إعلان

بسبب لص.. ياسر وأسرته عاشا الرعب مرتين في حادث قطار طوخ

11:58 ص الإثنين 19 أبريل 2021

مستشفى بنها الجامعي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب وصور- عبدالله عويس:

هزة عنيفة في مؤخرة القطار، انقلب كل شيء رأسا على عقب. لحظات انطلقت فيها الشهادة على لسان ياسر حسين، وأغمض عينيه. لكنه نجا من الحادث، بكسور في اليد، وكدمات متفرقة، وغرز طبية بالرأس، بعد أن عايش الموت والرعب. هذه النجاة لم تكن كذلك في منزل ياسر، اتصلوا به ليطمئنوا عليه، فأخبرهم أحدهم على الهاتف «البقاء لله صاحب التليفون ده مات».

لم يكن يعرف ياسر، والذي كان عائدا من عمله بمنطقة السيدة زينب في القاهرة، متجها إلى منزله في المنوفية، أن بوقوع حادث القطار 949 مكيف، والمتجه إلى المنصورة، ستكون حقيبته وكل ما يملك من أوراق ثبوتية، وكروت الائتمان، وهاتفه المحمول وحقيبته بيد سارق، انتهز تلك اللحظات التي انقلبت فيها 4 عربات من مؤخرة القطار، في نهار صيف قائظ من رمضان الجاري، واستولى على الحقيبة بكل ما فيها وهرب، لكنه لم يغلق الهاتف، حتى جاءه اتصال من أسرة ياسر، المكونة من 4 فتيات وأمهم ووالده، فاتصلوا بينما هم في فزع للاطمئان عليه، فأجاب السارق، معزيا الأسرة، وأخبرهم بأن كل ما يملك الرجل معه، ثم أغلق الهاتف بعد ذلك: «وطبعا أنا هنا في المستشفى ولا داري بحاجة، والمصابين أسرهم بتوصل وأنا مش عارف أوصل لحد أصلا عشان تليفوني مش معايا».

كانت أسرة ياسر ذو الـ48 عاما، تبحث في كل مكان، يبحث أفرادها عن الرجل، إلى أي مستشفى انتقلت جثته، لكنهم لم يجدوها بأي مكان، ولما لم يحفظ الرجل أرقاما في ذاكرته، ساعده أحد الأفراد بمستشفى بنها الجامعي، ودون على موقع فيس بوك، رسالة تفيد بحياة الرجل، وأنه ينتظر أسرته هناك، وكان ذلك ما أوصلهم به، وحين رأوه كبروا وهللوا، فرحا بنجاته من الحادث، وكذب السارق الذي أجاب بدلا منه على الهاتف: «أنا لقيت البلد كلها قدامي، ومبقتش فاهم في إيه، لحد ما شرحولي اللي حصل».

كان الموقف صعبا على الطرفين، الرجل يتألم نتيجة الإصابة، ويحمل هم الأوراق التي ذهبت سدى، والاموال والهاتف اللذان سُرقا، والأسرة تبكي الرجل الذي حسبوه قد مات في الحادث، الذي خلف نحو 100 مصاب، و11 قتيلا، ولذلك كان اللقاء حارا :«يعني مكفاهوش إنه سرق الحاجة لا كمان خلاهم يعيشوا رعب صعب» يحكي الرجل، بينما كان عشرات الشباب ينقلون السحور والمواد الغذائية له ولمن معه بالمستشفى، فيشير إليهم، قبل أن يتحدث: «شباب أهو زي الورد، الحرامي ده لو كان منهم كان جابلي حاجتي وخلاني أطمن أهلي قبل ما يحصل فيهم اللي حصل ده».

فيديو قد يعجبك: