إعلان

عقب حادث الإسكندرية.. ما مصير مقترحات تطوير "السكك الحديدية"؟

03:17 م الإثنين 14 أغسطس 2017

ياسر شعبان أستاذ هندسة الصيانة بكلية الهندسة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

هدأ حادث تصادم قطاري الإسكندرية، الذي وقع الجمعة الماضية بمنطقة خورشيد مخلفا 41 ضحية وعشرات المصابين، فيما لم يهدأ نحيب ذوي الراحلين، وآنات الجرحى، لكن توجس أكبر يحيط بركاب سكك حديد مصر وسائقيها في المستقبل القريب. هل من الممكن تفادي مصير ما جرى في الرحلات القادمة؟.

الإجابة شغلت بال عدد من أساتذة هندسة الطرق، منهم "ياسر شعبان"، أستاذ هندسة الصيانة بكلية الهندسة جامعة حلوان، والذي قدم مقترحا بالتعاون مع فريق كندي وعلماء مصريين هناك، في تشغيل نظام لجمع البيانات عن جميع القطارات، والتي تعطي تنبوءًا بما سيواجه هذه القطارات بالمستقبل. المشروع عرض بمؤتمر "مصر تستطيع" بالغردقة، ديسمبر الماضي.

"المقترحات لاقت إعجاب الحضور، ولم يُتخذ أي قرار بشأن تنفيذ البرنامج" يقول شعبان لـ"مصراوي"، موضحا إن الميزانية الخاصة بالمشروع هى السبب الرئيسي في عدم تنفيذه، لكن الأهم من الماديات هو عدم وجود سلطة لـ"اتخاذ القرار"، بحسب تعبيره.

لا توجد ميزانية محددة لمشروع "شعبان"، الحاصل على المركز الأول على مستوى العالم في مجال البحوث الهندسية، وصاحب أفضل بحث لعام 2014 من الهيئة الأمريكية لأنظمة الهندسة الإدارية، لكنه يوضح أن أجهزة "الاستشعار" لقياس الأخطار لتفادي حوادث القطارات تتحدد بحسب نوع الأجهزة، وتختلف أيضا بحسب السعر.

يعمل المشروع المقترح على جمع البيانات عن شبكة الطرق والقطارات، ومن ثم يتم تحليل تلك البيانات في ضوء المتوقع منها، مع حساب العامل البشري، ويسمح كذلك أن يكون النظام الخاص بالقطارات إلكترونيا وليس ميكانيكيا كما في الوضع الحالي.

يعتقد الباحث بالهندسة أن أزمة السكك الحديدية مثل بعض الهيئات تستسهل التعاون مع الخبراء الأجانب، وتستقدمهم بأموال طائلة، على الرغم من وجود كفاءات داخل مصر، وردا على التكلفة التي ربما تكون مرتفعة "يُمكن إشراك القطاع الخاص في تطوير الشبكات، كما أن الحكومة تتحمل تعويضات كثيرة في حالة الحوادث، فلماذا لا تدفع في تطوير الشبكة المتهالكة؟".

وتعد شبكة السكة الحديد بمصر من أكبر المؤسسات الاقتصادية للنقل بمصر، إذ تنقل يوميا قرابة 1.4 مليون راكب، وسنويا 500 مليون راكب، و6 مليون طن بضائع سنويا، وتعمل خطوط الشبكة -التي تعد أقدم ثاني شبكة للسكك الحديدية بالعالم بعد إنجلترا- على نظام الإشارات بنسبة 15% كهربيا، و85% ميكانيكا، بحسب الموقع الرسمي لهيئة سكك حديد مصر.

كان عدد من الخبراء وأساتذة الطرق بكليتي الهندسة بالقاهرة وعين شمس، قدموا مقترحا لربط القطارات بنظام المتابعة الجغرافية GPS، إلى مجلس النواب. يقول عماد نبيل استشاري الطرق والمطارات، وأحد مقدمي المقترح، إن المشروع يهدف لربط كل القطارات والمزلقانات بغرفة تحكم مركزية، وأن تكون طبيعة عمل جميع القطارات إلكترونية.

بحسب نبيل لـ"مصراوي"، تٌقدر التكلفة لهذا المشروع بمليون دولار للكيلو متر الواحد. لا تتضمن التكلفة إعادة تطوير المزلقانات، لكن يتحدد بالمشروع العنصر البشري "المحولجي و الأشارجي دورهم مراقب.. لكن الحركة ستكون أوتوماتيكيا، ويستخدم العنصر البشري في حالة الطوارئ".

ينتظر نبيل تحديد موعد من مجلس النواب لمناقشة الاقتراح، فيما لم يتم التواصل حتى الآن مع شعبان، في محاولات لتفادي أخطار قادمة قد تهدد حياة الركاب.

فيديو قد يعجبك: