إعلان

"حوار الأروقة".. تصميم مصري يعيد الأمل لمدينة الموصل العراقية

11:35 م السبت 17 أبريل 2021

إعادة إعمار مجمّع جامع النوري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

قبل أيام قليلة أعلنت منظمة اليونسكو فوز تصميم لفريق معماري مصري لإعادة بناء المسجد النوري بمدينة الموصل بالعراق الذي دمره تنظيم داعش عام 2017، المسجد الذي شيده "نور الدين زنكي" عام 1172 م ليحول مدينة الموصل التي كانت تشبه الأرض الخربة في ذلك الوقت لمدينة ذات أهمية كبيرة يقصدها الناس للتجارة و للصلاة بالمسجد الشهير.

صورة 1

وأُعلن الفوز في مدينة بغداد ليتوج التصميم الذي قدمه ثمانية مهندسين مصريين بعنوان "حوار الأروقة" واختير التصميم ضمن 123 متنافسًا، مشاركاً فيه نهى منصور وهاجر عبد الغني ومحمود سعد ويسرا محمد ودكتور صلاح هريدي ودكتور خالد الديب ودكتور شريف فراج وطارق علي.

صورة 2

في سنوات نشأته الأولى عرف د.شريف فراج الكثير من مصطلحات العمارة والبناء بسبب عائلته المرتبطة بالبناء منذ الصغر، فكان طفلاً يخرج مع والده للمواقع ويتابع العمل ليكبر وفي داخله تلك الرغبة ليصبح مهندس معماري "دخلت فنون جميلة اسكندرية قسم عمارة وأثناء الجامعة كنت شخص نشيط، كنت بتفسح في مصر كلها وبشوف العمران في كل مكان و كل مدينة و اشو ف ازاي بيحصل مزج بين الثقافات الموجودة في مصر".

عقب تخرجه من الجامعة لم يفقد "فراج" نشاطه ليشارك في الكثير من المبادرات ويكمل دراسته العليا بالجامعة، ذهب ليطور بيوت في القرى الفقيرة لتصبح نموذجاً لباقي البيوت كي تعي الناس أهمية العمارة وما تضيفه لحياتها، وبعد فترة انضم لمبادرة "انقذوا الإسكندرية" لحماية التراث المعماري بالمدينة من الضياع ونشطت المبادرة منذ عدة سنوات.. "كانت من الحاجات المهمة اللي عملتها لكن للأسف كنا بنحس بإحباط طول الوقت بسبب استهداف المباني الأثرية في المدينة وهدمها ودة خلاها فترة صعبة بالنسبالي لاني مؤمن ان المعماري زيه زي راوي القصة بيسيب علامة للأجيال الجاية".
صورة 3

في شهر فبراير الماضي أعلنت اليونسكو عن المسابقة لاختيار تصميم لتنفيذه لإعادة إحياء المسجد الذي تهدم منذ ثلاث سنوات ليكون نواة لإعادة إعمار مدينة الموصل، فاجتمع "فراج" مع الأًصدقاء ليشكلوا فريقاً للعمل على التصميم ليخرج لنا التصميم في صورته النهائية "هو تصميم طموح بنسعى فيه اننا نعمل بؤرة نقدر من خلالها نحيي المدينة هي مدينة مهمة جداً لأنه منها ومن المسجد نفسه بدأت اول خطبة لأبو بكر البغدادي لإعلان تنظيم داعش".

المهمة التي وجد "فراج" نفسه وفريقه أمامها هي مهمة إنسانية توصل رسالة للعالم بأكمله بأن التنظيم الإرهابي انتهى وحان وقت عودة الأمور لنصابها، لكن الوصول لذلك التصميم لم يكن سهلاً إذ وجد الفريق نفسه أمام الكثير من التحديات والصراعات والاختلافات الفكرية بينهم "التصميم بلا أسوار و بلا محددات.. ساحة بتجمع الناس كلها باختلافاتها وكانت اليونسكو مشترطة وجود عناصر معينة زي المدرسة واحنا وفينا الاشتراطات وأكتر لأننا فكرنا في ايه اللي مجتمع محتاجه في الفترة دي".

أثناء البحث وقبل وضع التصميم حرص "فراج" وفريقه على الاطلاع على الوضع المجتمعي وحجم الدمار الذي لحق بالمدينة ليكون التصميم بالنسبة لهم بمثابة الأمل في عودة المدينة التاريخية لمجدها وعودة سكانها من جديد.. "أتمنى المشروع يمنحهم الأمل بعد كل اللي خاضوه ".

صورة 4

في طفولته أحب طارق علي الرسم و رشح له الأهل دخول كلية الفنون الجميلة قسم العمارة ليصبح مهندس درس الفنون التي أحبها.."ميزة العمارة ان الواحد بيشتغل بشغف حقيقي و انا بشتغل بكون بحب اللي بشتغل فيه ومتحمس له لأنه شغل مرتبط بالإبداع زي الفن و التصميم بيدينا مساحة ابداع واسعة "، حيث تلقى "علي" دراسته في الجامعة على يد د:صلاح هريدي ود:شريف فراج الذي كان معيداً وقتها، ليتخرج "طارق" عام 2011 ويسافر للقاهرة ليعمل ويستقر بها.

بعد اكتمال الفريق لوضع التصميم التحق بهم "طارق" بترشيح من د "فراج" للاستفادة من خبرته في التصميم وسرعان ما بدأ "علي" الاجتماع مع الفريق لوضع خطة التصميم "كنا بنجتمع بشكل شبه يومي على زوم لانه فيه مساحة كبيرة للجدل وفيه تعقيدات كبيرة متعلقة بالتصميم لانه فيه جوانب لازم نغطيها وكمان بسبب انه مسجد لازم نراعي وظيفته الأساسية وهي الصلاة ".

بين الشغل في مكاتب التصميم والهندسة وجد "علي" نفسه في المسابقات التي يشارك فيها من وقت لآخر، فالمسابقات تشجعه على الإبداع التحليق دون وجود أسوار بين عميل يود التوفير في البناء وعمل لا ينتهي من التصميمات المتأخرة. وفي آخر مسابقة شارك فيها حصد هو و فريق من المهندسين جائزة من ولاية الشارقة عن تصميم مبدئي لمتحف الفن الحديث بالمدينة.

صورة 5

"عناصر تصميم المسجد كانت كلها صعبة لانه المدارس المعمارية نفسها مش متفقة على طريقة واحدة للتعامل مع ترميم المساجد التاريخية والتحدي كان إزاي اننا نرجع المكان لمكانته واكتر".. تلك العناصر مع قرارات كثيرة أثناء وضع التصميم كانت صعبة على الفريق، فيرى "علي" أن من ضمن الأشياء التي كانت مهمة بالنسبة له في المستقبل بعد عودة السكان لمدينتهم عدم الشعور بالغربة في المكان، فكان على التصميم أن يراعي الحفاظ على المشهد البصري للمسجد الذي ظل قائما لسنوات طويلة "الموصل القديمة شبه شارع المعز مقدرش أحط فيها مبنى حديث، فلازم المبنى يكون جزء من المكان، فاهتمينا بالحفاظ على الشكل الأصلي للمسجد مع التغيير في العوامل الداخلية زي الإضاءة والتهوية".

يفكر "علي" والفريق في المرحلة القادمة بشأن التنفيذ؛ فلم تتضح باقي التفاصيل لكن اشترطت اليونسكو الإشراف بالتبادل مع مكتب هندسي محلي بالعراق، حتى يخرج المكان في أفضل شكل له لصبح نواة للمدينة التي عانت سنوات تحت ولاية داعش.

فيديو قد يعجبك: