إعلان

دبابيس مصنوعة بحُب.. كيف وصلت منتجات 58 سيدة لمهرجان الجونة؟

09:24 م الخميس 29 أكتوبر 2020

مشروع نجوم في السما

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

كان أسبوعا عصيبا. 58 سيدة عكفن على العمل لساعات طويلة، يجمعهن هدف واحد؛ تسليم 2500 دبوس (بروش) لبنك الإسكندرية، لعرضهم في مهرجان الجونة، لم تكن المنتجات سوى تكريما لفنانين رحلوا عن العالم. في الميعاد المحدد تم إنهاء مشروع "نجوم في السما"، وصلت المنتجات للمهرجان، استعاد الحضور وجود الفنانين، وباتت حرفة هؤلاء السيدات لامعة كاسم المشروع.

لا يتعلق الأمر فقط بـ"نجوم في السما"، خلف ذلك العمل قصة أخرى عمرها 4 سنوات. حين قررت بيري أبو زيد مؤسسة شركة "ذات" للريادة المجتمعية تخصيص جزء من عملها للسيدات في مصر، تساعدهن بطرق عدة، بين مدرسة أنشأتها للحرف بمنطقة إمبابة لتعليم 150 سيدة، مرورا بتدريب السيدات في بعض المحافظات كمدينة سانت كاترين بجنوب سيناء.

1

تعمل مؤسسة ذات مع جهات مختلفة "الأمم المتحدة ومنظمات مجتمعية زي دروسوس وغيرها"، كما تقول بيري، لا توفر مؤسسة ذات عملا للسيدات والفتيات فقط "الأول بندربهم على إتقان حرف مختلفة زي التطريز والخياطة والكروشيه"، بعضهن يعملن في مشاريع مؤقتة، وأخريات استمررن مع المؤسسة منذ سنوات، يعملن في مقرها الكائن بمنطقة المهندسين بالجيزة.

2

قبل أسابيع من مهرجان الجونة، تواصل القائمون على بنك الإسكندرية مع بيري "كانوا عايزين منتجات من عندنا ممكن نشارك بيها في المهرجان وتكون قريبة من فكرته"، قررت صاحبة "ذات" وقتها استغلال خط إنتاج "البروش" لعمل منتج بسيط "بروش عليه صور النجوم اللي توفوا واختارنا رجاء الجداوي وحسن حسني وشويكار وفؤاد المهندس وأحمد ذكي"، على أن يتم خياطة أشكال لهؤلاء النجوم بأيدي السيدات "لكن للأسف الوقت مأسعفناش إنه يكون يدوي بشكل تام".

لذلك استعانت "بيري" بالشق التكنولوجي، حيث قامت مصممة الجرافيك بتصميم وجوه الفنانين على الكمبيوتر وطباعتها "والسيدات عندنا حطوا لمستهم بالخياطة في أجزاء من البروش، يعني مثلا شويكار عملنالها الحلق بالإيد وهكذا"، أرادت بيري أن تضع السيدات بصماتهن في المنتج "حتى ولو بشكل جزئي".

3

97 ساعة عملت السيدات فيها على مدار الأسبوع "كانوا بيعملوا دا بحب مش بفرض، منهم بنات كانت بتاخد معاها 40 و50 بروش في البيت تشتغلهم عشان يخلصوا"، استطعن إكمال العدد المطلوب تقريبا بحلول الميعاد المحدد، ولكن الأهم بالنسبة لبيري "إن شغلهم الناس شافته وراح لمجتمع بعيد لحد ما عن الحرف وهي لطافة شغل الإيد إنه يقدر يلف العالم كله وتفضل روح صاحبه فيه".

4

لا يضم المشروع مصريات فقط؛ إذ يحوي وافدات أيضا من أربع دول هي السودان، إريتريا، سوريا واليمن. تعرف السيدات قيمة عملهن، يطلعن على مستجدات الحرف دائما "وعارفين أهمية مهرجان زي دا"، تُعزي بيري عملهن بكد "لأنهم بيحبوا الفنانين اللي مشيوا دول، عارفينهم وأثروا فيهم"، رغم أن أحد العاملات لم تسافر للمهرجان لكن ردود الفعل التي نقلتها لهم بيري أثلجت صدورهن "وانا بشوف الناس بتتصور بشغلنا واسمنا بيتقال وبيقرأوا حكاية السيدات دا بالنسبة لي نجاح عظيم". كانت الأربع سنوات الماضية حافلة بمشاريع مختلفة خاضتها شركة "ذات"، تتذكر بيري أولى تجاربها في الريادة المجتمعية بسانت كاترين "كانت سيدة هناك اسمها سليمة بتدرب السيدات على الحرف، تعرفنا عليها وتعاونا معاها وحطينا مناهج ليهم للتدريب"، فيما لم يتوقف دعم المؤسسة أحيانا على السيدات فقط، إذ تعاونوا مع بعض الحرفيين العاملين بمجال الخزف وقاموا بتدريبهم.

5

تفخر بيري بما وصلت إليه الشركة "إننا مش بنعمل شغل ونكسب، دورنا أعمق من كدة ودا بالنسبة لي أهم"، لم يكن مشوار "ذات" سهلا، واجهوا صعوبات جمة "لكن مع الوقت والدعم وتغيير نظرة الناس للحرف الدنيا بتتغير"، إذ تلاحظ بيري تغيرا في تعامل كثيرين مع الحرف المصرية "فيه ناس كتير معندهاش عقدة الخواجة، بالعكس بيقدروا المنتجات الحلوة والتراثية".

فيديو قد يعجبك: