إعلان

الفيروس الأبدي: ما أفضل الاستراتيجيات للتعامل مع كورونا؟

04:13 م الخميس 01 يوليو 2021

فيروس كورونا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

حان الوقت لقول ذلك بصوت عالٍ: الفيروس وراء جائحة كوفيد-١٩ لن يختفي. قالت مجلة "ناشيونال أفيرز" إنه لا يمكن القضاء على سارس- كوف٢ لأنه ينمو بالفعل في أكثر من ١٢ نوعًا مُختلفًا من الحيوانات. أما بين البشر، فإن مناعة القطيع، التي روج لها باعتبارها الحل الوحيد للتعامل مع الازمة، لا يمكن تحقيقها. معظم البلاد ليس لديها ما يكفي من اللقاحات للسماح بحرية التجول، وحتى البلدان القليلة المحظوظة التي لديها امدادات وفيرة من اللقاح يرفض الكثير من مواطنيها تلقي التطعيم.

نتيجة لذلك، ترى المجلة الامريكية أن العالم لن يصل قريبًا إلى النقطة التي يكون فيها عدد كاف من الناس مُحصنًا بما يكفي لوقف انتشار الفيروس قبل ظهور بعض المتغيرات الخطرة والتي قد تعيد العالم إلى المربع الأول مرة أخرى.

تفشي مستمر

١

عوضًا عن الزوال، من المرجح أن ينتقل الفيروس في جميع أنحاء العالم للسنوات القادمة، وباتت الآن العديد من النماذج الناجحة في مواجهته والسيطرة عليه نسبيًا مُعرضة لتفشي الوباء بشكل خطير. بعض هذه الدول استطاعت محاصرة الوباء من خلال فرض قواعد مُشددة على الحدود وإجراء اختبارات مستمرة والتتبع والعزل ولكنها لم تتمكن من الحصول على لقاحات جيدة، بما في ذلك تايوان وفيتنام، اللتان شهدتا سقوط عدد قليل من الوفيات جراء انتشار المرض حتى مايو ٢٠٢١، ولكن نقص إمدادات التطعيم تسببت في عجزها عن الحفاظ على قدرتها على التصدي للجائحة.

حتى البلاد التي تمكنت من تطعيم عدد كبير من سكانها ستكون أكثر عرضة لتفشي المرض بعد حدوث بعض المتغيرات، وهو ما حدث في عدة مناطق مثل تشيلي، منغوليا، سيشيل، المملكة المتحدة.

3

على ما يبدو- حسب فورين أفيرز- أن الفيروس سيبقى لفترة أطول من المتوقعة، والسؤال الذي يجب طرحه هو "ما الذي يتعين علينا فعله للتعامل معه؟".

دروس من الماضي

هزيمة الوباء لا تعتمد فقط على المال والمصادر، ولكنه أيضًا يقوم على الأفكار والاستراتيجيات. في عام ١٨٥٤ تمكن الطبيب جون سنو من إيقاف وباء الكوليرا في لندن عن طريق تتبع مصدره والعثور على البئر المصاب.

في السبعينيات كان الجدري مُنتشرًا في أفريقيا والهند، وقتها أدرك عالم الأوبئة ويليام فويجي الذي يعمل في مستشفى في نيجيريا أن كمية اللقاح الصغيرة التي خُصصت لتطعيم المواطنين ضده لن تكون كافية لتلقيح الجميع، لذلك ابتكر طريقة جديدة لاستخدام اللقاحات، تعتمد على التركيز على الأشخاص الأكثر عُرضة للإصابة بالمرض، ليس المتطوعين أو من تجمعهم بالمسؤولين علاقات جيدة.

٢_1

بحلول نهاية العقد، وبفضل هذه الاستراتيجية التي سميت في البداية "المراقبة والاحتواء" ثم "التطعيم الدائري" قُضي على الجدري. تتوقع فورين أفيرز أنه في حالة اتباع الاستراتيجية نفسها فإنه من الممكن القضاء على كوفيد- ١٩ وجعله تاريخًا.

أدوات واستراتيجيات

بالنسبة لهذا الوباء، فإن علم الأوبئة لديه أدوات لإعادة العالم إلى حالة طبيعية نسبيًا بما يسمح لنا بالتعايش مع سارس كوف- ٢ كما تعاملنا مع أمراض أخرى مثل الأنفلونزا والحصبة. حسب فورين أفيرز فإنه يجدر الاعتماد على اللقاحات باعتبارها موارد قابلة للتحويل يمكن نشرها سريعًا في الأماكن التي تكون في أشد الحاجة إليها، مثل المناطق الساخنة التي ترتفع فيها معدلات انتشار العدوى بينما تنخفض إمدادات اللقاحات.

في الوقت نفسه، يجب على الحكومات استغلال التقنيات الجديدة للتعرف على أماكن تفشي المرض واحتوائها، ما تبني أنظمة لتنبيه الناس إلى احتمال إصابتهم بالعدوى، ما يعني تعزيز القدرات على تتبع تسلسل الجينوم الفيروسي، ما يمكن الباحثين من تحديد المتغيرات بسرعة، وبناء عليه سيتمكنون من معرفة أي اللقاحات يناسب مكان دون الآخر.

4

من الضروري تطبيق هذه الاستراتيجية في أقرب وقت ممكن، لأنه كلما قامت البلدان بتلقيح الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالمرض، ستظهر المزيد من المتغيرات.

في الوقت نفسه، تؤكد فورين أفيرز على ضرورة أن يكون النظام الدولي للاستجابة للأوبئة سريعًا. كشفت الازمة الحالية أن هذا النظام يعاني من نقص خطير التمويل وبطئ، كما أنه عرضة للتدخل السياسي. في وقت تتصاعد فيه النزعة القومية، تحتاج الدول إلى العثور على طريقة للعمل معًا لإصلاح مؤسسات الصحة العامة العالمية التي ستكون مسؤولة عن خوض هذه المعركة الطويلة ضد كوفيد-١٩.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان