إعلان

"سودان البشير بوجه جديد".. لماذا صعّدت المعارضة ضد المجلس العسكري؟

07:48 م الإثنين 22 أبريل 2019

احتجاجات السودان

كتب – محمد عطايا:

يبدو أن السودان سيتجه نحو مزيد من التصعيد الشعبي ضد المجلس الانتقالي، بعد إعلان قوى الحرية والتغير، في بيان من داخل اعتصام أمام القيادة العامة بالخرطوم، الأحد، المواجهة مع المجلس العسكري.

ووصفت قوى المعارضة التي لا تزال متمسكة بالاعتصام في الميادين، المجلس الانتقالي العسكري بأنه "امتداد لنظام الرئيس المعزول عمرالبشير".

وتطالب قوى الحرية والتغيير التي تضم قوى المعارضة في لوائها، منذ إقصاء البشير عن الحكم، ومطاردة قياداته، بنقل السلطات إلى حكومة مدنية توافقية، تمهد لانتقال سلمي ديمقراطي للسلطة.

أعلن ممثلو القوى الاحتجاجية في السودان، تعليق الاتصالات مع المجلس العسكري الانتقالي الذي يحكم البلاد.

يأتي ذلك بعد حوار للفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري مع التلفزيون الرسمي أكد فيه أن المجلس ليس خصمًا لأي جهة سياسية.

وأكد البرهان أن "المجلس العسكري يتعاون مع الشباب لتحقيق أهداف ومبادئ الثورة، من حياة كريمة وآمنة وديمقراطية".

وأوضح أن المجلس قسم نفسه إلى عدة لجان، لها مهام محددة تشرف من خلالها على الوزارات والولايات، مضيفًا أنه حال اتفقت القوى السياسية على حكومة انتقالية نسلم السلطة فورًا، مؤكدًا أنه من الأفضل أن تكون المرحلة الانتقالية بإشراف حكومة تكنوقراط.

لماذا اختلف الجانبين؟

بعد الإطاحة بنظام البشير، خاضت قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري الانتقالي، ثلاثة اجتماعات، كان أخرها أمس الأحد.

بحسب القيادي والمتحدث باسم تجمع المهنيين السودانيين المعارض، محمد نجم الأصم، فإن الاجتماع الأول تم مناقشة والاتفاق على تسليم السلطة لحكومة مدنية سيادية.

وأضاف الأصم، عبر حسابه على موقع "تويتر"، أن الاجتماع الثاني، قدمت فيه الحرية والتغيير، رؤية وأشكال الهيكلة المطلوبة، والتي من المفترض أن تعمل على 3 مستويات، الأول، ضمان تشكيل مجلس سيادي مدني، مع تمثيل عسكري، لضمان الاستقرار والأمن.

والمستوى الثاني هو السلطة التنفيذية، والمستوى الثالث هو الرؤية التشريعية، والتي يجب أن تخصص للشباب والنساء مكانًا أكبر.

وكشف القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، عن دعوة الحرية والتغيير منذ يومين إلى اجتماع آخر مع المجلس العسكري الانتقالي، لكنهم فوجئوا بحديث مختلف عما كان متوقع.

تحدث المجلس العسكري عن تشكيل حكومة مدنية توافقية، تضم رموز من "النظام البائت"، كانوا في حكومة البشير ويساندونه لأخر لحظة، فضلًا عن ضمان وجود حزب المؤتمر الوطني، المنتمي له البشير، في الحكومة الجديدة.

كيف ستصعد المعارضة؟

على إثر الاجتماع الأخير، قررت قوى الحرية والتغيير تعليق الاتصال مع المجلس العسكري الانتقالي، ومواصلة العمل الجماهيري السلمي بكافة أشكاله وتنظيم الصفوف.

وقال محمد نجم الأصم : "نحن الليلة في معركة أصعب من كل المعارك، لأنها معركة مع النظام بوجه جديد، وتحتاج تماسك وصمود".

فيما أكدت القيادية في حزب المؤتمر الشعبي، نوال الخضر، أن قوى الحرية والتغيير تعتبر المجلس كالحكومة السابقة.

وأضافت الخضر في تصريحات خاصة لـ"مصراوي"، أنه حال استمرت الأمور في اتجاه التصعيد، تبقى "كل الاحتمالات واردة"، من استمرار في الميادين والمطالبة بالضغط على المجلس العسكري الانتقالي.

وأوضحت القيادية في حزب المؤتمر الشعبي والبرلمانية السابقة، أن الاختلاف ليس على الأسماء، ولكن شكل الحكومة الجديدة، فتجمع المهنيين يتحدثون عن مجلس سيادة يمثل فيه الجيش وحكومة تكنوقراط، وحسب بيان المهنيين فإن المجلس يتلكأ.

وأكدت القيادية في المؤتمر الشعبي، أن الهدف الأول للحزب، ألا ينجر السودان لمستنقع الصدامات، ويرفض أي تدخل خارجي في شؤون السودان.

كيف استقبل الشعب بيان المعارضة؟

يستمر المتظاهرون في الشواع منذ الأمس، في الاعتصام أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة، للاعتراض على مقترحات المجلس الانتقالي بأن تشمل الحكومة الجديدة شخصيات من النظام البائت.

فيما صب بعض المغردين على موقع التواصل الاجتماعي جم غضبهم على عمر زين العابدين، رئيس اللجنة السياسية، الذي اتهموه بالفشل في المهام المسندة إليه، وتشتيت الشمل، والفتنة، ومحاولة إعادة السلطة للمؤتمر الوطني الذي انتمى له البشير المعزول.

وأكد البعض أن الفرصة المتاحة أمام الشعب السوداني للانتقال الديمقراطي، تكمن في إعفاء المجلس العسكري الانتقالي عمر زين العابدين من منصبه.

وطالبوا بحكومة مدنية بكفاءات مشهود لها بالإنجازات الدولية لم تشارك في الحكم طوال الـ ٣٠ عامًا الماضية، لتهيئة بيئة ديموقراطية وانتقال سلمي للسلطة في السودان.

فيديو قد يعجبك: