إعلان

لماذا ينعم جنوب غرب سوريا بالهدوء النسبي؟

03:02 م الخميس 24 مايو 2018

ارشيفية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية إن سوريا شهدت تغيرا محوريا في الأحداث منذ يومين، وذلك بعد تمكن الرئيس السوري بشار الأسد من إحكام قبضته على السلطة والسيطرة على دمشق وضواحيها بالكامل لأول مرة منذ 6 سنوات من نشوب الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 511 ألف شخص.

وقال سيرجي رودسكوي، رئيس دائرة العمليات بهيئة الأركان العامة الروسية، أمس الأربعاء إن العاصمة السورية بدمشق باتت تحت سيطرة النظام بشكل كامل مع تخليص مخيم اليرموك من تنظيم داعش، موضحًا أن مخيم اليرموك كان القلعة الأخيرة لداعش قرب دمشق، وأصبح الآن تحت سيطرة الوحدات العسكرية السورية بعد تطهيره من المسلحين.

وذكرت المجلة، في تقرير منشور على موقعها الإلكتروني اليوم الخميس، أن المدنيين السوريين تعرضوا للهجوم، بما في ذلك هجوم بالأسلحة الكيماوية، وتنامى النفوذ الأجنبي، الروسي والتركي والإسرائيلي والأمريكي في بلادهم، بما يوحي أن الصراع سيشتعل، وسيبصح كل شيء أكبر وأسوأ.

ومع ذلك، تقول فورين بوليسي إن هناك منطقة واحدة في سوريا ما تزال هادئة نسبيًا مقارنة بباقي المناطق المُحيطة بها والتي تعاني من الفوضى والاضطراب، وهي منطقة جنوب غرب سوريا، القنيطرة تحديدًا، والمناطق القريبة منها في الجزء الشمالي الغربي من محافظة درعا.

وحسب المجلة، فإن المعارضة المعتدلة تنعم بقوة لا تحصل عليها في باقي المدن والمناطق الأخرى، ورغم وجود الجماعات المتطرفة هناك إلا أن تأثيرهم ضعيفًا وليس لهم اليد العليا، كما أن الظروف هناك مواتية لعيش حياة انسانية كريمة نسبيًا مقارنة بمعظم المناطق في سوريا.

وأوضحت فورين بوليسي أن هذه المنطقة لها أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تتنافس هناك إسرائيل وإيران من أجل السيطرة على الجانب السوري من مرتفعات الجولان، وهو موقع محوري لكلا الجانبين ويسعى كل منهما للسيطرة عليه في حالة نشوب نزاع أكبر بينهما.

وترى المجلة أن هدوء واستقرار الأوضاع نسبيًا في هذه المنطقة يجعلها حالة فريدة تستحق الدراسة، لتطبيقها على باقي المدن والبلدات السورية حتى يستطيع مواطنيها عيش حياة أفضل.

ووفقا للمجلة، فهناك عدة أمور ساعدت على استقرار هذه المنطقة، أهمها قربها جدًا من سوريا، وتأكد نظام الأسد أن السماح لإيران بالسيطرة على القنيطرة والمناطق القريبة من درعا سيكون له خطورة كبير.

وساهم في استقرار الأمور، نجاح الولايات المتحدة والأردن وروسيا في إنشاء منطقة تهدئة في هذه المنطقة في يوليو الماضي، وتعتبر القنيطرة والمناطق القريبة من درعا من الأماكن القليلة في سوريا التي ما تزال تحت سيطرة قوات المعارضة المُعتدلة التي تتلقى الدعم الخارجي، وخاصة الرواتب وإمدادات الأسلحة والذخيرة.

وهناك عنصر أخر ساعد على استقرار هذه المنطقة، وهو المساعدات المستمرة التي يتم الحصول عليها من خلال الشراكة غير المسبوقة بين إسرائيل والمنظمات غير الحكومية السورية، بما في ذلك الأدوية والمعدات الطبية والغذاء والملابس، والتي تعتبر بمثابة شريان حياة للسكان المدنيين في هذه المنطقة، كما أنها تزيد من صعوبة تجنيد المزيد من الشباب في الجماعات المتطرفة.

وتقول المجلة إن الجيش الإسرائيلي قرر التحالف مع المنظمات غير الحكومية السورية والتحالفات المتعددة الجنسيات لمساعدة سكان هذه المنطقة، وتوزيعها على أكثر من مليون ونصف مواطن في جنوب غرب سوريا.

وتمكن هذه المساعدات السوريين بهذه المنطقة من عيش حياة طبيعية إلى حد ما، كما أنها تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم والشعور بالاكتفاء الذاتي، وإصلاح الأضرار الكبيرة التي عانوا منها خلال السنوات الماضي، فعلى سبيل المثال تمكن أهالي المنطقة من إعادة بناء المؤسسات وصيانة المستشفيات، وبناء المخابز والمخازن والمزارع.

وتؤكد المجلة أن السوريين يديرون عملية توزيع المساعدات، وتكاتف كل الأطراف من أجل حصول الجميع على نسب متساوية من المساعدات، ويشرف على هذه العملية قوات المعارضة المعتدلة وقوات الأمن المحلية والمنظمات المدنية والمجالس المحلية.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان