إعلان

فرصة أم نكبة جديدة؟.. ردود الفعل الفلسطينية والإسرائيلية على صفقة القرن

01:53 م الأحد 26 يناير 2020

صفقة القرن

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إيمان محمود:

يترقب العالم خلال الأيام المُقبلة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تفاصيل خطة السلام في الشرق الأوسط، المعروفة إعلاميًّا بـ"صفقة القرن"، بعد أن تم إرجاء الإعلان عنها مرارًا؛ بسبب الانتخابات الإسرائيلية وعقبات تشكيل الحكومة الجديدة.

وأعلن الرئيس الأمريكي اعتزامه كشف صفقة القرن، يوم الثلاثاء المُقبل، قبل الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومنافسه في الانتخابات بيني جانتس، إلى واشنطن.

وتسبب الإعلان في ردود فعل غاضبة من الجانب الفلسطيني الذي يعتبرها خُطة جديدة لاستكمال "وعد بلفور" و"لُعبة من نتنياهو". وبينما أعربت جهات إسرائيلية غضبها من توقيت الإعلان؛ إذ رأوا أنه يخدم نتنياهو بشكل كبير في الانتخابات المُرتقبة خلال الأسابيع المقبلة، واعتبرها آخرون "فرصة تاريخية".

لُعبة الانتخابات واحتيال القرن

ترى حركة فتح أن ترامب استخدم "صفقة العار" في إطار العلاقات الشخصية في لعبة الانتخابات مع نتنياهو، على حدّ تعبيرها.

وأكدت الحركة الفلسطينية، في بيان أصدرته اليوم السبت، أن إعلان البيت الأبيض موعد نشر خطته المزعومة جاء بعد موافقة نتنياهو على ذلك؛ لرؤيته أنها تخدمه في انتخابات مارس القادم.

وقال عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، في تصريح صحفي أدلى به: "أن تصل نظرة البيت الأبيض لحل الصراع في أتون العلاقات الشخصية الانتخابية، فهذا يدل على جهل مُطلق بطبيعة الصراع، والآثار التدميرية لما يقومون به، وأنهم لن يجدوا زعيمًا عربيًّا واحدًا يشتري بضائعهم الفاسدة".

وأضاف القواسمي: "أمريكا وإسرائيل لا تملكان فلسطين لتحددا مصير شعبها البطل، ونحن واثقون في أن الحق والإرادة والصمود والثبات سوف تنتصر على الظلم والطغيان، وأن صفقة مزعومة تُمنح ممن لا يملك لمَن لا يستحق، ما هي إلا استكمال لوعد بلفور المشؤوم".

كما وصف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، خطة الإدارة الأمريكية بأنها "احتيال القرن".

وقال عريقات: "إن أي محاولة أو صفقة أو إملاء يتنكر لحقيقة أن إسرائيل قوة تحتل دولة فلسطين على حدود 1967 (الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، قطاع غزة)، سيدخل التاريخ على اعتباره احتيال القرن".

وأضاف أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية: "ما قامت به الإدارة الأمريكية إلى اليوم والشراكة الكاملة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، سوف يدخل التاريخ على أنه احتيال القرن على القانون الدولي والشرعية الدولية والمرجعيات المحددة لعملية السلام".

تصفية القضية الفلسطينية

من جانبها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن صفقة القرن "استهداف للوجود الفلسطيني وهوية القدس وعلاقة الأمة بفلسطين والمسجد الأقصى".

وقالت "حماس"، في بيان للناطق باسمها فوزي برهوم: "إن كل هذه المخططات لتصفية القضية الفلسطينية، ما كان لها أن تُطرح، أو يُمرر جزء كبير منها لولا حالة التماهي الإقليمي والدولي معها، ومنح الاحتلال الإسرائيلي الشرعية على أرض فلسطين والتطبيع معه".

ودعت الحركة إلى "مرحلة جديدة من مراحل الصراع مع العدو، عنوانها ثورة شعب ضد الظلم والاضطهاد والعدوان، الرهان فيها على العزيمة والإرادة والكفاح القوي، والفعل المقاوم بأدواته المختلفة".

بينما وصف مصطفى البرغوثي، الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، صفقة القرن بأنها مشروع إسرائيلي عنصري صاغه نتنياهو وغُلف بغطاء أمريكي.

ونوه البرغوثي بأن الصفقة ليست سوى "خُطة لتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية؛ بما في ذلك حق الفلسطينيين في عاصمتهم القدس، وحق اللاجئين في العودة، وتكريس ضم وتهويد القدس غير الشرعي، ولنسف إمكانية قيام دولة فلسطينية، ولتشريع الاستيطان الاستعماري المخالف للقانون الدولي، والضمّ الإسرائيلي لمعظم الضفة الغربية المُحتلة".

وقال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية: "إن بنود الصفقة ليست سوى تكريس لنظام الأبرتهايد الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني، ولتدمير أي فرص للسلام في المنطقة، ومحاولة لفرض التطبيع مع منظومة الأبرتهايد على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، وأن موعد تقديمها ودعوة جانتس ونتنياهو إلى واشنطن يكشف عن محاولة ترامب إنقاذ نتنياهو، واستخدام البطش بالحقوق الفلسطينية كوسيلة لدعم الحملات الانتخابية لترامب ونتنياهو".

وأضاف البرغوثي: "الخطر على الأبواب، ولابد من العمل الفوري على إنهاء الانقسام المؤذي، وتوحيد الصف الوطني لمواجهة صفقة القرن، وإجراءات الضم الإسرائيلية لما تمثله من خطر كبير على مستقبل وحياة الشعب الفلسطيني".

"توقيت غير ناجح"

بعض الإسرائيليين كان لديهم انتقادات في ما يخص توقيت الإعلان عن الصفقة التي رأوا أنها تخدم نتنياهو بشكل كبير في الانتخابات، كما أنها ستمنحه "حصانة" للتغيّب عن محاكمته بتهم تتعلق بالفساد يوم الثلاثاء المُقبل.

يرى رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيجدور ليبرمان، أن الإعلان عن صفقة القرن، قبل خمسة أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية "توقيت غير ناجح".

وقال ليبرمان، خلال فعالية ثقافية في مدينة رعنانا (مركز): "نتنياهو لا يذهب إلى واشنطن، بل يهرب من التزاماته، سمعت أنه سيسافر يوم الأحد إلى واشنطن، بدلًا من الذهاب لمسافة ميلَين ونصف الميل إلى الكنيست، يفضل السفر على بُعد 9500 ميل إلى واشنطن. من الواضح أن نتنياهو عمل بجد للهروب، وقبل أن يصنع السلام في الشرق الأوسط، ينبغي عليه أن يقول سلامًا لحصانته".

وأضاف رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أن نتنياهو سيتغيب عن النقاش الدائر حول "حصانته من المحاكمة" يوم الثلاثاء في الكنيست؛ بسبب زيارته إلى الولايات المتحدة، قائلًا: "إنه متهرب من مسؤولياته والتزاماته".

"فرصة ممتازة" لإسرائيل

قال حزب "يمينا" الإسرائيلي، في بيان له: "إن الرئيس الأمريكي ومستشاره جاريد كوشنر، والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، أصدقاء حقيقيون لإسرائيل، ومن المحتمل أن تواجه إسرائيل فرصة تاريخية مصحوبة بمخاطر كبيرة، وسيكون حزب (يمينا) يقظًا جدًّا".

ومن جانبها، علَّقت عضو الكنيست أييليت شاكيد، النائبة عن حزب "يمينا"، في مقابلة مع القناة "12" للتليفزيون الإسرائيلي، قائلةً: "لا نعرف كل التفاصيل؛ لكن يمكنني القول إننا لن نسمح بالتنازل عن الأرض للعرب أو لأحد. أرضنا ملكنا. بالإضافة إلى ذلك، لن نسمح بالاعتراف بدولة فلسطينية".

وأضافت شاكيد : "نعتقد أن الدولة الفلسطينية أمر خطير بالنسبة إلى دولة إسرائيل، ولن نسمح بالتأكيد بحدوث ذلك".

وتابعت شاكيد، وزيرة العدل السابقة، في المقابلة ذاتها: "يبدو أن هذه الخطة تمثل فرصة ممتازة لتطبيق القانون الإسرائيلي على غور الأردن، وعلى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية".

وكررت شاكيد ما جاء في بيان وزير الجيش الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بأن حزبه "لن يسمح بإقامة دولة فلسطينية".

فيديو قد يعجبك: