إعلان

ما حقيقة استسلام آلاف الجنود من تيجراي إلى الجيش الإثيوبي؟

03:29 م الأحد 05 ديسمبر 2021

ما حقيقة استسلام آلاف الجنود من تيجراي إلى الجيش ا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

فيما أعلنت وسائل إعلام حكومية إثيوبية استسلام آلاف الجنود من تيجراي، كشف حساب "تيجراي بالعربي" أن أبناء الإقليم الشمالي المُحاصر المُقيمين في أديس أبابا أُرغِموا على المشاركة في "مظاهرة إجبارية" تدعم قوات آبي أحمد في مواجهة مُقاتلي الجبهة، وإلا يُنقلوا إلى معسكرات اعتقال.

ونشر الحساب على تويتر خطابًا بالإنجليزية والأمهرية، يبدو أنه موجّه إلى أبناء تيجراي، مُتضمنًا دعوة للحضور إلى ساحة أبيبي بيكيلا للانضمام إلى "مظاهرات تيجرانية مُخططة"، تهدف إلى "دعم وحدة إثيوبيا"، في 5 ديسمبر عند الساعة 6:00 صباحًا (بالتوقيت المحلي).

وذّيّل الخطاب بتحذير مفاده: "إذا تأخّرت أو تغيّبت عن الحضور، فهذا يعني أنك لا تدعم وحدة إثيوبيا ولا سيادتها!!!".

وعلّق "تيجراي بالعربي" على الصور التي تداولتها وسائل إعلام حكومية إثيوبية لما أسمتهم "أسرى تيجراي"، قائلًا: "انظر إلى صور المتظاهرين وسوف تعلم انهم مجبرين على فعل ذلك.. كان الله في عونهم".

وعزّز "تيجراي بالعربي" دحضه أن المشاركين في مظاهرات أمس "أسرى حرب"، بالإشارة إلى أنه "لا يوجد محاربون يلبسون مثل هذه الملابس الأنيقة"، التي ظهر بها المُشاركون في الصور المتداولة.

وتابع: "كما أنه لا يوجد محارب من تيجراي يستطيع القتال مُرتديًا قميص المنتخب الإثيوبي".

كانت وكالة الأنباء الإثيوبية (إينا) ادّعت أمس السبت أن "آلاف من جنود جبهة تيجراي- التي تُصنّفها إثيوبيا (إرهابية)- استسلموا عقب دعوة رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى جميع الأشخاص الذين يقاتلون إلى جانبها للاستسلام بسلام".

ونقلت عن الأسرى قولهم إنهم "أُجبِروا على الاستسلام مع هزيمة المجموعة (جبهة تيجراي)، وأُجبروا على الحرب دون فهم الواقع".

ووصفوا المعلومات التي تنشرها جبهة تيجراي بأنها "خاطئة تمامًا"، حسبما زعمت (إينا).

كما أعربوا عن أسفهم لمشاركتهم مع تيجراي في مواجهة قوات الجيش الإثيوبي، مُبررين ذلك بأنهم "أُجبروا على المشاركة رُغمًا عنهم".

وادّعوا أن جبهة تيجراي "كانت تُجبر جميع الأسر على انضمام أفرادها للقتال".

وقبل أسبوع، استعرضت قوات تيجراي التي تقول إنها تتقدّم وجبهة الأورومو نحو العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، آلاف الأسرى من الجيش الفيدرالي الإثيوبي وسط عاصمة الإقليم ميكيلي، مطالبين آبي أحمد بإنهاء الحرب.

في وقت سابق، طالب آبي أحمد، مقاتلي تيجراي والمجموعات المتحالفة معها بالاستسلام الفوري، زاعمًا "انتهاء الحرب" وانتصار الحكومة الإثيوبية بعد تفوق قواتها في المنطقة الشرقية.

في المقابل، أكّد قائد قوات جبهة تيجراي، الجنرال تاديسى ويريد، أن قواته تعد "لهجوم كبير سيحسم المعركة مع قوات الحكومة بقيادة رئيس الوزراء آبي أحمد"، مُضيفًا: "لم ننسحب وخطتنا الآن اختصار الوقت لمنع تفاقم معاناة الإثيوبيين".

وتابع "نعلم جيدًا أنه عندما نعود خطوة إلى الوراء، فإننا على يقيين اننا سنتقدم خطوين للأمام في اليوم التالي.. وهذا ليس جديدًا على شعب تيجراي".

والشهر الفائت، حذّرت الأمم المتحدة من الاعتقالات التعسفية المستمرة ضد أبناء تيجراي في شتى أنحاء إثيوبيا، مؤكدة أنها رصدت أكثر من ألف حالة اعتقال في أسبوع واحد، وأن العدد الفعلي أعلى بكثير.

وتُبرر الحكومة الإثيوبية تلك الاعتقالات بحالة الطوارئ المُعلنة منذ مطلع نوفمبر الماضي.

وفي تقرير سابق، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن منظمات حقوقية، إن الاعتقالات الأخيرة طالت أشخاصًا ليس لهم علاقة بالحرب لا تربطهم صلة بأي مقاتلين، ولا تفرق الاعتقالات بين شباب ونساء وأطفال وكبار السن، فيما يُدان الجميع بحكم عرقيته.

وبيّنت المنظمات أن الاعتقالات لم تكن من المنازل فقط، لكنها وصلت لأماكن العمل والشوارع والمدارس ومراكز التسوق، واقتيدوا إلى زنازين مكتظة في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز.

واشتدت وتيرة الاعتقالات مع تحذير من تزايد المنشورات المُحرّضة على العنف ضد عرقية التيجراي على مواقع التواصل الاجتماعي، واستمرار وصفهم بـ"الخونة"، وحث السلطات على وضعهم في "معسكرات اعتقال" وتشجيع الجيران على الإبلاغ عنهم.

تستهدف الشرطة الإثيوبية، أبناء تيجراي بناء على ألقابهم وتفاصيل مدرجة في بطاقات الهوية حتى طريقة تحدثهم للغة الأمهرية أو لغة تيجراي، والموسيقى ووثائق على هواتفهم المحمولة يمكن أن تحدد عرقهم.

ويدور الصراع بين الطرفين منذ أكثر من عام، بعدما اتهمت أديس أبابا الجبهة، بالهجوم على معسكرات للجيش الوطني وسرقة معداته، فيما اتهمت قيادة تيجراي الحكومة، بمحاولة الاستئثار بالسلطة.

لكن دائرة الحرب اتسعت في الأشهر القليلة الماضية، وأجرت الجبهة تحالفات سياسية وعسكرية مع فصائل إثيوبية، وبدأت هجوما مضادا حررت خلاله أراضي الإقليم التي خسرتها واحتلت مناطق أخرى في زحفها نحو العاصمة.

فيديو قد يعجبك: