إعلان

السودان: وساطة إثيوبية ومخاوف من انشقاقات أكبر بين المعارضة

08:24 م الإثنين 10 يونيو 2019

احتجاجات السودان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - هشام عبد الخالق:

ينزلق السودان نحو منعطف خطير في ظل الجمود الحالي في المفاوضات بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية والتغيير المعارضة، وذلك بعد فض اعتصام القيادة العامة في الثالث من شهر يونيو الجاري، والذي أسفر عن مقتل العشرات على يد قوات الأمن.

اعتبر المجلس العسكري أنه كان يشن حملة ضد مجموعات "إجرامية" في جزء محدد من الاعتصام، في حين رأت قوى التغيير أنه اتخذ ذلك سبيلًا لفض الاعتصام بالكامل.

ألغى المجلس العسكري من جانبه الاتفاقات التي توصل لها مع قوى التغيير المعارضة في الأسابيع الأخيرة بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، ومن جانبها طالبن قوى المعارضة المجلس العسكري بتسليم فوري للسلطة ودعت لعصيان مدني في الأيام منذ أمس الأحد.

في ظل هذه الحالة من الجمود وصل رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إلى الخرطوم ليلعب دور الوساطة بين أطرف الحوار في السودان، والتقى بأعضاء من المجلس العسكري وقيادات من قوى الحرية والتغيير وأبدى كل طرف ترحيبه بالوساطة الإثيوبية.

وقال تجمع المهنيين السودانيين، إنه يقبل وساطة رئيس وزراء إثيوبيا بينه والمجلس العسكري الحاكم ولكن بشروط، من بينها أن يقر المجلس، بمسؤوليته عن قتل المتظاهرين أثناء فض اعتصامهم يوم الإثنين الماضي، وأن يبدأ تحقيق دولي في هذه الواقعة، بالإضافة إلى الإفراج عن "مسجونين سياسيين".

لكن إلى الآن لم تنته الأزمة ولم تظهر أي بوادر للتنازل من كلا الطرفين، وقال الدكتور هاني رسلان، رئيس وحدة "بحوث السودان وحوض النيل" في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الموقف في السودان الآن يتسم بالخطورة، خاصة بعد سيطرة قوات الدعم السريع التي يترأسها نائب المجلس العسكري السوداني محمّد حمدان دقلو (حميدتي) على الأوضاع هناك.

يقود "حميدتي" قوات الدعم السريع في السودان، والتي اتهمتها قوى المعارضة بفض الاعتصام وارتكاب جرائم بحق المعارضين. وفي الوقت نفسه، واصل المجلس العسكري السوداني الدفاع في بياناته عن قوات الدعم السريع وأشاد بانحيازها للثورة ضد البشير ووقوفهم مع الشعب السوداني.

أعلن رئيس المجلس العسكري السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلغاء الاتفاق مع تجمع المهنيين السودانيين، مشيرًا إلى أنه سيدعو لانتخابات خلال فترة لا تتجاوز 9 أشهر.

بدت شوارع السودان خالية من الحركة في أول أيام العصيان المدني، في وقت أعلن فيه المجلس العسكري فشل الدعوة التي وقفت خلفها قوى الحرية والتغيير.

أماالمعارضة فأكدت أن العصيان المدني الشامل في يومه الأول كان ناجحًا للغاية، وأشارت إلى استمراره "حتى إسقاط المجلس العسكري".

يقول رسلان في حديثه لـ"مصراوي" إن العصيان المدني الذي دعت إليه المعارضة ممثلة في تحالف الحرية والتغيير نجح بنسبة كبيرة، مشيرًا إلى أن بعض القوى المعارضة ترى إمكانية العودة للتفاوض ولكن بشروط مسبقة، وعلى رأسها "نداء السودان" التي يتزعمها صادق المهدي زعيم حزب الأمة.

واعتبر أن هذه القوى تريد تشكيل لجنة تحقيق إقليمية أو دولية تحقق في المجزرة التي وقعت في فض الاعتصام، و"أنه لا مانع من العودة للتفاوض ولكن بوساطة ثالثة، وإخلاء الخرطوم من كل القوى العسكرية، وعودة القوات العسكرية لثكناتها، مشيرًا إلى أن خلاف الرأي داخل تحالف قوى الحرية والتغيير قد يهدد بانشقاقها".

وأكد رسلان، أن تسليم المجلس العسكري السلطة للمدنيين بدون تفاوض سيكون "صعبًا"، وأن تسليم السلطة يحتاج ترتيبات.

حديث رئيس وحدة "بحوث السودان وحوض النيل"، يأتي في ظل الوساطة الإثيوبية والدعوة إلى الحوار بين الأطراف في السودان، ومع تشبث كل طرف حتى اللحظة بما أعلنه.

وبدأت حركة الاحتجاجات في السودان في ديسمبر الماضي، ضد زيادة سعر الخبز ثلاثة أضعاف في ظل أزمة اقتصادية، أطيح بالبشير على إثرها في 11 أبريل، ورفض المحتجون تفكيك الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش السوداني، مطالبين بنقل السلطة إلى المدنيين، حتى فضه الجيش في الثالث من يونيو الماضي.

فيديو قد يعجبك: