إعلان

مسلسل "عشاء منتصف الليل".. كيف يدفعنا الطعام لنبش حكايات البشر؟

07:23 م السبت 22 فبراير 2020

مسلسل عشاء منتصف الليل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-هبة خميس:

"حينما ينتهي الناس من يومهم ويهرعون إلى منازلهم يبدأ يومي.. يُفتح مطعمي من منتصف الليل وحتى السابعة ويدعوه الناس بمطعم منتصف الليل، هل أملك زبائن؟ نعم أكثر مما تتوقعون".. تبدأ كل حلقة من المسلسل بنفس المقدمة، صورة لشوارع المدينة المضيئة مع أسراب المارة العابرة. عن قصة المانجا الياباني –فن الكوميكس الياباني- الأكثر مبيعاً لـ" يارو آبي"، استلهم المخرج "جوجي ماتشوكا" مسلسل"midnight diners – Tokyo stories". الذي عُرض مؤخراً على شبكة نتفليكس.

يبدأ المسلسل بصوت الراوي، وهو صاحب المطعم والطاهي، لا يعرف الجمهور اسمه الحقيقي؛ فالكل يدعوه بـ"the master"، يبدو غامضاً، رجل في أول الخمسينيات -قام بدوره "كارو كوباياشي"- مع علامة مميزة في وجهه لا نعرف مصدرها أبداً إذ لا يحكي شيئاً عن حياته.

تتجول الكاميرا في الشوارع الحافلة بالحياة ليلاً ثم تتجه إلى شارع ضيق يقع به المطعم الذي يسكن صاحبه بالأعلى ثم يشرع في طبخ الصنف الوحيد على قائمة الطعام وهو حساء من اللحم والخضر والمشروم، ثم تدق الساعة الثانية عشر ليفتح باب المطعم ليستقبل الزبائن.

يعج المطعم كل ليلة بزبائن دائمين وزبائن جدد، في حلقة حول الطاهي، الذي يدير كل الحوارات بنفسه، وديكور المطعم بسيط جداً؛ منضدة واحدة فقط على شكل نصف دائرة يقع البطل ومطبخه في الوسط، يتحرك بخفة ويقدم المشروبات وسط أصناف الطعام. يكرر دائماً جملته المعتادة لكل زبون جديد "أطبخ كل شيء مادمت أملك مكوناته أو تملكها أنت".

الطعام هنا هو الأساس الذي ترتكز عليه قصص الزبائن، و"الماستر" أشبه بالطبيب النفسي والمستمع الجيد لكل مشاكلهم وأزماتهم دون إصدار أحكام، يحاول المساعدة واكتشاف الحلول المتاحة أثناء انهماكه في الطبخ .

القصة تحولت إلى أكثر من فيلم أخرهم فيلم نسخة كورية إنتاج 2015، لكن يبدو المسلسل الأكثر شبهاً بالكوميكس. فتنقسم الحلقات لقصص قصيرة، أحداث كل قصة مرتبطة بأكلة معينة.

تتنوع مواضيع القصص بتنوع الطعام ، فبين مشاكل الزواج المختلط بين كورية وياباني، أزمات ممثلة معتزلة وسيدة وحيدة تتوق لاختبار الأمومة، وروح أم تطارد ابنها ليخبيء رصيدها من مجلات إباحية. في نهاية كل حلقة يقدم لنا "الماستر" طريقة الوصفة مع انتهاء القصة التي لا نريد أن نعرف المزيد عن أبطالها، وتسمى كل حلقة باسم الطبق.

من أكثر الحكايات المؤثرة قصة لعجوز مصاب بالزهايمر، يهيم في الشوارع ليجد المطعم، ويطلب طبقه المفضل من كرات الأرز المطهوة بالبرقوق المجفف. يغيب أحياناً ثم يعود ولا يعلم أحد كيف يذهب لبيته إلى أن تجده ابنته التي تعتنى به بعد وفاة زوجته ومرضه، ومن وقتها يتناول العجوز الطبق ليتذكر طعامه المفضل من يد زوجته الراحلة.

قصص كثيرة مؤثرة وحساسة، لا نعلم الكثير عن خلفية أبطالها، لكننا مثل "الماستر"، نجد أنفسنا متورطين فيها بنعومة في أجواء هادئة ورائحة طعام لذيذ في خلفية المشهد.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان