إعلان

فيروس كورونا: من الذي يقود الحكومة البريطانية بعد إصابة جونسون؟

01:51 ص الأربعاء 08 أبريل 2020

راب من أشد انصار الخروج من الاتحاد الاوروبي

لندن (بي بي سي)

أعلنت الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء بوريس جونسون "لا يزال يتولى مهامه إلى حد كبير"، بعد أن أُدخل إلى المستشفى بسبب تفاقم أعراض فيروس كورونا الذي يعاني منه. ويترأس وزير خارجية المملكة، دومينيك راب، الاجتماعات في غيابه.

دومينيك راب الذي لم يكن يتولى أي منصب وزاري قبل أقل من ثلاث سنوات، يعتبر الآن الرجل الثاني في القيادة بسبب تدهور حالة جونسون الصحية، بصفته وزيراً للخارجية ووزيراً للدولة.

وهذا يعني أنه يمكن أن يتولى إدارة الحكومة لفترة ما، إذا تبين لرئيس الوزراء أن صحته تسوء. وهذه فرصة لم تكن تتاح لراب في الظروف العادية.

ويعد راب البالغ من العمر 46 عاماً، من أشد مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وترشح لزعامة حزب المحافظين العام الماضي، لكنه خرج من الجولة الثانية للتصويت.

وقبل ذلك جمعه العمل الحكومي مع سلف جونسون، تيريزا ماي، التي استقال من حكومتها بعد أربعة أشهر فقط من توليه منصب وزير بريكست.

راب صاحب التصريحات الحادة والذي أمضى فترة مضطربة في الحكومة بدّل ولاءه أكثر من مرة منذ أن أصبح نائباً عن حزب المحافظين عن إيشر والتون في مقاطعة ساري جنوب شرقي إنجلترا في عام 2010.

من هو دومينيك راب؟

درس دومينيك راب في مدرسة "الدكتور كالونر" للمتوفقين في أمرشام بإنجلترا، وتخرج من كلية الحقوق في جامعة أكسفورد، ثم حصل على الماجستير في جامعة كامبريدج.

وينحدر راب من أبٍ يهودي من جمهورية التشيك لجأ إلى بريطانيا هرباً من النازيين عام 1938. وله ابنان من زوجته البرازيلية إريكا راي، التي تعمل مديرة في مجال التسويق.

عمل راب محامياً في مجال التجارة ووزارة الخارجية قبل دخوله عالم السياسة عام 2006 حيث عمل مساعداً للنائب المحافظ المؤيد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ديفيد ديفيس، وبعدها وقف في صف النائب المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي لدومينيك غريف.

انتخب راب لأول مرة نائبا في البرلمان عام 2010، وفي العام التالي، أثار غضب وزيرة الداخلية آنذاك تيريزا ماي، بعد أن وصف بعض النسويات بـ "المتعصبات البغيضات" في مقال له على الإنترنت، وادعى أن الرجال يتلقون "معاملة غير عادلة".

واتهمته ماي بتأجيج "حرب الجندر".

وظل راب في المقاعد الخلفية من البرلمان لمدة خمس سنوات وأصبح وزيراً للعدل بعد فوز ديفيد كاميرون في الانتخابات العامة لعام 2015.

ولعب دوراً بارزاً في حملة الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في عام 2016. وعزلته ماي من منصبه بعد توليها منصب رئاسة الوزراء.

دوره في مجلس الوزراء

في عام 2017 وصف تيم فارون، زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، دومينيك راب بأنه "صفيق" بعد أن قال "إن المستخدم النموذجي لبنك الطعام ليس ضحية فقر بل يعاني من مشكلة في إدارة ما يحصل عليه من مال".

ولكن في يونيو من ذلك العام، عاد إلى الحكومة كوزير للعدل، وهذه المرة بمرتبة متوسطة وليس في صف المبتدئين.

وفي التعديل الوزاري الذي قامت به تيريزا ماي في يناير 2018، أصبح وزيراً للإسكان.

وفي يوليو/ تموز من العام نفسه وفي أعقاب استقالة ديفيس، قامت رئيسة الوزراء بترقية راب ووكلت إليه مفاوضات بريكست.

لكن علاقته الحسنة مع ماي لم تدم طويلاً. ففي نوفمبر 2018 قدم استقالته منتقداً موقفها من بريكست ومجادلاً بأنه لا يستطيع "بضمير حي" الموافقة على ترتيبات بريكسيت اللوجستية لتجنب إقامة الحدود بين الجمهورية الأيرلندية وأيرلندا الشمالية".

وبصفته أحد المؤثرين في مسألة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كان يُنظر إلى تصريحاته على أنها ذات أهمية في زيادة عدد النواب المعارضين لاتفاقية الانسحاب من الاتحاد الأوروبي التي عرضتها ماي على مجلس العموم، والتي رفضها المجلس مراراً.

وبعد أن أعلنت ماي تنحيها عن منصبها العام الماضي، خاض راب مجدداً سباق زعامة حزب المحافظين ورئاسة الوزراء.

وفي هذا الميدان المكتظ بالمتنافسين فشل في الحصول على أصوات 33 نائباً التي يحتاجها للانتقال إلى الجولة الثالثة من التصويت. وتجاوزه كلا من بوريس جونسون ومايكل جوف في عدد الأصوات.

وقال مارك فرانسوا وقتذاك، وهو أحد أقوى نواب حزب المحافظين المؤيدين لبريكست: "أتمنى من أي شخص يفوز – آمل أن يكون بوريس جونسون – أن يجد مكاناً جيداً لدومينيك في حكومته، لأنه يستحق ذلك".

وجونسون، الذي قدم له راب دعمه بعد خروجه من السباق، فعل ذلك بالضبط، ففي 24 يوليو الماضي، عُين راب وزيراً للخارجية ووزيراً أولاً للدولة (نائب رئيس الوزراء عمليا).

منحه المنصب الجديد مكانة دولية لا يفوقه فيها إلا جونسون.

ومع الفوز الساحق لحزب المحافظين في الانتخابات الأخيرة بعد حملة انتخابية تمحورت حول تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأسرع ما يمكن، رأى راب أن حلمه في مغادرة الاتحاد الأوروبي يتحقق في 31 يناير من هذا العام.

إلا أنه منذ بداية العام الجاري، أصبحت مشكلة التعامل مع فيروس كورونا، من أولويات حكومة المملكة رغم استمرار مفاوضات شاقة عبر الفيديو مع الاتحاد الاوروبي حول العلاقة التجارية مستقبلاً بين الطرفين.

والآن تولى راب، كونه وزير الدولة الأول، إدارة البلاد عملياً بينما يتلقى جونسون العلاج في المستشفى من مرض كوفيد – 19.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: