إعلان

هآرتس: خطوات حذرة ورد محدود.. لماذا لا يهاجم حزب الله عمق إسرائيل؟

09:25 م الإثنين 02 سبتمبر 2019

حزب الله اللبناني

كتب – محمد عطايا:

بعد سلسلة من التهديدات، أطلق حزب الله اللبناني صواريخ من نوع "كورنت" على مدرعة "وولف"، تابعة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ليعلن بعدها عن إصابات عدة لجنود إسرائيليين، وجاء ذلك الهجوم كرد مؤجل على مقتل عنصرين من حزب الله، إثر غارة للاحتلال منذ أيام على جنوب لبنان.

وصفت صحيفة "هآرتس" العبرية، الرد العسكري لحزب الله اللبناني، بأنه "محدودً وليس واسعًا"، اقتصر على استهداف مركبة عسكرية قادرة على حمل فقط ثمانية جنود.

في المقابل، يرى حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الهجمة التي شنها الحزب يوم الأحد، جعلت دولة الاحتلال المتكبرة، خائفة ومرتجفة.

وأشار حزب الله في بيان أمس أن هناك جرحى في العملية، وسط انتشار مشاهد لنقل جنود مصابين إلى مستشفى قريب بالمنطقة.

وقال نصر الله: "كان المس بحدود العدو أمر لا يتحمله، ويرد عليه بشكل قوي، ولكن حزب الله كسر أكبر خط أحمر إسرائيلي في هجمات أمس"، مضيفًا أن تلك الهجمات "بداية لمرحلة جديدة للدفاع عن لبنان من خطر دولة الاحتلال المحتلة، ولا خطوط حمر مع تل أبيب".

برغم قصف حدود دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه وبعد مرور تلك السنوات من الصراع، لم يضرب حزب الله في العمق الإسرائيلي، وحتى تصريحه اليوم بأنه "كسر خطًا أحمر"، فكان باستهداف منطقة حدودية.

وذكرت "هآرتس"، أن حزب الله لا يسعى بأي شكل من الأشكال إلى توسيع الصراع مع إسرائيل، لأن ذلك التصعيد سيضر بلبنان ككل، وليس حزب الله وحسب.

أضافت الصحيفة العبرية، أن حذر حزب الله ينبع من تطورات جديدة، بعضها دولي وبعضها محلي، والتي تتطلب منه أن يتصرف بطريقة محسوبة وحكيمة حتى لا يضر حلفاؤه داخل لبنان، أو يؤثر على الدعم الاستراتيجي الذي يحصل عليه من إيران وسوريا.

الاندماج مع الجيش اللبناني

في أبريل الماضي، قال وزير الدفاع اللبناني إلياس بو صعب "ما دامت إسرائيل لديها طموحات في الاستيلاء على أرضنا، لا يمكننا التحدث عن استراتيجية دفاع وطني أو جيش قوي، ولكن استمرار عدم الاستقرار سيشجع (استراتيجية الدفاع الوطني)، وهي استراتيجية تهدف إلى دمج جميع الجماعات المسلحة اللبنانية، وخاصة حزب الله، في الجيش اللبناني".

وقبل أسبوعين، توجه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى واشنطن، والتقى بكبار المسؤولين في الإدارة، بمن فيهم وزير الخارجية مايك بومبو، وعندما سُئل عن خططه لوقف النشاط العسكري لحزب الله، أجاب أنه لا يعلم بعد.

في مؤتمر صحفي عقد بعد الاجتماعات الرسمية، وعندما سئل عما إذا كانت الإدارة قد طالبت باتخاذ إجراء بشأن مصانع الصواريخ، أجاب أن القضية قد ظهرت في الماضي وهذه المرة أيضًا، مضيفًا أن المفاوضات جارية حول هذا الأمر، لكنه رفض تقديم مزيد من التفاصيل. ثم ألقى قنبلتين دبلوماسيتين لم يلاحظهما أحد في إسرائيل.

تصريحات وزير الدفاع اللبناني ورئيس الوزراء، كانت بمثابة تفويض لاستمرار حزب الله في أعماله بالدفاع عن لبنان، والتصدي لدولة الاحتلال الإسرائيلي، وذلك بحسب "هآرتس"، التي أكدت أن قوات حزب الله التي تصنفها الولايات المتحدة إرهابية، هي جزء لا يتجزأ من لبنان ومؤسساته.

الاندماج بين أجهزة الدولة اللبنانية ومن بينها الجيش، أعطى بعض الامتيازات لحزب الله، إلا أنه –بحسب هآرتس- وضع عليها بعض الأعباء، والتي كانت في مقدمتها، أهمية النأي بلبنان عن أي عقوبات أو تصعيد ضد دولة الاحتلال، حتى لا يضرب بمصالح حزب الله بشكل مباشر وغير مباشر، وهو ما جعل تحركات نصر الله محكومة ومدروسة بدقة.

"إذا أوقفتم المعركة سنتوقف"

قال نصر الله في مؤتمره مع أنصاره في لبنان، الإثنين، مخاطبًا دولة الاحتلال الإسرائيلي "إذا أوقفتم المعركة سنتوقف".

يبدو أن حزب الله ليس مولعًا بعد بالحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، لأنه يعرف جيدًا طبيعة ما يحدث على الأرض، وما يمكن أن يتعرض له لبنان ككل، إذا ما استفزت الولايات المتحدة أو دولة الاحتلال بشكل مبالغ.

قالت "هآرتس"، إن الهدوء والاستقرار في المنطقة، قد يحقق بعض التقدم والنشاط الاقتصادي للبنان، نظرًا لما سيجنيه من مليارات، فقط، إذا ما تواصلت عمليات التنقيب عن النفط في المياه الإقليمية اللبنانية.

التوصل إلى وقف رسمي لإطلاق النار مع إسرائيل، هو أمر –بحسب الصحيفة العبرية- مهم لطمأنة المستثمرين الأجانب المطلوبين لبدء عمليات التنقيب عن الغاز.

أيضًا، ينتظر لبنان في هذه الأثناء، بفارغ الصبر، 11 مليار دولار التي وعد بها في مؤتمر للدول المانحة، والذي تأخر كثيرًا تحويل الأموال بسبب عجز البلاد عن تشكيل حكومة مستقرة.

وحتى بعد تشكيل الحكومة، تنتظر الدول المانحة لمعرفة إذا ما كانت الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على لبنان أم لا، بسبب حزب الله، وهي خطوة تعتمد على القرارات التي سيتخذها سعد الحريري، ضد نصر الله ورجاله.

وذكرت "هآرتس"، أنه يجب على نصر الله المناورة بعناية بين الضغوط الغربية التي تمارس على الحكومة اللبنانية، والتي هي حكومته أيضًا، مع الحفاظ على قوته العسكرية التي تمنحه موقعًا سياسيًا قويًا، وتوسيع نطاق النشاط العسكري ضد دولة الاحتلال لا يمكن أن يخدم مناورة نصر الله في هذا الوقت.

فيديو قد يعجبك: