طبعا عاوز عربية تنقل المياه من قرية لقرية".

فيديو قد يعجبك: