إعلان

صُنع في البيت.. زينة رمضان بأيادي "طنط حنان" لمواجهة الأسعار

08:15 م الإثنين 14 مايو 2018

المواطنة حنان حسين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت وتصوير- شروق غنيم:

لا تمر مناسبة على منزل حنان حسين بالإسماعيلية، دون أن تضع لمساتها على تفاصيل الحدث، اعتادت أسرتها على ذلك منذ الصِغر، لثلاثين عامًا، تغزل أياديها أعمالًا يدويّة تُزين بها أرجاء البيت احتفالًا بالأعياد المختلفة، أو تجد في منازل أفراد عائلتها عملًا أو أكثر من صنع يديها.

حين اقترب شهر رمضان، استعدت ربة المنزل للحدث، جولة بسيطة داخل المحلات عرّفتها على غلاء أسعار زينة رمضان، فقررت أن تُدخل البهجة على منازل أخرى، اشترت أقمشة زائدة ومواد خام من القاهرة، وقررت لأول مرة أن تبيع ما تصنعه أيديها.

1

خرجت "زينة رمضان" من منزل حنان بالإسماعيلية إلى الفضاء الإلكتروني، دوّن أبناؤها على منصات التواصل الاجتماعي عما تصنعه والدتهم، أرفقوا الصور، ثم وجد المنشور طريقه على صفحات متعددة، وكوكلاء لأعمالها، بدأ عبدالحكيم وسارة في تلقي طلبيات لمنتجات الأم.

منذ الصغر أحّبت حنان الأعمال اليدوية، تابعت عيناها تحركات أيادي والدها وهو يمررها على لوحات الرسم، أو يصنع بها "برواز"، فانطلقت موهبتها لأول مرة على زُجاج نافذتها وهي لا تزال صغيرة "كانت الشمس لما تيجي عليه يملا الأوضة بضّي الألوان"، وقعت أكثر في غرام الفكرة، واستمرت في صُنع ما يُضفي بهجة على منزلها.

2

لم تجد حنان صعوبة في صُنع زينة رمضان، كل شيء متاح على الإنترنت، بحثت عن أفكار مختلفة وجديدة، كيفية تنفيذها، وبدأت في شراء الخامات "بس بضطر أنزل القاهرة أشتري لأنها في الإسماعيلية أغلى"، ثم بدأت في التنفيذ.

بالأقمشة صنعت حنان أشياء مختلفة، شرائط تحمل شكل الفوانيس لتعليقها، مفرش للطاولة، نموذج مُصغّر لعربة فول، أو حتى حياكة قماش الخيامية على عبوات المناديل، أضفت السيدة روح رمضان على أشياءً تبدو بسيطة.

لأول مرة تقرر حنان بيع شيء مما تصنعه، لكن عائلتها كانت المُحفز الأكبر في ذلك، أن تصل قطعة من صُنع أيديها في منزلها بالإسماعيلية إلى منزل آخر في القاهرة، كان له وقع جميل في نفسها "المقابل المادي مش كبير قوي، هيكون يا دوب على أدّ القماش والماتيريال، أنا سعادتي في إن اللي بعمله يعجب الناس ويحبوه".

3

تتذكر حين جاءتها أول مكالمة لشراء زينة رمضان قبل أسبوع "كنت طايرة من السعادة، طالعة على السلم بضحك، وأول ما دخلت البيت حضنت عبدالحكيم"، تحكي حنان عن شغفها المتدفّق تجاه ما تفعله حتى إن كان بسيط الصُنع.

بين عائلتها تُعرف حنان بأنها "أيقونة البهجة"، تُضفي روحًا مختلفة على أي شيء، حين كانت ابنتها سارة لا تزال في المرحلة الابتدائية، اقترحت على مدرستها تنظيم حفل تخرج صغير لهم "كنت بشوف ده بيتعمل في المدارس الخاصة ومكنش بيتعمل في الحكومية عشان التكاليف"، فقررت أن تُمسك بزمام الأمر، في نهاية العام الدراسي، كان فصل صغيرتها مُزيّنًا بقصاصات وأقمشة ملونة "وكسبوا في مسابقة أحلى فصل في المدرسة".

4

وفي المناسبات المختلفة كانت تعرف حنان بأنها "فنانة العيلة"، حتى أنها قررت أن يكون فستان زفافها من صنع أيديها "الخياطة قصتهولي وأنا وماما اللي طرزناه سوا". بينما تحكي قريبتها منى عن أيادي حنان السحرية، ما إن تلمس شيئًا إلا وتضيف له الحياة "مامتها الله يرحمها كان عندها روب قديم، قررت إنها تطرزه ليها، وشكله بقى كأنها شرياه جديد".

كما أخذت حنان الأمر عن والدها، ورثت سارة ذلك عن والدتها حنان "في عيد ميلاد ماما عملت لها هدية شبه الحاجات اللي هي بتعملها"، فيما كانت التجربة الأولى للابنة أيضًا على زُجاج نافذتها من خلال الرسم.

5

رغم إصابة أيدي حنان بالروماتيد والخشونة في فقرات الظهر، لم تتخلَ يومًا عن صُنع ما تحبه "رغم إني لازم أشتري الحاجة من القاهرة لأن الخامات في الإسماعيلية غالية"، لكن كل التعب يتبدد حين تُرسم ابتسامة على وجه عائلتها، أو تعرف أن شخصًا مهتمًا بشراء ومتابعة ما تصنعه في منزلها البسيط "لما بعمل حاجة بحبها بحس إن لسه ليا وجود".

فيديو قد يعجبك: