إعلان

خسارة بطعم النصر.. ماذا جنت مارين لوبان من انتخابات الرئاسة؟

04:05 م الإثنين 25 أبريل 2022

مارين لوبان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – سارة أبو شادي

رغم خسارة اليمين المتطرف في الانتخابات الفرنسية والتي انتهت أمس الأحد، بفوز إيمانويل ماكرون بفترة رئاسية جديدة، لكن الكثيرين أكدوا أنّ حزب اليمين الخاسر اقترب كثيرًا من الكرسي الرئاسي تلك المرة عن سابقيها؛ فحصدت مُرشحته مارين لوبان انتصارًا من نوع آخر.

فرغم الخسارة، قادت لوبان اليمين المتطرف إلى أبواب السلطة، مع أعلى نسبة أصوات في انتخابات رئاسية منذ الحرب العالمية الثانية، فحصدت المرشحة على عشر نقاط أكثر مما حصلت عليه في 2017، وإلى ضعف النتيجة التي حققها والدها، الزعيم التاريخي لليمين جان ماري لوبان.

حصل اليمين المتطرف بقيادة مارين لوبان، على نحو 41.5٪ من الأصوات، وهو أمر غير مسبوق بالنسبة لها ولحزبها، خاصة وأنّ الكثير من مواطني فرنسا كانوا ينددون دائمًا بسياسة الحزب، إلّا أنّ هذه المرة أثبتت نتائج التصويت أنّ السياسة التي تتبناها لوبان باتت أكثر رسوخًا من أي وقت مضى في النفس والفكر والمشهد السياسي في فرنسا، لذا رغم فوز ماكرون بولاية ثانية، إلا أن رئيسة حزب اليمين المتطرف تعتبر ما حققته "فوز عظيم".

خسارة بطعم الفوز

في تقرير نشرته صحيفة "ذا ناشونال"، اليوم الاثنين، أكدت فيه أنّه رغم الخسارة، فإن اليمين المتطرّف حقق "انتصارًا كبيرًا في ظل الاتجاه السائد".

وبالعودة إلى تاريخ الحزب، بدأ تنافس اليمين في الانتخابات منذ عام 1974، في عهد والد مارين جان ماري، لكن في البداية لم يقتنع الفرنسيون بمنهجهم القائل بأن فرنسا –المكتوب على مبانيها العامة "الحرية، المساواة، الأخوة"- ستكون أكثر أمانًا وثراءً إذا أصبحت أقل انفتاحًا على الأجانب والعالم الخارجي.

ذلك بالإضافة إلى نهج الحزب المتشدد ضد المسلمين؛ فلو اعتلت لوبان عرش البلاد، كانت ستنفّذ خطتها لمحاربة الإرهاب الإسلامي، والتي تشمل تجريد جزء من سكان فرنسا -تحديدًا المسلمات- من جزء من حرياتهم.

وعلى الصعيد الدولي، أرادت لوبان منذ ظهورها وحزبها على الساحة محاولة إضعاف علاقات فرنسا مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "ناتو" وألمانيا، وهي خطوات كان من شأنها أن تكون زلزالية بالنسبة لهندسة السلام في أوروبا، بحسب تعبير الصحيفة.

ماكرون يفشل في وعوده

بالرغم من أن ماكرون أصبح أول رئيس فرنسي منذ 20 عامًا يفوز بولاية ثانية، إلا أنه فشل أيضًا في تحقيق الهدف الذي حدده لنفسه في بداية رئاسته -بحسب الصحيفة- قبل نحو خمس سنوات حينما تعهّد في أحد خطاباته بسحب البساط من تحت أقدام لوبان وامتصاص غضب الناخبين الذي تستغله الأخيرة، قائلًا "سأفعل كل شيء في السنوات الخمس المقبلة، لذا لا يوجد سبب آخر للتصويت لصالح المتطرفين". إلّا أنّ ما حدث في الانتخابات الأخيرة والأصوات التي حصدها اليمين المتطرف كانت دليل على انخفاض ثقة الفرنسيين في ماكرون.

فبحسب ما ذكرته "ذا ناشونال"، فإنّ اليمين في فرنسا يعملون الآن بشكل أفضل من أي وقت مضى، حيث يجدون جماهير متنامية ومتحمسة وصريحة تمامًا لخطاب اليمين المتطرف، وبالرغم من هزيمتهم في الانتخابات الأخيرة لكن لوبان لم تنته وستعمل على استكمال الطريق وستخوض منافسة جديدة.

وأشارت الصحيفة إلى كلمات لوبان بعد إعلان نتيجة الانتخابات، والتي قالت فيها: "في هذه الهزيمة، لا يسعني إلا أن أشعر بنوع من الأمل.. لن أتخلى عن الفرنسيين أبدًا".

لماذا حصل اليمين على أصوات عالية؟

يؤدي تجاوز 40٪ من الأصوات إلى ترقية لوبان لتصبح شريكة رئيسية، في سابقة لم تحدث منذ أن تغلب الجنرال شارل ديجول على فرانسوا ميتران بنسبة 55٪ إلى 45٪ في عام 1965، وحصدت لوبان عن تلك النسبة من التصويت لعدة أسباب جاء أهمها خروجها في السنوات القليلة الماضية وتحديدًا بعد تولي إيمانويل ماكرون الحكم، لتدافع عن قضايا غلاء المعيشة، ومصادقة الطبقة العاملة، إضافة إلى تغيير اسم حزبها، والنأي بنفسها عن والدها.

وفاز إيمانويل ماكرون بخمس سنوات أخرى كرئيس لفرنسا بعد فوزه على منافسته مارين لوبان، وعلى الرغم من خسارتها، ووفقًا لـ "بي بي سي" قالت لوبان صاحبة الـ 53 عامًا، إن حصتها الكبيرة من الأصوات لا تزال تمثل نصرًا، كما أنّ الأفكار التي مثلتها في التجمع الوطني وصلت إلى آفاق جديدة، لكن المنافس اليميني المتطرف إيريك زيمور، أشار إلى أنها فشلت في النهاية، تمامًا مثل والدها الذي سبقها: "إنها المرة الثامنة التي يتعرض فيها اسم لوبان للهزيمة".

واستحوذت مارين لوبان على الحزب الذي أسسه والدها جان ماري لوبان في عام 2011، في محاولة لجعله أكثر قبولاً لدى الناخبين، وتمكنت من الفوز بأكثر من 13 مليون صوت.

فيديو قد يعجبك: